وزيرة البيئة: وحدة للاستثمار البيئي والمناخي لدعم المشروعات البيئية
كتب- محمد نصار:
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، أن الحفاظ على البيئة والحفاظ على كوكب الأرض يتطلب تضافر جميع القوى نظرا لكون الحكومات لا تستطيع بمفردها مواجهة التغيرات المناخية بل هي مسئولية مشتركة للجميع ولكل فرد دورا هاما فيها، فهو ليس اهتمام العلميين والبيئيين فقط بل لابد أن يوضع في اهتمام كل فرد يعيش على هذا الكوكب.
جاء ذلك خلال كلمة الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، في افتتاح النسخة الثامنة من المؤتمر السنوي للبحث والإبداع 2023 والذي تنظمه الجامعة الأمريكية بالقاهرة الجديدة، خلال الفترة من 12 لـ16 مارس الجاري بحضور الدكتور أحمد دلال، رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والدكتور أدهم رمضان وكيل الشؤون الأكاديمية وعميد شئون الدراسات العليا ومنسق مبادرة التغير المناخي بالجامعة، والدكتور إيهاب عبد الرحمن وكيل الشؤون الأكاديمية بالجامعة، والدكتور محمد حمزة ممثل الحكومة بالجامعة الأمريكية.
وتقدمت وزيرة البيئة في بداية كلمتها بالشكر للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر وعلى دعوتهم الكريمة، مهنئة المرأة المصرية والحضور من السيدات بيوم المرأة العالمي، مشيرة إلى أن المرأة هي عماد الأسرة ويوضع على عاتقها مسئولية تغيير السلوكيات والعادات البيئية الخاطئة، مما يسهل من عملية مواجهة التغيرات المناخية.
وأوضحت ياسمين فؤاد أن مؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية COP27 الذي عُقد بمدينة شرم الشيخ نوفمبر الماضي كان بمثابة اختبار نجحت مصر في اجتيازه بتفوق، نظرا لتوقيته الحرج الذي شهد مرور العالم بجائحة صحية "أزمة كورونا"، بالإضافة إلى أزمات سياسية واقتصادية وأزمات في الطاقة والمياه، وعلى الرغم من كل هذه الأزمات إلا أن مصر استطاعت وضع قضية التغيرات المناخية على رأس أولوياتها، وتمكنت من جذب أنظار العالم لهذا المؤتمر بمدينة السلام، وكان ذلك تحديا كبيرا.
كما حدثت مصر قبل استضافة المؤتمر خطة مساهماتها الوطنية 2030 وتم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، وإطلاق الحوار الوطني بكل محافظات الجمهورية بمشاركة كل فئات المجتمع للتوعية بقضية التغيرات المناخية.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن مؤتمر المناخ COP27 كان مؤتمرا للتنفيذ وشموليا، استطاع أن يضم كل فئات المجتمع من مرأة ورجال وشباب ومجتمع مدني وقطاع خاص وطلاب ورجال دين ومجتمع محلي وغيرهم، كما سعى لاتخاذ خطوات وقرارات فعلية نحو التنفيذ، لافتة إلى أن أول خطوات التحضير للمؤتمر كانت بتحويل مدينة شرم الشيخ لمدينة خضراء، حيث تم تنفيذ حوالي 36 مشروعا، شملت العديد من القطاعات منها تغيير منظومة الطاقة بها للعمل بالطاقة الجديدة والمتجددة في معظم الفنادق وتحويل وسائل النقل والأتوبيسات للعمل بالكهرباء أو الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى بناء منظومة جديدة لإدارة المخلفات الصلبة البلدية ورفع كفاءة المحميات الطبيعية، كما تم منح الفنادق المتوافقة بيئيا العلامة الخضراء، ومنح الزعنفة الخضراء لمراكز الغوص.
وأوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد أن مؤتمر المناخ COP27 يعد من أكبر المؤتمرات التي تم تنظيمها من حيث عدد المشاركة والفاعليات التي تم تنظيمها، حيث شارك في المنطقتين الخضراء والزرقاء ما يقرب من 52 ألف مشارك بزيادة حوالي 145% عن مؤتمر المناخ الذي عقد بالمملكة المتحدة، كما شهد المؤتمر حضور حوالي 120 رئيس دولة وحكومة، كما زادت الأحداث التي تم عقدها على هامش المؤتمر بنسبة 168% عن مؤتمر المملكة المتحدة.
وتابعت وزيرة البيئة موضحة أن مؤتمر المناخ وضع الإنسان في قلب مفاوضات المناخ وهو ما تم إبرازه من خلال الأيام الموضوعية التي خصصت يوما للمرأة ويوما للشباب، كما شملت المنطقة الخضراء المهتمين بالأزياء المتوافقة مع البيئة ورواد الفنون والثقافة، وكذلك شهد المؤتمر إطلاق العديد من المبادرات التي تنوعت بين مبادرات للأمن الغدائي، والمرأة، والحلول القائمة على الطبيعة لحماية السواحل والمجتمعات المهددة والصيادين، ومبادرة للطاقة وأخرى للزراعة، ومبادرات للقارة الإفريقية وبالإضافة إلى عدد من المبادرات الأخرى.
ولفتت الوزيرة خلال كلمتها إلى أن المسار التفاوضي شهد لأول مرة إدراج بند الخسائر والأضرار في أجندة المؤتمر بعد رفض إدراج هذا البند لسنوات عديدة من قبل الدول المتقدمة، وإعلان إنشاء صندوق للتعويضات لتمويل الخسائر والأضرار لتعويض الخسائر التي تتكبدها الدول النامية جراء التغير المناخي، موضحة أنه سيتم البناء على نتائج مؤتمر المناخ خلال المؤتمر القادم cop28 بدولة الإمارات، كما يعتبر من النجاحات المبهرة للمؤتمر هو وضعه لهدف التكيف على رأس الاولويات لتحقيق التوازن بين مجالات التخفيف والتكيف.
ودعت وزيرة البيئة الجميع وخاصة الشباب للاهتمام بقضية التغيرات المناخية، مشيرة إلى أنه يمكن مواجهتها من خلال الابتكار والأفكار الجديدة، موضحة أن هناك عددا من القطاعات تم دخول القطاع الخاص للاستثمار بها من خلال إعلان الحوافز الخضراء بأربع قطاعات وهي الطاقة الجديدة والمتجددة والمخلفات والبلاستيك والهيدروجين الأخضر.
كما أن الوزارة تعمل على طرح فرص لتنفيذ عدد من الأنشطة داخل المحميات الطبيعية حيث تم تنفيذ عدد من الأنشطة داخل محمية وادي الريان بالفيوم على سبيل المثال.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن الوزارة قامت بإنشاء وحدة للاستثمار البيئي، للنظر في المشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث توفر فرصا للاستثمار البيئي وإعداد خريطة استثمارية، كما تدعم وحدة الاستثمار البيئي والمناخي المشروعات المتعلقة بالتغيرات المناخية واستخدامات الطاقة وإعادة تدوير المخلفات ونماذج أخرى للمشروعات التي تحقق قيمة مضافة ليس فقط على المستوى البيئي ولكن الاقتصادي والتنموي، وتساهم في فتح المجال أمام إشراك القطاع الخاص.
ومن جانبه رحب الدكتور أحمد دلال، رئيس الجامعة الأمريكية، بالدكتورة ياسمين فؤاد، مؤكدا سعادته بالمشاركة في المؤتمر، مقدما الشكر لجميع المشاركين، مشيرا إلى أن المؤتمر يتضمن أنشطة متنوعة من الطلاب بمرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا في جميع التخصصات، حيث يتيح الفرصة لهم لعرض أبحاثهم ونتائج إبداعهم في مجالات العلوم والعلوم الإنسانية والاجتماعية والاقتصاد والفنون.
جدير بالذكر أن المؤتمر يهدف إلى تعزيز تبادل المعرفة والتعاون البحثي متعدد التخصصات والمشاريع ذات قيمة اجتماعية أو اقتصادية، ومن خلال المؤتمر، يتم تسليط الضوء على الأولويات الاستراتيجية للجامعة الأمريكية بالقاهرة، والتركيز على القدرة البحثية، وتنشيط الإبداع في الحرم الجامعي واستكشاف القضايا الإقليمية والعالمية الحرجة، كما سيتضمن المؤتمر مسابقات بحثية لأعضاء هيئة التدريس والطلاب في مختلف المجالات.
فيديو قد يعجبك: