إعلان

وزير الزراعة: الدولة قطعت شوطا كبيرا في السنوات الأخيرة لتطبيق نهج الصحة الواحدة

10:54 ص الإثنين 10 أبريل 2023

السيد القصير

القاهرة- أ ش أ:
أكد السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أن الدولة المصرية بمؤسساتها الصحية والعلمية والأكاديمية وبالتعاون مع المنظمات الدولية قد قطعت شوطا كبيرا في السنوات الأخيرة على صعيد تأكيد وتطبيق نهج الصحة الواحدة بحيث أًصبح مفهوم الصحة الواحدة أكثر رسوخا، وأصبح هناك عدد من المبادرات الوطنية الهامة التي استهدفت تحقيق وتعميق هذا المفهوم.
يأتي ذلك في ضوء إطلاق مصر رسميا الإطار الاستراتيجي القومي للصحة الواحدة 2023 - 2027 كخارطة طريق مشتركة للصحة الواحدة بين وزارت الصحة والسكان والزراعة واستصلاح الأراضي والبيئة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في مصر.
وقال وزير الزراعة - في بيان اليوم - إنه إدراكا لهذه الحقيقة، فقد قامت الوزارة بالتعاون مع وزارة الصحة والوزارات والجهات المعنية في صياغة الإطار الاستراتيجي للصحة الواحدة والتي تمثل وثيقة طموحة ذات أهداف محددة قابلة للتحقيق، وبتدشين هذه الاستراتيجية تكون مصر في مقدمة دول العالم التي تتبنى كدولة وبشكل مؤسسي تطبيق نهج الصحة الواحدة ليكون التزاما مستداما بين جميع القطاعات ذات الصلة بالدولة المصرية.
وأضاف أن مفهوم الصحة الواحدة بدأ يتعاظم في السنوات الأخيرة بعد أن أثبتت الدراسات تزايد معدلات الأمراض المشتركة التي تصيب الإنسان والحيوان معا وزيادة عوامل ومسببات انتقال العدوى بينهما، إضافة إلى ما سببته الجوائح والتحديات التي مر بها العالم وآخرها جائحة كورونا وأيضا مع زيادة تأثيرات التغيرات المناخية والتي انعكست على تغير النمط الوبائي وزيادة ضراوة بعض الأمراض وعودة ظهور أمراض كانت قد اختفت، مع زيادة احتمال ظهور أمراض وبائية عابرة للحدود، وأيضا ساهمت زيادة وتيرة الظواهر الجوية المتطرفة في التأثير على التوزيع الجغرافي والزمني للحشرات الناقلة للأمراض، كما يؤدي تغير المناخ إلى التحورات الجينية في العديد من الميكروبات، والتي تعد من أخطر التحديات التي تواجه العالم.
وأشار إلى تنامي بعض الظواهر التي لم تكن تتسارع في الماضي بالشكل الذي نلاحظه خلال العقد الأخير، وعلى رأسها ظاهرة مقاومة المضادات الميكروبية، إضافة إلى تأثير ظاهرة الزيادة السكانية وزيادة التجمعات السكانية العشوائية والتي ساهمت في زيادة الاتصال والاحتكاك بين الحيوانات والإنسان، مما زاد من فرص انتقال العدوى المشتركة بينهما.
وأكد وزير الزراعة أنه يستوجب من المجتمع الدولي وعلى مستوى كل دولة أيضا تبني العمل بشكل جماعي للتصدي للتهديدات التي تطال الإنسان والحيوان والبيئة، خاصة وأن التحديات التي واجهها العالم بالأمس القريب أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن قوة أي دولة تكمن في اتحاد جميع المنظومات العاملة بها سواء في صحة الإنسان أو الحيوان أو النبات أو البيئة تحت منظومة الصحة الواحدة.
وأوضح القصير أن المتابع للأمر يجد أن رئيس الجمهورية خلال كلمته بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس ‏منظمة الصحة العالمية، قد أشار إلى أن "هذا الاحتفال أتى عقب الأوقات ‏الصعبة التي مر بها العالم تحت وطأة جائحة كورونا، وهي الأوقات التي أكدت أن ‏الأمن الصحي لن يتحقق أبدا بالعمل الفردي المنعزل، وإنما يتطلب جهدا جماعيا منسقا".‏
وعلى صعيد تعزيز مفهوم الصحة الواحدة، أكد الوزير أن وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بذلت جهودا كبيرة في هذا الإطار يمكن تلخيص أهمها في استمرار تقييم الوضع الوبائي للأمراض الحيوانية في مصر من أجل ضمان صحة الإنسان والحيوان والنبات والبيئة والعمل على تطوير تلك المنظومة واستدامتها والتعاون لتطبيق منظومة الصحة الواحدة والتي تعتبر من أهم الأدوات العالمية في مواجهة التحديات الصحية لقدرتها على التعامل بفاعلية مع كافة القضايا والمستجدات المتعلقة بصحة الإنسان والحيوان والمحافظة على البيئة واستدامتها، إضافة إلى تعزيز التعاون مع الجهات الدولية الداعمة لنهج الصحة الواحدة وعلى رأسها الأطراف الأربعة: منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، منظمة الصحة العالمية، المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة.
وتشمل الجهود أيضا، التعاون مع كل من وزارتي الصحة والبيئة في صياغة الإطار الاستراتيجي للصحة الواحدة، والذي نشهد تدشينه والإعلان عنه اليوم ليكون هو النواة الهيكلية الوطنية الأولى التي تعضد حوكمة الصحة الواحدة في مصر وتتوحد من خلالها الجهود المبذولة تحت مظلة النهج العالمي للصحة الواحدة، فضلا عن الحيلولة دون دخول الأمراض الحيوانية الناشئة إلى مصر من خلال منظومة الإنذار المبكر والمسوح الوبائية في الحيوان.
كما تم اتخاذ عدد من الإجراءات المرتبطة بالتحكم والسيطرة على الأمراض المشتركة منها: إحكام السيطرة بشكل ملموس على مرض إنفلونزا الطيور، الأمر الذي نتج عنه استقرار الموقف الوبائى للمرض وانحسار أعداد البؤر الإيجابية المسجلة، واستمرار عدم تسجيل حالة بشرية واحدة للعام السادس على التوالي، وإعلان المنظمة العالمية للصحة الحيوانية عن اعتماد مصر رسميا لنظام المنشآت الخالية من مرض إنفلونزا الطيور شديد الضراوة، والذي يأتي كأحد المحاور التي تدعم استراتيجية القضاء على المرض، من خلال اعتماد نظام المنشآت الخالية من مرض إنفلونزا الطيور لـ 37 منشأة، وتبني نظام المنشآت الخالية من مرضى الدرن البقرى والبروسيلا وهما من أهم الأمراض المشتركة، حيث تم الإعلان رسمياً عن خلو 41 قطيعا للأبقار الحلاب من هذه الأمراض لعدد 14 منشأة عبر الموقع الرسمي للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية.
وكذلك اعتماد خلو مصر من 3 أمراض للفصيلة الخيلية (الرعام – الزهري – انيميا الخيول المعدى)، والتوسع في تنفيذ القوافل البيطرية على مستوى الجمهورية حيث بلغ عدد القوافل التي تم إطلاقها (1565) قافلة علاجية مجانية وتم تغطية (1050) قرية بكافة المحافظات لعلاج وفحص حوالي (850) ألف حيوان استهدفت تشخيص وعلاج الأمراض السيادية خاصة المعدية منها، ونستمر في تدعيم هذا الملف، ورفع كفاءة منظومة المعامل المرجعية بوزارة الزراعة والتي تعمل في مجالات (تحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة في المنتجات النباتية والصحة الحيوانية والمواد العلفية والأمصال واللقاحات البيطرية وغيرها) للحفاظ على جودة الغذاء الصحي والآمن والمستدام سواء للاستخدام المحلي أو للتصدير، وتنفيذ خطة العمل المشتركة بين وزارات الزراعة والصحة والبيئة بهدف تحقيق الهدف العالمي الرامي إلى الحد من تنامي ظاهرة مقاومة المضادات الميكروبية.​

فيديو قد يعجبك: