قصة أثر.. أقدم طرف صناعي في التاريخ
كتب- محمد شاكر:
لا تزال الحضارة المصرية القديمة تبوح بأسرارها التي تخلب الفكر والوجدان. وكانت عبقرية الفراعنة أنهم استطاعوا إنشاء حضارة قائمة على العلم والعقل والتفكير ولذا عاشت آثارها إلى الآن، ووصلت لنا منذ آلاف الأعوام.
ولكل أثر قصة وحكاية، وفيما يلي نستعرض قطعة أثرية مثيرة للدهشة، وتعد من أبرز القطع الموجودة في القاعة المركزية للمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، وهي: أقدم طرف صناعي في التاريخ عبارة عن إبهام قدم يمنى، عثر عليه في أحد القبور الفرعونية.
يعود تاريخ هذه القطعة الأثرية إلى ابنة أحد كهنة آمون في عصر الانتقال الثالث، وتدعى تا- باكت- إن-موت، (915 - 710 ق. م) أصيبت بانسداد في الشرايين أدى إلى بتر إصبعها الإبهام بقدمها اليمنى، وتم تنفيذ عملية البتر بمهارة فائقة، ما أدى إلى التئام الجرح بشكل كامل.
وحتى تمارس حياتها بشكل طبيعي، تم صناعة هذا الطرف الصناعي من الخشب، عبر ثلاثة أجزاء تم توفيقها بشرائط من الجلد الطبيعي وتخييطها، حتى تتمكن من المشي بشكل طبيعي، خاصة أن الاصبع الكبير يحمل ٤٠% من الجسم.
وتشير المعلومات إلى أنه تم صقل الطرف الصناعي بشكل جيد حتى يتفادى أي احتكاك بالجلد كما تم تسطيحه ليتحمل الجسم، وتم نحت أطراف الطرف ليماثل الصفة التشريحية للاصبع تماما، ولتقوم الفواصل بدور المفصلات الطبيعية، واستخدم فيها الشريط الكتاب ليمنحه المرونة الكافية.
وكشف العلماء أن صاحبة الإصبع الصناعي كانت تولي اهتماما كبيرا بالتجميل والمظهر الطبيعي والراحة في الاستخدام.
ودفنت هذه المرأة في إحدى مقابر النبلاء المخصصة للطبقة العليا المقربة للحاكم.
وتم العثور على هذه المقبرة غرب مدينة الأقصر في صعيد مصر، المعروفة باسم طيبة في ذلك العصر.
فيديو قد يعجبك: