يحدث الآن.. "فلكية جدة" تكشف تفاصيل اقتراب مذنب من الشمس
كتب- يوسف عفيفي:
قالت الجمعية الفلكية بجدة، إن سماء الوطن العربي، تشهد اعتبارا من الآن، المُذنب المكتشف حديثاً أطلس (C / 2023 E1) حيث سيمر هذا الاسبوع ظاهريا بالقرب من نجم القطب الشمالي (بولاريس - الجدي) مما يعني أنه يمكن مراقبته طوال الليل بأجهزة الرصد وخاصة التصوير بالعريض الطويل لكن المُذنب غير مشاهد بالعين المجردة.
وأوضحت الجمعية في منشور عبر صفحتها الرسمية بـ"فيسبوك" أنه تم اكتشاف هذا المُذنب في الأول من مارس بواسطة منظومة تلسكوب (أطلس) في جنوب إفريقيا، واعتقد العلماء في البداية أنه كويكب ولكن عندما ظهر ذيل أدركوا بأنهم عثروا على مذنب ومنذ ذلك الوقت ومع اندفاعه نحو الشمس زاد لمعان المُذنب أطلس( إي 1) حوالي 1000 مرة كنتيجة طبيعية لزيادة حرارة الشمس عليه.
وأضافت الجمعية الفلكية: نعلم اليوم أن المذنبات تتكون أساسًا من غازات مجمدة يتم تسخينها عند اقترابها من الشمس وتتوهج بضوء الشمس مع ارتفاع درجة حرارة الغازات وتوسعها، تقوم الرياح الشمسية - بنفخ المادة المتوسعة إلى ذيل المذنب الجميل.
وتابعت الجمعية: لقد كانت ذيول المذنبات بالنسبة للمراقبين في العصور القديمة تشبه الشعر المتدفق لذلك أطلقوا على المذنبات اسم "النجوم بشعر طويل"، ويمكن للفلكيين في الوقت الحاضر أن يرصدوا ما بين ستة إلى عشرة مذنبات في أي ليلة.
وأكملت: المذنبات الساطعة التي تثير حماسة اغلب الذين ليس لديهم تلسكوبات كبيرة أمر غير معتاد إلى حد ما ، وربما تظهر في المتوسط كل سنة أو سنتين إلى كل 10 أو 15 سنة.
وعلميا ينشط المذنب عندما تتلقى نواته طاقة كافية من الشمس لبدء عملية التسامي، حيث تتحول المواد المتجمدة مباشرة إلى غاز دون المرور بالمرحلة السائلة، وهذا يطلق الغاز المتجمد والغبار المحبوس في نواة المذنب، وتشكل حول النواة ما يعرف بتسمية (الكوما) أو الذوأبة.
وأشارت إلى أن ضغط الإشعاع الشمسي على جزيئات الغبار داخل ذوأبة المذنب، تدفع الغبار بعيدًا عن المذنب، وتأخذ هذه الجزيئات مدارات أكبر وأبطأ، وبمرور الوق، يتسبب هذا في انحراف المسار الممتد للغبار بعيدًا عن نواة المذنب إلى ذيل غباري مذهل يشبه المروحة، يمكن أن تتضخم الاختلافات في إطلاق الغازات من النواة خلال هذه العملية ، وتظهر ما يشبة مناطق مخططة داخل ذيل الغبار، بالإضافة إلى ذيل الغبار، فإن الجسيمات المشحونة داخل الرياح الشمسية تواجه الغازات في نواة المذنب، وتتسبب في تأينها، حيث تتدفق الذرات الناتجة المشحونة كهربائيًا من المذنب، لتظهر توهجًا أزرق مميزًا وتشكل ما يعرف باسم ذيل الغاز أو الذيل الأيوني.
وبالمقارنة مع ذيل الغبار المتوسع على شكل مروحة، فإن الذيل الأيوني رقيق جدًا ومستقيم جدًا. في حالة المذنب نيووايز حتى الآن (منتصف يوليو)، يوجد الذيل الأيوني ولكنه أكثر خفوتا من الذيل الغباري.
وأوضحت الجمعية الفلكية بجدة، أنه يتوقع أن يصل المُذنب أطلس ( إي 1) إلى ذروة لمعانه (+9) في حوالي الأول من يوليو عندما سيصل إلى الحضيض (أقرب نقطة من الشمس) وسيظل المذنب قريبًا من نجم الشمال لكنه سيبقى خافتاً ولا يتوقع أن يصبح مرئي للعين المجردة.
الصورة المرفقة: موقع المذنب أعلى نجم القطب الشمالي بالنسبة للراصد (يمين) في الوقت الحالي ويظهر المذنب (يسار) من خلال التصوير بالتعريض الطويل.
المذنبات كارل ساغان
رحلتنا إلى المذنب تشوري
فيديو قد يعجبك: