مجدي الجلاد: الشعب المصري بيرضى بقليله.. والتجار كل واحد بيبيع بسعر
كتب- محمد عبدالناصر:
قال الكاتب الصحفي والإعلامي مجدي الجلاد رئيس تحرير مجموعة أونا نيوز التى تضم البوابات الإلكترونية (مصراوي - يلاكورة- الكونسلتو- شيفت)؛ إن هدف أي دولة أو أمة أن يتحقق الاستقرار، والذي يشمل كل مناحي الحياة عند المواطن في أي دولة، وكلمة الاستقرار يستخدمها كل رؤساء الجمهورية الذين مروا على تاريخ مصر الحديث، باعتبار الاستقرار هدف أساسي، كما أن رؤساء الحكومات المتعاقبة دائما يتحدثون عن الاستقرار.
وأضاف الجلاد، في حلقة أمس من برنامجه "لازم نفهم" على صفحته الرسمية بموقع التواصل "فيسبوك"، أن مطالب الشعب المصري دائما ما تكون العيش في جزء كبير من الاستقرار وليس العيش في دولة رفاهية.
وتابع: "نسعى دائما إلى الاستقرار وهذا هدف رائع جدا لكنه لا يتحقق، من وجهة نظري، تاريخيًا تعود الشعب المصري أن يسمع كلمة الاستقرار ويستقبلها بأنها استقرار في الأسرة والفرد والمجتمع، لكن اكتشفنا أن الحكومة عندما تتحدث عن الاستقرار يكون الاستقرار الأمني وليس استقرار من وجهة نظر المواطنين.
وأكد أن الحكومات المصرية المتعاقبة تحقق الاستقرار الذي تتحدث عنه وهو الأمن، وهنا يوجد اختلاف كبير بين وجهة نظر الحكومة في الاستقرار ووجهة نظر المواطن، وهناك فرق كبير جدا بين المفهومين، لأن الاستقرار الأمنى هو جزء من الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للمواطن، لكن ليس هذا كل الاستقرار، فهو شئ أكبر من هذا بكثير.
وأشار الجلاد إلى أن الأمن مهم جدا لكنه جزء من استقرار الأمة ككل، وهنا نأتي إلى الأجزاء الكثيرة التي نتجاهلها، فهل الاستقرار الأمني يعنى استقرار الدولة والمجتمع؟، بالتأكيد لأ، وهذا ثابت في كل العلوم السياسية.
وأكد الجلاد أن الاستقرار للمواطن المصري يتمثل في أن تتوفر احتياجاته من تعليم وصحة وكل نواحي الحياة بحيث تظل حياته مستقرة، فهل حققنا هذا الاستقرار؟، الدولة تعترف أنه توجد أزمات كثيرة جدا، فنحن نعيش في ارتفاع كبير جدا في الأسعار لم يكن أحد يتخيله في أي كابوس، وهذا باعتراف الدولة أيضًا.
وتابع:"يوجد ارتفاع أسعار وهناك نسب بطالة بتزيد، وتوفير الاحتياجات اليومية للمواطن من أكل وشرب ولبس أصبح به أزمة، وأغلب الشعب المصري شايل هم الوجبة اللي جاية، فيوجد استقرار أمني لكن لا نوفر استقرار الفرد والأسرة والمجتمع".
وأكد أن الحكومة ربما ترى أنها حققت الاستقرار من خلال تحقيق الاستقرار الأمني، متسائلا: هل هناك استقرار في أسعار الزيت واللحمة والفراخ والسكر؟، الإجابة لأ، كل تاجر بيبيع بسعر.
وتابع: "لما يبقى كل محل في شارع يبيع السجائر زي ما هو عايز وبالسعر اللى هو شايفه، ووصلنا أن أقل علبة سجائر في مصر وصلت لـ 45 جنيه".
وأوضح:"تلخيص هذه الحالة في قصة قصيرة للأديب المصري العالمي نجيب محفوظ بعنوان الجريمة، بين بطل القصة وأحد ضباط الشرطة، حيث سأل الضابط بطل القصة ما واجبنا في رأيك؟، ليرد بطل القصة واجبكم أن تحققوا العدالة.
الضابط: بل واجبنا أن نحفظ الأمن
بطل القصة:وهل يُحفظ الأمن بإهدار العدالة.
الضابط: وربما بإهدار جميع القيم.
بطل القصة: تفكيرك هو اللعنة.
الضابط: هل تخيلت ما يمكن أن يقع لو حققنا العدالة؟.
المواطن: سيقع عاجلا أم آجلا.
الضابط: فكر طويلا بلا مثالية قبل أن تكتب تقريرك ماذا ستكتب.
المواطن: سأكتب أن جميع القيم مهدرة لكن الأمن مستتب.
وقال رئيس تحرير مجموعة أونا نيوز:"هذا تلخيص واضح جدا لحالة اختلاف المفاهيم، في هذه العلاقة بين الحكومة والـ 110 مليون مصري، كل واحد يتكلم باللغة بتاعته، وده سؤال مهم جدا يجب أن نواجهه بشجاعة، هل احنا بنكلم الشعب المصري باللغة التي يفهمها وهل الشعب المصري توفرت له عوامل الاستقرار وزعل؟، بالعكس هو شعب يرضى بقليله لكن قليله أن يضمن اللقمة وينام في آمان، وعمر ما كل الاستقرار الأمني هو كل الاستقرار".
فيديو قد يعجبك: