لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ترافق أفواجا سياحية من الجنسين وتتقن لغات مختلفة| "أم ياسر" أشهر دليل بدوي سيدة في جنوب سيناء -صور

10:04 ص الأحد 06 أكتوبر 2024

جنوب سيناء – رضا السيد:

اعتادت السيدة البدوية على عيشة البادية، واقتصر دورها على تربية ورعاية الأبناء، والقيام بشئون منزلها، كون حرمة السيدة من أهم عادات وتقاليد البدو، لكن "أم ياسر" اخترقت هذه العادات وقامت بأعمال الرجال لتكون أول سيدة تعمل دليل بدوي "مرشد سياحي"، وتنتقل مع السائحين عبر أودية وصحراء أبوزنيمة بجنوب سيناء، وتعد أول سيدة بدوية تعمل في هذا المجال، بل السيدة الوحيدة التي تعمل كدليل بدوي خاصة أن هذه المهنة مليئة بالمشقة والصعاب، واستطاعت التغلب على العادات والتقاليد البدوية الصارمة التي تحكم المرأة القبلية.

قالت "أم ياسر": إنها تعرفت على الدروب والوديان والمناطق الأثرية من خلال رحلات رعيها للأغنام، وقررت العمل كمرشد سياحي منذ 38 عامًا، وهي ذات الـ 18 عاما قبل أن تتزوج، وتغلبت على العادات والتقاليد الصارمة التي كانت تحكم المرأة البدوية، وبالفعل شجعها على ذلك والديها وأهل قبيلتها، ولكنها واجهت انتقاد من القبائل الأخرى، الذين يعتبرون عمل السيدة في هذا المجال وصمة عار"، مؤكدة أنها لم تبالي بآراء الغير وواصلت ممارسة عملها كدليل بدوي مع الأفواج السياحية من مختلف جنسيات العالم.

وأوضحت "أم ياسر" في تصريح لـ "مصراوي"، أنها تعيش في وادي السهو التابع لمدينة أبوزيمة، ويقصدها العديد من السائحين الذين يعشقون التجول وسط الطبيعة الجبلية وتسلق الجبال، وخاصة السيدات المصرية والعربية الذين يفضلون التعامل مع سيدة مثلهن في هذه الرحلات التي تستغرق عدة أيام داخل الصحراء، كما أنها ترافق أفواجا سياحية من الجنسين أيضًا، وتقوم بطهي الطعام البدوي لهم خلال التخييم داخل المناطق الجبلية.

وأكدت أن لديها قدرة عالية على التجول داخل دروب سيناء، وتقوم بشرح المعالم الطبيعية والبيئية والنباتات الطبية والعطرية التي تنمو بجبال والوديان، مؤكدة أنها تتعامل مع السائحين على أنهم ضيوفها، وليس مجرد لقاء شغل فقط لذا تكون معهم صداقات قوية تجعلهم يطلبون منها مرافقتهم في رحلتهم داخل جنوب سيناء بشكل عام وليس في محيط نطاق مدينة أبوزنيمة فقط.

وأشارت إلى أنها أصبحت نموذجا لجميع السيدات البدويات في الجد والعمل، مؤكدة أنها بعد زواجها لم يعترض زوجها على عملها كدليل بدوي، بل كان عونًا ومشجعًا لها، وأنها تشعر بالسعادة خلال تواجدها بين السائحين ومساعدتهم في للتعرف على الطبيعة الخلابة، والمناطق الأثرية التي تشتهر بها وديان أبوزنيمة.

وعن اتقانها للغات الأجنبية، قالت أنه لم تتعلم بحكم أن تعليم الفتاة البدوية كان في ذلك الوقت غير مألوفا ويتعارض مع العادات والتقاليد، وذكرت أنها في بداية عملها كانت تتعامل مع السائحين الأجانب في وجود مترجم، ولكنها بدأت في اتقان اللغات المختلفة من خلال التعامل مع السائحين في الرحلات التي كانت تستغرق عدة أيام، مؤكدة أنها تقوم بالتنسيق مع الجهات الأمنية قبل انطلاق الرحلة لتحديد موعد بدء الرحلة ومدة تواجد الفوج السياحي داخل الوديان، حرصًا على سلامة الفوج السياحي.

وأكدت استمرارها في هذه المهنة بزيها البدوي المغطى حتى الوجه الذي يعد من أهم العادات والتقاليد البدوية، لافتة إلى أنها أجبرت الجميع على احترام عملها كونه يعكس كفاح بدو جنوب سيناء خلال سعيهم وراء رزقهم .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان