خبير سياسي يكشف عن أزمة بين فرنسا وألمانيا بسبب النيجر
كتب- حسن مرسي:
كشف الخبير السياسي محمد عمر، عن وجود نزاع جديد بين فرنسا وألمانيا للاستفادة من ثروات القارة الإفريقية.
وأوضح "عمر"، أنه بعد الانسحاب الفرنسي الذي أفسح المجال للعديد من القوى الأجنبية للتواجد في القارة الأفريقية، تحاول باريس منع هذه الدول من الاستفادة من موارد وثروات مستعمراتها السابقة.
وأضاف، في مداخلة هاتفية على فضائية الحدث، أن الكثير يعتقد بأن هناك تفاهمات استراتيجية غير معلنة بين ألمانيا وتركيا بشأن مناطق النفوذ والمشروعات التوسعية في أفريقياً، كما يرى البعض بأن فرنسا وفي ظل تنافسها مع ألمانيا على النفوذ في القارة السمراء، تحاول عرقلة مساعي الأخيرة للتقارب مع الدول الأفريقية كالنيجر.
وتابع "عمر"، أن حدة العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وجمهورية النيجر أشتدت بسبب صندوق المساعدات المالية لضحايا الفيضانات، حيث أعلنت حكومة النيجر أن التعاون مع سفير الاتحاد الأوروبي في نيامي، سلفادور بينتو دا فرانتشا لم يعد ممكنا، وطلبت رسميًا سحبه وتغييره في أقرب وقت ممكن.
وفي بيانه اتهم المجلس العسكري في النيجر سفير الاتحاد الأوروبي سلفادور بينتو دا فرانتشا، بتقسيم صندوق بقيمة 1.3 مليون يورو لمساعدة ضحايا الفيضانات بين عدة منظمات غير حكومية دولية بطريقة تفتقر للشفافية، وبدون التعاون مع السلطات، ليتجه بعدها العديد من المراقبين إلى اتهام فرنسا التي تعتبر أن مستعمراتها السابقة هي مناطق نفوذ خالصة لها، بتعمدها ضرب العلاقات الدبلوماسية بين النيجر والاتحاد الأوروربي، كونها استشعرت خطرًا من التقارب الألماني مع سلطات نيامي في الآونة الأخيرة، ومن تنامي النفوذ الألماني في الساحل الأفريقي.
وأشار إلى أن فرنسا تتعمد استفزاز المجلس العسكري في النيجر، وتثير الخلافات بينه وبين الاتحاد الأوروربي، وذلك لمنع أي تقاربات أوروبية معه، وللحفاظ على مكان شاغر لها للعودة وفرض النفوذ من جديد في الجمهورية.
وأوضح أن ألمانيا حرصت على مدار الأعوام السابقة، لعدم لفت الانتباه إلى تحركاتها في إفريقيا، ولجأت إلى عدة أساليب لإخفاء تواجدها وخططها في القارة، كما وضعت برلين استراتيجية شاملة للتواجد في القارة الإفريقية بأساليب مختلفة ومن خلال الدول الشريكة والشركات العابرة للحدود.
وأكد الخبير السياسي، أن النفوذ الألماني في القارة السمراء ظهر بشكل جلي في التعاون مع تركيا للتوسع بالمنطقة، فعلى الرغم من العلاقات المتوترة ظاهريًا، أظهرت أنقرة وبرلين مؤخرًا تقاربًا بشأن قضايا السياسة الدولية، عبّر عنه اجتماع عقد في مدينة إسطنبول في 21 من أكتوبر الماضي، بين الرئيس التركي أردوغان والمستشار الألماني شولتس، خاصة وأن تركيا تحتل مكانة فرنسا في منطقة الصحراء والساحل، بعد انسحاب الوحدات العسكرية الفرنسية منها، فيما يُعد تقليص منطقة نفوذ فرنسا فرصة لعرقلة محاولاتها في تجاوز ألمانيا في الدور الريادي والقيادي داخل الاتحاد الأوروبي.
واستطرد محمد عمر، بأنه من خلال ذلك ستكون أفريقيا على موعد احتدام التنافس حيث تسعى فرنسا للتصدي إلى التقدم الذي أحرزته ألمانيا في أفريقيا، وأيضًا احتواء تهديدات التحركات التركية وامتداد نفوذها في القارة.
اقرأ ايضًا:
الحكومة تحدد أفراد أسرة تكافل وكرامة بـ"2 أبناء".. و"النور": مخالف
جدل بالبرلمان بسبب "الإجراءات الجنائية".. برلماني: "جاء إرضاء للخواجة" وجبالي: تحذف من المضبطة
فيديو قد يعجبك: