رئيس "العربية العالمية للبصريات" يكشف عن أنظمة حديثة لحماية الحدود وتأمين قناة السويس- حوار
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتب- محمد سامي:
أُسِّسَتِ الشركةُ العربيةُ العالميةُ للبصريات كصرحٍ صناعيٍّ وطنيٍّ منذ عام 1982؛ لدعم القوات المسلحة وتلبية احتياجاتها من الأجهزة البصرية المتقدمة، لتصبحَ اليومَ إحدى أقوى القلاع الصناعية المصرية، بخبرات محلية وتعاون دولي يُعزِّز مكانتها إقليميًّا وعالميًّا.
الشركةُ لم تقتصر على القطاعِ العسكريِّ فقط؛ بل توسَّعت إلى القطاع المدني، مساهمةً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية الدولة المصرية 2030.
يكشف المهندس طارق سعد زغول، رئيس مجلس إدارة الشركة، في هذا الحوار مع "مصراوي"، عن أهم إنجازات الشركة، وخطوط الإنتاج، ودورها المحوري في دعم الاقتصاد الوطني، وفتح آفاق جديدة للصناعة المصرية. وإلى نص الحوار..
بدايةً: حدِّثنا عن نشأة ودور الشركة العربية العالمية للبصريات؟
تأسست الشركة العربية العالمية للبصريات عام 1982، وَفق قانون الاستثمار رقم 43 لسنة 1974، بنسبة 49%، ممثلة في جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، بنسبة 51%، ومجموعة تاليس الفرنسية بنسبة 49%. هدفنا الأساسي كان توفير الأجهزة والأنظمة البصرية والكهروبصرية المتقدمة؛ ما يُسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي للقوات المسلحة من خلال منتجات محلية الصنع ذات جودة تضاهي المستويات العالمية.
انطلاقًا من حرص القوات المسلحة على بناء قاعدة صناعية حديثة، نجحت الشركة في إنتاج مجموعة متنوعة من الأجهزة والأنظمة؛ مثل أجهزة الرؤية الليلية، والحرارية، والليزرية، مع تصدير جزء من منتجاتها إلى الدول الصديقة والشقيقة؛ لتوفير العملة الصعبة وتعزيز الاقتصاد الوطني.
ما أهم خطوط الإنتاج التي تعتمد عليها الشركة حاليًّا؟
لدينا عدة خطوط إنتاج تغطي احتياجات القطاعَين العسكري والمدني، وتشمل:
- ورشة التصنيع الميكانيكي لإنتاج واختبار المكونات الميكانيكية للأجهزة البصرية والكهروبصرية.
- ورشة التصنيع البصري؛ حيث نُنتج عدسات زجاجية ذات مواصفات دقيقة مستخدمة في أجهزة الرؤية الليلية والحرارية.
- أحدث خطوط تجميع الدوائر الإلكترونية بقدرة تصل إلى 200 ألف مكون في الساعة؛ لضمان الدقة والجودة.
- مصنع أنظمة الاشتباك والتحكم عن بُعد المُثبتة على المركبات المدرعة والقطع البحرية.
- خطوط إنتاج الكابلات العسكرية المتخصصة والحلقات الدوارة (Slip Rings) المستخدمة في أنظمة التحكم والرادارات.
- معامل معايرة واختبار متطورة تحاكي مختلف الظروف البيئية، وحاصلة على شهادات جودة عالمية لضمان كفاءة المنتج.
- في الجانب المدني، نُنتج ألواح الطاقة الشمسية، وكشافات الليد الاقتصادية، والكاميرات البانورامية، بالإضافة إلى العدادات الذكية للكهرباء والمياه بالتعاون مع كبرى الشركات المصرية.
ممكن تحدِّثنا أكثر عما يتم تصنيعه لخدمة أنظمة الدفاع؟
الشركة تصمم وتنتج أيضًا أنظمة لمراقبة وتأمين الحدود، التي تُستخدم في تأمين قناة السويس، والرصد الكهروبصري والاستطلاع، بالإضافة إلى منصات التحكم بالأسلحة عن بُعد، مثل المنظومة المعروفة باسم "إيجل".
ونجحنا في تطوير وإنتاج أنظمة إدارة النيران للمركبات والدبابات محليًّا، ومن بين هذه المنتجات منظومة إدارة النيران للمركبات المدرعة والدبابات، وتتضمن المنتجات:
أجهزة رؤية ليلية ونهارية.
مقدر المسافة بالليزر.
أجهزة حرارية.
أجهزة كهروبصرية.
أجهزة المراقبة.
أنظمة إدارة النيران.
منظومة المقاتل الحديثة.
منظومة إدارة النيران خاصة بالدبابات والمركبات المدرعة؛ وهي منظومة مصرية 100%؛ تم تطويرها بالكامل داخل الشركة. تضم المنظومة مجموعة من المستشعرات والأجهزة البصرية المختلفة التي تستطيع رفع كفاءة المركبات القتالية في التنشين وتحديد المواقع.
هل هناك أي تعاون مع شركات أجنبية في التصنيع المشترك؟
تتعاون AIO مع شركة Escribano الإسبانية؛ للمشاركة في تصنيع المنظومات المتزنة للاشتباك والتحكم عن بُعد للرشاش نصف بوصة والرشاش عيار 14 ملم، لمحطات الأسلحة التي يتم التحكم فيها عن بعد (RCWS) والأبراج غير المأهولة للأنظمة البرية والبحرية.
ووقعت الشركة اتفاقية مع Hanwha Defense Group في أكتوبر 2022؛ من أجل الإنتاج المحلي لنظام إدارة النيران الآلي ونظام التحكم التلقائي في الحرائق (FCS) والمكونات الإلكترونية الأخرى لهاوتزر K9A1 ذاتية الدفع.
بالإضافة إلى التعاون مع الشريك الفرنسي شركةThales ؛ لتصنيع جهاز المراقبة Sophie Ultima وجهاز التنشين بالنقطة المضيئة Fusion Red Dot Thermal Weapon Sight، ونظارة الرؤية الليلية Lucie.
ما الذي يتم تصنيعه في المجال المدني؟
في المجال المدني، تنتج "العربية العالمية للبصريات" كاميرات المراقبة التليفزيونية، ومسجلات الفيديو الرقمية، وأنظمة المراقبة التليفزيونية لتأمين المدن وتنظيم المرور.
وتقوم بإنتاج موديولات الطاقة الشمسية بمقاسات مختلفة بطاقة إنتاجية تصل إلى 60 ميجاوات سنويًّا، مع استهداف زيادتها إلى 100 ميجاوات خلال الفترة المقبلة. وتنتج أيضًا الأعمدة الذكية ومشتملاتها من أنظمة اللمبات الموفرة للطاقة "تكنولوجيا الليد"، وكشافات الإنارة الذكية، وكذلك تتعاون مع هيئة الاستشعار عن بُعد في تصنيع الكاميرات المستخدمة في الأقمار الصناعية المصرية.
ما رؤيتكم لدعم القطاع الصناعي في ضوء رؤية الدولة 2030؟
رؤيتنا تتسق مع أهداف الدولة المصرية بتعميق التصنيع المحلي، وتحقيق التنمية المستدامة؛ من خلال:
- تطوير مستمر للمنتجات لضمان مواكبة أحدث التقنيات العالمية.
- توطين الصناعة وتقليل المكون الأجنبي مع الاعتماد على الحلول المحلية.
- دعم المشروعات القومية الكبرى؛ مثل العاصمة الإدارية ومبادرة "حياة كريمة".
- المساهمة في منظومة الطاقة المتجددة، من خلال إنتاج كشافات الليد وألواح الطاقة الشمسية.
بالإضافة إلى ذلك، قامت الشركة بتطوير كبسولات عمليات طبية متكاملة بتصنيع مصري بنسبة تصل إلى 90%؛ ما يوفر حلًّا طبيًّا بمواصفات عالمية وبأسعار تنافسية تقل بنسبة 40% عن المنتجات المستوردة.
كيف تدعم القيادة العامة للقوات المسلحة أنشطةَ الشركة؟
القوات المسلحة هي الشريك الأساسي لنا، وتحرص على دعم وتطوير منتجاتنا؛ كونها المستفيد الأول من إنتاجنا العسكري. هذا الدعم لا يقتصر فقط على تعزيز الإنتاج، بل يمتد إلى تطوير القدرات البحثية للشركة، وإيجاد أسواق لتصدير الفائض من إنتاجنا إلى الدول الصديقة، مما يُحقق إضافة مهمة للاقتصاد المصري.
ما الجهود المبذولة في تأهيل الكوادر البشرية العاملة لديكم؟
نولي أهمية كبيرة للعنصر البشري؛ فالعامل الماهر والمُبدع هو أساس نجاح أي مؤسسة، ونعتمد على برامج تدريبية متكاملة:
- برامج تدريب داخلية وخارجية؛ حيث يتم التعاون مع الشريك الفرنسي "تاليس" لتدريب مهندسينا وفنيِّينا على أحدث التقنيات في فرنسا.
- التعاون مع الجامعات المصرية لتدريب وتأهيل الطلبة والخريجين لسوق العمل.
كما أننا نحرص على دعم الكوادر النسائية؛ حيث تمثل نسبة السيدات العاملات لدينا نحو 40%.
ما دور الشركة في دعم السوق المحلية وتصدير المنتجات؟
تعمل الشركة على تلبية احتياجات السوق المحلية؛ خصوصًا في المنتجات العسكرية للقوات المسلحة، مع تصدير الفائض للدول الشقيقة. ونجحنا في تطوير منتجات مدنية بمواصفات عالمية؛ مثل الكاميرات الأمنية، التي تم تركيبها في مشروعات قومية كبرى، مثل الحي الحكومي بالعاصمة الإدارية ومدينة شرم الشيخ، بالإضافة إلى أنظمة إضاءة موفرة للطاقة وإنارة طرق رئيسية؛ مثل طريق السويس والدائري.
ونصدر أيضًا عددًا كبيرًا من منتجاتنا العسكرية إلى دول عربية؛ مثل الإمارات والسعودية، وبعض الدول الإفريقية، وكذلك بعض المنتجات إلى إسبانيا وفرنسا؛ مما يساعد في توفير العملة الصعبة. والمشاركة في المعارض الدولية أسهمت بشكل كبير في وجودنا بالخارج وإطلاع الدول على ما نقوم بإنتاجه.
ما أبرز إنجازات الشركة في الفترة الأخيرة؟
الشركة نجحت في تنفيذ عدة مشروعات استراتيجية؛ أبرزها:
- تأمين قناة السويس والحدود المصرية بأنظمة مراقبة متطورة.
- إنتاج كاميرات ذكية تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في المراقبة والتأمين.
- المساهمة في تطوير الخدمات المرورية بتركيب كاميرات عالية الدقة.
- إنشاء "العمود الذكي المتكامل" بالمدن الجديدة.
- تجهيز المتاحف الكبرى بكبائن عرض متطورة لحماية وتأمين الآثار المصرية.
- إنتاج كبسولات العمليات الطبية محليًّا بنسبة 90%.
أخيرًا؛ ما رسالتك للعاملين بالشركة؟
أتوجه بالشكر إلى كل فرد يعمل بالشركة "العربية العالمية للبصريات"؛ فجهودكم المخلصة وتفانيكم المستمر هو الأساس الحقيقي وراء نجاحنا. إننا لا نعمل فقط لتحقيق الأهداف الإنتاجية؛ بل نسهم معًا في بناء وطننا وتحقيق مستقبل أفضل.
فيديو قد يعجبك: