لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

طاحونة تكهنات نوبل للأدب بدأت تدور بقوة.. فهل تكون المفاجأة مصرية؟!.

طاحونة تكهنات نوبل للأدب بدأت تدور بقوة.. فهل تكون المفاجأة مصرية؟!.

01:36 م الإثنين 03 أكتوبر 2011

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

القاهرة - أ ش أ

مع اقتراب الاعلان عن اسم الفائز بجائزة نوبل للأدب - بدأت طاحونة التكهنات السنوية تدور بقوة وتتردد اسماء بل ومراهنات حول اسم الفائز رغم ان كثيرا من هذه التوقعات والمراهنات خابت فى الأعوام السابقة فيما لن يكون من المستبعد ان تكون المفاجأة هذا العام مصرية.

وفى ضوء عدة مؤشرات-لن يكون من المستبعد ان يحقق الروائى المصرى علاء الأسوانى المفاجأة الكبرى هذا العام ليكون ثانى مصرى ينال ام الجوائز الأدبية فى العالم ويحمل الفرحة لأبناء ارض الكنانة كما فعلها من قبل المعلم والرائد نجيب محفوظ فى عام 1988.

ومن بين كل الأسماء الكبيرة فى عالم الأدب بمصر والعالم العربى-يبدو علاء الأسوانى موضع اهتمام خاص وواضح سواء فى الملتقيات الأدبية ومعارض الكتب الغربية ودوائر ومؤسسات النشر الأوروبية والأمريكية من جانب الصحف الغربية الكبرى كالجارديان والأوبزرفر ونيويورك تايمز واللوموند وسط اتفاق على موهبته الأصيلة وانحيازه لقضايا شعبه ودفاعه عن الحرية والديمقراطية.

وكما هى العادة كل عام لم تتوقف طاحونة التكهنات حول اسم الفائز بجائزة نوبل فى الأدب رغم الحقيقة الثابتة وهى ان الأكاديمية السويدية تحيط هذه الجائزة بسرية مطلقة كما تنزع للمفاجأت واحيانا للخروج عن كل التوقعات بشأن اسم الفائز.

غير ان هناك شعورا بأن العالم العربى ومنطقة الشرق الأوسط طال غيابها كثيرا عن الجائزة المرموقة منذ ان فاز بها المصرى العظيم نجيب محفوظ فى اواخر ثمانينينات القرن المنصرم.

وتبدى الصحافة الغربية اهتماما كبيرا بآراء علاء الأسوانى الذى كان قد اكد لجريدة الجارديان البريطانية على أن "الثورة المصرية انجاز عظيم للانسانية بأكملها وسيدون فى تاريخ البشرية كلها" منوها بأن هذه الثورة غيرت مفهوم السلطة فى منطقة الشرق الأوسط.

ومن جانبها نوهت الجارديان بأن طبيب الأسنان والكاتب علاء الأسوانى مدافع جسور عن الديمقراطية وتبنى هذه القضية فى روايتيه الشهيرتين "عمارة يعقوبيان" و"شيكاغو" وهو يرى ان الديمقراطية الحقيقية يجب الا تستثنى احدا.

وفيما حصل الاسوانى صاحب "نيران صديقة" على عدة جوائز غربية وعربية فى الادب-كانت جريدة التايمز البريطانية قد اختارته ضمن قائمتها لأبرز واهم 50 روائيا فى العالم ودرجت صحف ووسائل الاعلام غربية على وصفه فى الأونة الأخيرة بأنه "اهم كاتب روائى فى مصر والعالم العربى".

وفيما وصفته صحيفة لوموند الفرنسية بأنه "ابرز روائى عربى" اعتبرت الأوبزرفر البريطانية انه من اندر انواع الأدباء وتتمتع اعماله برواج مدهش بينما تساءلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية :"من اي معين يستمد علاء الأسوانى كتاباته؟".

ولاجدال ان الترجمة الكثيفة بالانجليزية واللغات العالمية الأخرى لأعمال علاء الأسوانى تضع هذه الأعمال بسهولة امام القائمين على التحكيم فى جائزة نوبل للأدب او" ام الجوائز فى الأدب" وفى المقابل فان غياب الترجمة لأعمال كتاب اخرين وبعضهم من المبدعين الكبار فى مصر يمكن ان تظلم موهبتهم عالميا.

ووصفت رواية عمارة يعقوبيان لعلاء الأسوانى بأنها صنعت نجوميته عالميا بعد ان اكدت دار النشر التى تولت توزيع النسخة الانجليزية لهذا العمل انها "الأكثر مبيعا على مستوى العالم" واعتبرت الناقدة البريطانية راشيل ان هذه الرواية بجاذبيتها المتوهجة نجحت فى كسر اللامبالاة التى كان يتعامل بها ناشرون عالميون مع الأدب العربى.

واذا كان من غير المستبعد ان تكون جائزة نوبل للأدب هذا العام من نصيب هذا المصرى الذى ولد يوم السادس والعشرين من مايو عام 1957 وعرف والده المحامى الراحل عباس الأسوانى بعشقه للأدب والكتابة الساخرة على وجه الخصوص فان اسماء عربية اخرى تبدو قريبة من امكانية تحقيق هذا الحلم الذى لم يحققه حتى الأن سوى هرم الرواية المصرية والعربية نجيب محفوظ.

وفى مقدمة هذه الأسماء التى راوغها حلم نوبل طويلا الشاعر والكاتب السورى الأصل على احمد سعيد الشهير بأدونيس فضلا عن الروائى اللبنانى الأصل امين معلوف والكاتب الليبى ابراهيم الكونى المقيم فى سويسرا والمعروف على نطاق واسع فى الغرب بكتاباته الروائية عن الصحراء والطوارق كما يتردد اسم الكاتب والشاعر المغربى الطاهر بن جلون والروائية الجزائرية اسيا جبار.

ومن الأسماء الأخرى التى تتردد وسط طاحونة التكهنات بشأن جائزة نوبل للأدب- التى ستعلن الخميس المقبل او الذى يليه على الأكثر- الكينى نجوجى واثيونج والصومالى نور الدين فرح والاسرائيلى عاموس اوز والكورى الجنوبى كو وان واليابانى هاروكى موراكامى والهندى فيجايدان ديثا والاسترالى ليس موراى والمجرى بيتر ناداس.

واذا كان بعض اصحاب التكهنات يتحدثون عما وصف "باللفتة السياسية" كمسوغ لمنح جائزة نوبل للأدب لأدونيس فان الأمر يبدو اكثر منطقية وترجيحا بالنسبة للروائى المصرى علاء الأسوانى الذى انحاز انحيازا واضحا لثورة 25 يناير فيما بقى موقف ادونيس من الأحداث فى بلاده محاطا بالالتباسات وتعرض لكثير من الانتقادات التى اعتبر اصحابها انه لم ينجاز بما فيه الكفاية لشعبه.

ومن الطريف انه فى العام الماضى كاد الشاعر والكاتب ادونيس ان يحتفل رسميا بفوزه بجائزة نوبل للأدب بعد ان بلغت طاحونة التكهنات ذروتها لترجح كفته لتخرج الأكاديمية السويدية وتعلن بكل الثقة ان الفائز بالجائزة هو الكاتب البيروفى الأصل ماريو فارغاس يوسا الذى يكتب بالأسبانية.

ولأن ادونيس كان ومازال احد اشعر الشعراء العرب وصاحب منجز ثقافى ابداعى شاهق فان الكثيرين فى المنطقة العربية وربما فى العالم ككل تابعوا باهتمام مواقفه حيال ما يجرى فى بلاده وتجلت محنة هذا المثقف الكبير فى ان موقفه لم يرض الشعب ولا السلطة.

فقد اعتبر البعض ان رسالة كان قد وجهها للرئيس السورى بشار الأسد يدعوه فيها للاستماع لصوت الشعب لاتكفى للتأكيد على انحياز واضح ودون التباسات لشعبه.

والحق ان الجدل الذى اثير حول مواقف ادونيس فى خضم ماجرى ويجرى فى سوريا تطرح سؤالا كبيرا عن العلاقة بين الشعراء والسلطة التى قد تتحول احيانا لمحنة ان لم تكن لعنة بقدر مايحق التساؤل عما اذا كانت السياسة قادرة على النيل من ابداع الشاعر وقيمة المبدع وقامته؟!.

ومع ان ادونيس المسكون بالشعر رأى فى خضم الجدل الراهن والأوضاع المتفجرة فى سوريا والثورات العربية على وجه العموم ان "السلطة نقيض للشعر فى كل وقت وفى كل مكان وايا كانت هذه السلطة" نافيا ان "يكون اى حاكم قد اصغى لشاعر" فان الواقع يبدو مشحونا كالتاريخ بوقائع تؤكد اهتمام كبار المبدعين والشعراء فى العالم بقضية السلطة وانعكاساتها عليهم ولافارق فى ذلك الاهتمام الكبير بين شكسبير فى الغرب والمتنبى فى الشرق.

غير ان ادونيس الذى قام بثورة فى الشعر العربى وسعى لتحرير هذا الشعر من قوالبه النمطية وموضوعاته التقليدية يعتبر ان الشعر لايسمو فوق"سياسات الأدب" فحسب وانما يعلو على السياسة فيما ينتقد بشدة الشعر العربى المعاصر لأنه يكرس فى اغلبه الوضع السياسى القائم ويحتفل به ويبرره ومن الطريف ان الشاعر السورى الكبير يؤكد على ان من بين الكتاب والشعراء العرب طغاة لايقلون عنفا وقسوة عن طغاة السياسة فى العالم العربي.

اقرأ أيضا:

الغدر بدولة القانون

إعلان

إعلان

إعلان