لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

تحالفات الإسلاميين ومعاركهم

تحالفات الإسلاميين ومعاركهم

05:15 م الجمعة 16 سبتمبر 2011

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم: وحيد عبد المجيد

كثيرة هى الأحزاب والجماعات الإسلامية التى تتحرك فى ساحة سياسية تبدو خريطتها مليئة بالتضاريس الوعرة. وتزداد هذه الخريطة تعقيداً كلما اقترب موعد الانتخابات، وأصبح ضروريا على كل من تلك الأحزاب والجماعات الإسلامية تحديد موقفه.

وهذا هو ما بدأ يحدث فعلا أو يكاد فى ظل ميل عام إلى التحالفات الانتخابية تفرضه صعوبات تواجه الجميع بدرجات متفاوتة، خصوصا بعد أن ظهرت ملامح قانون تقسيم الدوائر. فهذا تقسيم يجعل التحالفات أكثر إلحاحاً حتى إذا حدث تعديل فى مشروعه.

غير أن الخلافات السياسية والفقهية بين الإسلاميين، فضلاً عن التراكمات السلبية للعلاقات بين بعض أطرافهم، تجعل تحالفهم انتخابيا بعيد المنال وربما مستحيلاً. وقد يكون صعباً تجنب مواجهات انتخابية بين بعضهم فى عدد لا بأس به من الدوائر، على النحو الذى بدأت ملامحه الأولية فى الظهور من خلال التحالفات التى أُعلنت وتلك الجارى تشكيلها.

ويضم ''التحالف الديمقراطى''، الذى لا يزال هو الأكبر حتى الآن بين هذه التحالفات، أحزاباً إسلامية مثل حزب الحرية والعدالة الذى أسسه ''الإخوان''، وحزبين سلفيين (النور والأصالة) وحزب العمل وحزب الإصلاح والنهضة وحزب العدالة والتنمية إلى جانب أحزاب ليبرالية وناصرية وغيرها أبرزها الوفد والغد والناصرى والكرامة.

ولكن حزب النور، الذى يبدو حتى الآن أنه أكبر الأحزاب السلفية التى أُعلنت رسمياً، لم يحسم قراره بشأن الاستمرار فى ''التحالف الديمقراطى''. وتفيد الشواهد بأنه ينوى إما الانسحاب منه أو البقاء فيه ولكن بدون الانضمام إلى قوائمه الانتخابية الموحدة.

ويعنى ذلك أنه سيخوض الانتخابات فى مواجهة الأحزاب الإسلامية المنضمة إلى هذا التحالف.

وليس واضحا بعد ما إذا كان حزب النور سيتحالف مع أحزاب سلفية أخرى لا تزال تحت التأسيس، أم سيخوض الانتخابات منفرداً. ولكنه حتى إذا لم يتحالف مع أى من هذه الأحزاب، فهو يرتبط بجماعة الدعوة السلفية فى الإسكندرية وامتداداتها فى عدد من المحافظات.

والأرجح أنه سيكون صعباً بناء تحالف يضم الأحزاب والجماعات والمدارس السلفية كلها أو حتى معظمها لأن ما خفى من خلافات بينها ربما يكون أعظم مما ظهر حتى الآن. ولم يكن الخلاف الذى دب بين مؤسسى حزب الفضيلة قبيل تقديم أوراقه إلى لجنة الأحزاب، واتجاه كثير من مؤسسيه إلى تأسيس حزب آخر (الأصالة)، إلا بعض ما ظهر من خلافات بين السلفيين. وقد وصل هذا الخلاف إلى حد تبادل الاتهامات بشأن أحقية مؤسسى حزب الأصالة فى التوكيلات التى قدموها إلى لجنة الأحزاب.

وإذا لم يكن أكيداً حدوث مواجهة بين مرشحى حزبى الإصالة، والفضيلة الذى قيل إنه اندمج أخيرا مع حزب سلفى آخر تحت التأسيس (النهضة)، فلا مفر من وقوع معارك انتخابية بين أحزاب وقوى إسلامية أخرى.

فإلى جانب حزب النور، الذى قد يصعب عليه تجنب معركة ضد إسلاميى ''التحالف الديمقراطى'' وغيرهم فى الإسكندرية ومحافظات أخرى، ستكون هناك بالضرورة معارك انتخابية بين الإسلاميين على ثلاثة مستويات: أولها بين إسلاميى ''التحالف الديمقراطى'' وأحزاب سلفية لا تزال تحت التأسيس، ولكن معظمها يعتمد على جماعات أو تجمعات دعوية بعضها على الأقل منظم بشكل ما.

ومنها على سبيل المثال حزب البناء والتنمية الذى تؤسسه ''الجماعة الإسلامية'' إذا لم ينضم بشكل نهائى إلى ''التحالف الديمقراطى''، وحزب السلامة والتنمية القريب من تنظيم الجهاد، وحزب مصر البناء وغيرها.

كما تشمل المعارك الانتخابية المحتملة على هذا المستوى تلك التى قد تدور بين إسلاميى ''التحالف الديمقراطى'' والخارجين من جماعة ''الإخوان''، وخصوصا من يؤسسون منهم أحزاباً لم تُشهر بعد مثل النهضة، والإصلاح والتنمية، والتيار المصرى، والريادة الذى يتردد أنه يتجه إلى الاندماج مع حزب مصر المستقبل الذى يحاول بعض أنصار الداعية عمرو خالد تأسيسه.

أما المستوى الثانى فى معارك الإسلاميين الانتخابية فهو يرتبط بالتنافس بين الأحزاب السلفية التى تتكاثر على نحو يثير فيما يبدو قلقا فى بعض الأوساط الإسلامية ويؤدى إلى تواتر دعوات لتوحيد الجهود. وكان آخرها عبر ''ميثاق العمل السياسى الإسلامى'' الذى صدر عن جهة سمّت نفسها ''منسقية العمل الإسلامى'' للدعوة إلى (تحقيق أكبر قدر من التوافق بين القوى الإسلامية وتجنب تفتيت أصوات مؤيدى الشريعة الإسلامية).

ويبقى مستوى ثالث قد يكون أقل أهمية، على الأقل فى الانتخابات المقبلة، وهو المعارك الانتخابية المحتملة بين مشاريع الأحزاب التى يسعى إلى تأسيسها المنشقون عن جماعة ''الإخوان''.

اقرأ أيضا:

هل اخترق ''الموساد'' مفاعلات إيران بمساعدة أغني رجل في إسرائيل؟

إعلان

إعلان

إعلان