لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الوفد.. بديلاً للحزب الوطنى!

الوفد.. بديلاً للحزب الوطنى!

01:34 م الثلاثاء 27 سبتمبر 2011

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم: محمد أمين

لولا الاستبداد والفساد ما كانت الثورة.. ولولا الثورة ماكانت المحاكمة.. ولولا المحاكمة مادخل المشير قاعة المحكمة.. لا زئراً ولا شاهداً.. هذه حكاية منطقية.. أصلها الاستبداد.. وقد كنت أفضل الكتابة عن شهادات المشير والفريق ووزراء الداخلية، لولا أننا نعود من جديد، إلى استبداد آخر يمارسه الوفد.. وبالتالى فالقضية ليست هينة.. فقد انتقلنا من استبداد الوطنى، إلى استبداد الوفد بعد الثورة!

ويحزننى أن الوفد لا يتحول إلى بديل للحكم والسلطة بمفاهيم الثورة.. وإنما يتحول إلى بديل على طريقة الحزب الوطنى الفاسد.. وهنا تكون الكارثة أعظم.. لأن السادة الذين فى حزب الوفد العريق، لا يشعرون أن الثورة قامت.. وكانوا لا يتصورون أن الثورة سوف تقوم، حتى اللحظة الأخيرة.. وربما لاحظتم أن المواقف كانت مرتبكة، إلى حد لا يخفى على الأطفال فى عالم السياسة!

سألت على مدى الأيام الماضية، ماذا يحدث لو حكم الوفد؟.. هل كان بديلاً فعلاً للحكم؟.. هل كان مستعداً لهذه اللحظة التاريخية؟.. هل لديه

الكوادر الجاهزة لتشكيل الحكومة؟.. هل لديه الأسماء التى تصلح للترشح، للبرلمان، بحيث يكون أغلبية؟.. لماذا تحالف مع الإخوان، ولم يتحالف مع الليبراليين؟.. هل انقلب وفد «البدوى» على وفد سعد زغلول والنحاس وسراج الدين؟!

أسئلة تبدو منطقية، وتعكس علامات استفهام كبرى، فى الشارع السياسى.. وكان من المفترض أن يتصدى الوفديون لها، بهدف تصحيح المسار.. وتنظيم الصفوف.. لكن قيادة الوفد أبت أن يكون لها شركاء.. وأصبح «البدوى» يدير وحده لا شريك له.. وانصرف عنه من انصرف، واستقال من استقال، وجمد عضويته من جمد.. وآخر هؤلاء مصطفى الجندى وعلاء عبدالمنعم ومنى مكرم عبيد!

أعرف أنهم ليسوا آخر من يستقيل من الوفد.. ولا أذيع سراً أن هناك من يلملم أوراقه الآن.. وهذا شىء مؤلم جداً.. لأنه ضد الحلم الذى كنا نحلم.. وضد اللحظة التى كنا ننتظرها.. وهى لحظة تداول السلطة.. وهى أهم نتيجة من نتائج الديمقراطية التى دفعنا من أجلها فاتورة الدم والثورة..

الغريب أن قيادة الوفد، لا تشعر بأن هناك كارثة.. ولا تشعر بأن المركب بتغرق يا قبطان.. فما معنى هذا؟!

معناها أن هناك حاجات سرية لا نعرفها.. ومعناها أنه كان لابد أن يخرج، من يقول له: «استوب».. فالوفد ليس ملكاً للوفديين، وإنما ملك للمصريين.. الغريب أنه ترك كل شىء، وفكر ثم فكر، ثم قرر قطع اللسان الذى يقول: لا.. وأنذرونى وهددونى وخيرونى، إما «المصرى اليوم» أو «الوفد».. وسقط الوفد فى أول اختبار للحريات.. وسقط الوفد فى أول اختبار بعد الثورة!

وفوجئت أمس بمنع مقالى من الوفد.. مع أنى أكتبه قبل «البدوى».. ومع أنى أكتب فى «المصرى اليوم» قبل «البدوى».. وأبلغنى
سليمان جودة بالقرار، وأنه يتفاوض لعودة المقال كما كان.. ونبهه لخطورة ما يحدث.. صحفياً وسياسياً.. حين يكون الوفد ضد الحريات، وحين يكون الوفد، بديلاً للحزب الوطنى.. رغم الاتفاق الصريح مع «البدوى»، ورغم شهود مكتبه والمذكرات الرسمية!

وأصبحت أمام نموذجين، للدكتور سيد البدوى.. واحد يبتسم ويقبلك، ويستقبلك بالأحضان.. وآخر يصدر قرارات أخرى من وراء ظهرك.. واحد يقول لك كلاماً جميلاً.. وآخر يطعنك فى ظهرك، بمجرد أن تلتفت.. واحد مع الحريات عندما يتحدث.. وآخر مع الاستبداد حينما يقرر.. لا أكتمكم لقد خشيت على مصر فعلاً.. فيما لو حكم نصف «البدوى الآخر».. فما هكذا تصنع السياسات فى بيت الأمة؟!

اقرأ أيضا:

قتلوا الشهداء مرتين

إعلان

إعلان

إعلان