لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

26 عامًا على رحيله.. إحياء ذكرى سليمان خاطر الذى قتل 7 اسرائيليين

26 عامًا على رحيله.. إحياء ذكرى سليمان خاطر الذى قتل 7 اسرائيليين

07:36 م الجمعة 06 يناير 2012

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تقرير - محمود حسونة :

" أنا لا أخشى الموت .. ولا أرهبه .. أنه قضاء الله وقدره .. لكنى أخشى أن يكون بالحكم الذى سوف يصدر ضدى آثار سيئة على زملائى، تصيبهم الخوف وتقتل فيهم وطنيتهم'' كانت هذه آخر الكلمات التى وجهها سليمان خاطر المجند المصرى أثناء محاكمته فى 28 ديسمبر 1985، بعد 84 يوما من الحادث الذى جعل سليمان محمد عبد الحميد خاطر - الشاب الشرقاوى – ذو الـ 24 عاما محط أنظار المصريين ووسائل الإعلام.

لم يعش كثيرا ليسمع الأصوات الممجدة له ولم ينتظر ليشهد حلم حياته برحيل العدو عن تراب وطنه، فمع صباح يوم 7 يناير 1986 فارقت روح سليمان بلده وتحررت من سجنه ذاهبا إلى ربه، فاتحا مسارا جديدا للخلاف بين وصفه بشهيد ومريض نفسى انتحر.

سليمان محمد عبد الحميد خاطر.. من مواليد عام 1961 قرية أكياد في محافظة الشرقية ، و هو الأخير من خمسة أبناء في أسرة بسيطة أنجبت ولدين وبنتين قبل سليمان، شهد في طفولته آثار قصف القوات الإسرائيلية لمدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة في 8 أبريل سنة 1970.

إحياء ذكرى سليمان خاطر

شاهد الفيديو

سليمان خاطر

وكات قد قامت حينها القوات الجوية الإسرائيلية باستخدام طائرات الفانتوم الأمريكية بنسف المدرسة مخلفين 30 قتيلا من الأطفال، في حينها كان سليمان خاطر يبلغ التاسعة من عمره، "جري بسرعة لمشاهدة ما حدث وعاد مذهولا مما رأي''.

بدأت القصة عندما التحق سليمان بالخدمة العسكرية الإجبارية، وكان مجند في وزارة الداخلية بقوات الأمن المركزي، وخلال مناوبتة الليلية فى رأس برجة بجنوب سيناء، حيث كان يقضى خدمته العسكرية، وفى الظلام شاهد المجند 7 من الإسرائيليين الذين يقتربون من الحدود، صاعدين الهضبة التى تعد موقعا عسكريا تضم أسلحة الجيش المصرى، كان الإسرائيليون يرتدون ملابس سياح، وبصوت مسموع نادى "ممنوع المرور" لم يستجيبوا " no passing" استمروا فى الصعود، أطلق رصاصاته فى الهواء لم يهتموا، فأطلق عليهم الرصاص.

سلم سليمان خاطر نفسه بعد الحادث، و صدر قرار جمهوري بموجب قانون الطوارئ بتحويل الشاب إلى محاكمة عسكرية، فطعن محامي سليمان في القرار الجمهوري وطلب محاكمته أمام قاضيه الطبيعي، وتم رفض الطعن.

ووصفته الصحف الموالية للنظام فى ذلك الوقت، وقادت صحف المعارضة حملة من أجل تحويله إلى محكمة الجنايات بدلاً من المحكمة العسكرية، وأقيمت مؤتمرات وندوات وقدمت بيانات والتماسات إلى رئيس الجمهورية ولكن لم يتم الاستجابة لها.

سليمان الذى شاهد بعينيه أطفالا تقصفهم الطائرات الإسرائيلية فى أبشع جرائمها بمدرسة بحر البقر ولم يكن تجاوز 9 سنوات، رآهم وعاد مفزوعا، جاء التقرير النفسي الذي صدر بعد فحص سليمان بعد الحادث أن سليمان "مختل نوعًا ما " والسبب أن "الظلام كان يحول مخاوفه إلي أشكال أسطورية خرافية مرعبة تجعله يقفز من الفراش في فزع، وكان الظلام يجعله يتصور أن الأشباح تعيش في قاع الترعة وأنها تخبط الماء بقوة في الليل وهي في طريقها إليه"، بناء على رأي أطباء وضباط وقضاة الحكومة، عوقب سليمان لأنهم أثبتوا أن الأشباح التي تخيفه في الظلام اسمها "صهيونية".

بعد أن تمت محاكمة سليمان خاطر عسكريا، صدر الحكم عليه في 28 ديسمبر عام 1985 بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عامًا، وتم ترحيله إلى السجن الحربي بمدينة نصر بالقاهرة، و بعد أن صدر الحكم علي خاطر نقل إلى السجن ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا، وهناك وفي اليوم التاسع لحبسه، وتحديداً في 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندي سليمان خاطر في ظروف غامضة.

وأكد عزازى محمد عزازى الكاتب المصرى، فى الفيديو الذى سجلته معه قناة الجزيرة، أن سليمان الذى ربطته به علاقة صداقة لم يكن من المناهضين لاتفاقية كامب ديفيد، بل كان يحلم ألا تقدم مصر أى تنازلات، مؤكدا أن قربه من الحدود الإسرائيلية جعله يرى ما لم يدركه من قبل.

انتحر سليمان على حد قول الطب الشرعى والصحف القومية التى اختلفت فى هذا الوقت على أداة انتحاره، ما بين ملاءة السرير وقطعة قماش تستخدمها الصاعقة، وفجر رفض الحكومة لإعادة تشريح جثته بناء على طلب أسرته المظاهرات فى الجامعات المصرية، ليصفوا سليمان حتى الآن بالشهيد المصرى.

وكتب سليمان فى زنزانته قبل استشهاده رسالة " أضمك وجرحي بينزف قُبل..برغم اللي خانوا ورغم اللي هانوا..ورغم اللي كانوا" في غاية الخجل" .. أضمك وحتما يدور العجل..بكل الأراضي ..اللي خُضرة وحبل .. مادام لسى بغزل .. حروف الغزل .. وبنقش غرامي قصيدة و كلامي بينقش أسامي .. بحجم الدبل .. ح اضُمّك وبحلم بحضنك وبيت.. أنا اللي بليلك و"طَميِك" ** حييت .. وضيعت عمري وما كنت أدري .. ولو كنت أدري مكنتش بقيت .. على أي صهيوني أول ما جيت ".

" حسنى مبارك والمشير أبو غزالة مش هيسبونى ياما" كانت أخر كلمة وجهها سليمان لوالدته، لكنه لا يعلم أنه من باع وطنه من الممكن أن يبيع من يضحى بحياته لإنقاذ وطنه.

اقرأ ايضا :

''6 أبريل'' تكرم ''خاطر'' و''الشحات'' في احتفالية بالشرقية

إعلان

إعلان

إعلان