- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بقلم - أيمن الجندي:
القصة المعادة المُكرّرة، فتاة تعانى قسوة أهلها، يلوح فى أفق حياتها شاب يطاردها فى صبر، يتعقبها فى كل مكان، فى البدء تقابله بالدهشة، ثم بالفضول، ثم بالاهتمام. ثم يتسلل بالعادة، يشغل تفكيرها، يصبح جزءاً من حياتها، تتعوّده، أصعب أنواع الحب هو ذلك المرتبط بالعادات. هكذا تحدث الأمور عادة: خطابات غرام تقرؤها مبهورة الأنفاس، لقاءات مختلسة ولمسات الأيدى العاشقة، ثم توسلات كى تصحبه إلى شقته المُستأجرة، رفضٌ من جانبها ينطوى على لهفة، ثم الموافقة.. كلمات الحب تراق على مرأى من الأثاث الرخيص واللمبة العارية. وجهه المحتقن، الوجه الناعم والملامح المسترخية، غاشية الاستسلام بعد مقاومة، دمها المسفوح وانخراطها فى البكاء.
وكما يحدث فى تلك المواقف، حين اكتشف أنها تحمل جنيناً فى أحشائها غادر الشقة واختفى تماماً. كانت ترتجف من الخوف والبرد والبلل. راح يرنو إليها فى إشفاق وقد رق قلبه لها. فتاة فى الثامنة عشر، تحمل جنينا فى أحشائها، لو عادت لأهلها فهو الموت، ولو هربت فمصيرها الضياع.
قام فى صمت وأحضر لها ملابس جافة وفوطة وطلب منها أن تُجفّف نفسها. ثم توصد الباب خلفها، وتنام الليلة، والصباح رباح.
أطاعته فى ثقة حرّكت مشاعره، دخل الغرفة الأخرى، وهو يعلم أنه لن ينام. كان الصمت سائداً وخواطره تصرخ بصوت مرتفع. فتاة، ساذجة، مليحة، منذورة للموت! هكذا راح يردد لنفسه، وقد بدت له كقربان بشرى من العصور القديمة ينتظر التضحية. خدعها الوغد ليشبع رغبته ثم تركها لمصيرها: الموت أو الضياع.
تهدجت أنفاسه وهو يخاطب نفسه:''ما الذى تفكر فيه بالضبط؟ هل تريد أن تتحمل خطيئة لم ترتكبها وتقوم بدور فارس فى غير زمان الفرسان؟ لا تنكر أن الفتاة أعجبتك! استسلامها لمصيرها مسّ كوامن الرحمة فى قلبك. ذكّرك بقصتك! قسوة حبيبتك معك! لا مبالاتها! عدم اكتراثها بك! تريد أن تبدأ حياتك مع إنسانة من عالمك! عالم البسطاء الرحماء! الضحايا الذين لا يستطيعون أن يكونوا إلا كذلك. تفكر أن تقدم لها اسمك! شرفك! كرامتك! ستكون ممتنة لك حتى آخر العمر! وتنقذ نفساً بشرية من الهلاك!
راح يذرع الغرفة فى اهتياج، وعادت صورتها تلوح له: ضعيفة، هشة، ميتة من الخوف، مُبلّلة بالمطر والدموع. حين أشرق الفجر وتسلل الضوء إلى غرفته كان قد حسم أمره واتخذ القرار، أحس براحة وطمأنينة وهو يفكر أنه سيتزوجها! سيذهب إلى أسرتها ويتحمل المسؤولية.
سيعاملها برفق! ولن يُعيّرها أبداً بما حدث! هو أصلاً عاجز عن القسوة حتى وإن أراد! وسيربى ابنها كما لو كان ابنه! سيعتبره يتيماً أو أشدّ يتماً! بالرحمة يشرق النور فى أفق روحه! بالرحمة يدرك خلاصه! بالرحمة يتخلص من عذابه القديم. ليته يستطيع أن يُوقظها فوراً.
والذى حدث بعدها أن النوم الرحيم تسلل إلى جفونه دون أن يدرى، كان قد تعب من السهر المتواصل، ومن خيول المشاعر الجامحة التى تركض فى صدره، حينما استيقظ على ضوء الشمس الدافئة تغمر الغرفة، وجدها قد غادرت المنزل.
اقرأ أيضا:
إعلان