إعلان

أهو تصفية حسابات مع الصحافة؟

أهو تصفية حسابات مع الصحافة؟

10:31 ص الجمعة 06 يوليه 2012

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – محمد سلماوي:

ما هذا الهزل الذى أصدره مجلس الشورى فى شأن الصحافة؟ كيف يضع مجلس الشورى ـ الذى لا أعرف لماذا مازال يتولى شؤون الصحافة القومية بعد سنة ونصف على قيام الثورة ـ مثل هذه المعايير العبثية كشروط لاختيار رؤساء تحرير الصحف، والتى تقضى بأن يتقدم كل من يرغب فى شغل وظيفة رئيس تحرير صحيفة قومية بطلب لمجلس الشورى مشفوعاً بسيرته الذاتية وشهادة حسن سير وسلوك وقصاصات لبعض ما سبق له نشره فى الصحافة؟ وذلك ضمن شروط أخرى من بينها أن يجيد المتقدم لشغل الوظيفة اللغة العربية.

فى البداية لم يأخذ أحد من الصحفيين مثل هذا الحديث مأخذ الجد، لكن ها هو مجلس الشورى الباطل، والذى هو فى طريقه للحاق بمجلس الشعب المنحل يمضى فى هذا الهزل فيفتح باب الترشح لشغل منصب رئيس التحرير يوم الثلاثاء الماضى وفق هذه الشروط المضحكة والمبكية فى آن واحد.

ألا يدرك أعضاء الأحزاب الإخوانية والسلفية الذين يسيطرون على مجلس الشورى قيمة وتاريخ المؤسسات الصحفية القومية التى يريدون اختيار رؤساء تحريرها بهذا الشكل الهزلى؟ إن مؤسسة ''الأهرام'' وحدها يزيد عمرها على عمر بعض الدول كاملة العضوية فى الأمم المتحدة، وقد خرّجت أجيالاً من الصحفيين على مدى ما يزيد على قرن من الزمان قامت على أكتافهم عشرات الصحف، بل لقد ساهم البعض منهم فى قيام الصحافة فى العديد من الدول العربية الشقيقة، وقد كان من بين رؤساء تحريرها بعض أكبر الأسماء الصحفية التى سيذكرها التاريخ بكل التقدير والإكبار، من أمثال محمد حسنين هيكل وإحسان عبدالقدوس وأحمد بهاء الدين وعلى أمين ويوسف السباعى، ولا أتصور أن أحداً منهم تقدم لهذا المنصب بسيرة ذاتية أو بقصاصات من مقالاته أو أنه خضع لامتحان فى الإملاء أو فى قواعد اللغة العربية.

ما هذا الدرك الذى وصلنا إليه بعد شهور قليلة من سيطرة الإخوان والسلفيين على مجلسى الشعب والشورى؟! إن هذا يدعونا للتوجس مما قد يحدث لو استمر هؤلاء فى سيطرتهم على حياتنا السياسية بهذا الشكل، وبالذات بعد أن وصلوا إلى رئاسة الجمهورية.

أهى محاولة لتصفية الحسابات مع الصحافة التى تصدت طوال السنوات الماضية لمخططات الإخوان وسعيهم لهدم مؤسسات الدولة وإحلال تنظيماتهم البديلة مكانها؟ إن هذه المهزلة إنما تثبت أن الصحافة المصرية كانت على حق فى فضحها تلك المخططات، فها هم فى أول فرصة سانحة يعاملون الصحافة كأنها مازالت فى أولى روضة، فى محاولة مقصودة لتقزيمها والحد من دورها فى توجيه الرأى العام.

أم هو جهل بقيمة الصحافة المصرية وبتاريخها من أولئك الذين إذا أوليتهم لجنة كتابة الدستور وضعوا فيها من يطالبون بإلغاء تدريس اللغة الإنجليزية لأنها حرام، وإذا أوليتهم وضع معايير لاختيار رؤساء تحرير الصحف اشترطوا أن يجرى لهم امتحان فى اللغة العربية؟!

اقرأ ايضا :

محمد سلماوى يكتب: هؤلاء لن يكتبوا دستورى

إعلان

إعلان

إعلان