لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الناشط السيناوي سعيد أعتيق يكتب: مجاهدو سيناء المنسيون

الناشط السيناوي سعيد أعتيق يكتب: مجاهدو سيناء المنسيون

08:55 م السبت 05 أكتوبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم- سعيد أعتيق:

اقتربنا من ذكرى الأربعين لانتصارات أكتوبر المجيدة التي ضحى وشارك فيها كل بيت في مصر لكي تتحرر سيناء من قبضة الاحتلال الإسرائيلي...

وفي هذه الذكرى سأكتفي بأن أترحم على أرواح شهدائنا الأبطال الأبرار وأرسل باقة حب واحترام وتقدير إلى كل إنسان ساهم في هذا النصر العظيم الذي حررنا من ظلم وقمع ذلك المحتل الإسرائيلي... الذي مازال ينسج لنا خيوط المؤامرات والمخططات لكي ينال من هذا الشعب العظيم الذي جعل الشعوب العربية تذوق معنى النصر والكرامة والعزة في نصر أكتوبر العظيم...

ولأننا اليوم نواجه حربا بين الحق وبالطل، بين شعب وجماعة، بين أمة وفريق، وهي حرب لا تقل أهمية عن تلك الحروب التي دارت على أرض سيناء. ربما هذه الحرب بأيادٍ داخلية تقودها جماعة تتخذ من الدين ستاراً له وهي في الحقيقة مدعومة من ذلك العدو ومن بعض الأطراف الإقليمية التي لا تريد لهذا الشعب أن يقرر مصيره كيفما يشاء. إنها حرب بما تعنيه الكلمة من معنى.

ولأنني كل عام في هذه الأيام العظيمة في تاريخنا الحديث أقوم ببعض الزيارات لبعض الشخصيات السيناوية التي شاركت في الحروب التي خاضتها مصر مع العدو الإسرائيلي

فدعوني أحكي لكم جزءا من لقاءاتي، لربما نستخلص منها بعض العبر نحتاجها اليها اليوم.

ولأنني من أحفاد هؤلاء الأبطال كنت اختار دائما الشخصيات التي تعتبر منسية لدى الكثير من الجهات المعنية بهم، على سيبل المثال هناك أشخاص كثر قدموا وضحوا من قبل ٦٧ و٧٣ ليسوا مقيدين في جمعية مجاهدي سيناء؛ فجمعية مجاهدي سيناء ليست مقياساً دقيقاً لعدد من ضحوا وتعاونوا مع القوات المسلحة في حروبها علي أرض سيناء ولكنها ليست قضيتنا الآن.

ففي إحدى المرات سمعت من أحد أقاربي الذي بلغ من العمر ٦٠ عاما يقول لي إن فلان هذا كان يعمل مع القوات المسلحة منذ ان كان شاباً، وكان رجلاً شجاعا، ولا يخاف في الله لومة لائم وهو من ألقى القبض على سيد قطب؛ فقررت أن أذهب لهذا الشخص الذي اسميته "سلام " وهذا ليس اسمه الحقيقي ولا أريد أن أذكر اسمه حفاظاً على حياته من بطش الإرهابيين الذين يتخذون من سيد قطب إماما وزعيماً...

حالفني الحظ وذهبت إلى عمي "سلام " وجدته يعيش في قرية صغيرة من قري مدينة الشيخ زويد، في بيت صغير يضم أكثر من ٦ أفراد، ووجدته مريضاً لا يستطيع القيام من فراشه؛ فجلست معه وانا متخوف عليه من ان الحديث معه ربما يجهده بعض الشيء ولكني وجدته يسابقني بالحديث ويسالني عن جيلي وعن حال المنطقة، فجاوبته، وقلت له إن أبناء جيلي يحتاجون منكم التوجيه والنصيحة؛ فابتسم وقال لي "نحن لسنا متعلمين ولا دخلنا مدراس زيكم علشان نعلمكم انتم جيل تعلم وقرأ اما نحن يا ولدي ما بنعرف نفك الخط "؛ فقلت له "واللهي يا عمي تجربتكم في الحياة كفيله لتصبح مدرسة تعلمنا معني التضحية من اجل هذه الارض"..

فابتسم قليلاً وكلمني وهو متحفظ جداً.

وقال لي "التضحيات يا ولدي تحتاج إلى إيمان وصدق وإخلاص مع الله اولاً ومع ضميرك؛ فاليوم يا ولدي لم يعد لدينا إيمان ولاصدق ولاضمير فالكل يريد ان يصنع لنفسه ثروة حتى ولو على حساب أهله وناسه وقبيلته ووطنه...."

واضاف قائلاً "ياولدي اعلم جيداً انه طالما هناك كيان محتل اسمه اسرائيل بجوارنا وسنظل دائماً مهددين ولن تستقر سيناء واهلها مادام هذا الكيان الاسرئيلي موجود"؛ فظللت أتحدث معه لكي أصل إلى السؤال الذي كثيراً ما يتجاهله الباحثون الذين كتبوا عن حياة السيد قطب...

وجهت إليه سؤالا مباشرا حاول أن يتهرب منه، وقلت له "سمعت من إحد أبناء جيلك أنك أنت من القيت القبض علي سيد قطب في منطقة بين قرية شيبانة والعجراء". فاجأه سؤالي وقال "وانت ما الذي يهمك اذا كنت أنا أو غيري"؛ فقلت له في الحقيقة استغربت من هذه المعلومة التي لم اسمع عنها الا من أحد أبناء جيلك، الذي أكد لي أنك أنت من ألقى القبض على سيد قطب في سيناء...

قال لي بعض إلحاح شديد: "نعم صحيح إن من القيت القبض عليه وسلمته إلى أقرب نقطة تابعة للجيش المصري بالقرب من مدينة الشيخ زويد وهذا كان قبل حرب ٦٧ وقال لي لم نكن نعرف من هو سيد قطب ولا نعرف عنه شيئا إلا من خلال الراديو ومن الضباط في النقطة..".

أكمل الرجل حديثه قائلا "وجدته بالصدفه البحتة جالسا تحت شجرة واستغربت وجوده في هذا المكان لانه كان واضحا عليه أنه غريب عن أهل المنطقة التي اعرفهم كلهم؛ فسألته ماذا تنتظر هنا؟ قال: انتظر أحد الرفاق". (علم منه عمي سلام لاحقاً أنه كان ينتظر أحد رفاقه الذين كانوا سيهربونه إلى الأردن).

وتابع عمي "سلام" حديثه قائلا: "سألته ما اسمك؟ فلم يرد عليّ، حينها توارد في ذهني أن هذا الرجل هو سيد قطب. كان معي سلاحي وقلت له: امشي امامي، وفي الطريق سألته: هل أنت قطب؟ فنظر لي وقال لي نعم انا قطب، وأرجوك لا تسلمني للجيش".

ظل سيد قطب طول الطريق يترجى عمي سلام مرة ومرة يدعي عليه حتي وصلا إلى أول تجمع به ناس من أهل المنطقة الذين وساعدوه في تأمين قطب إلى أن أوصله لأقرب نقطة تابعة للجيش المصري.

وانا اليوم أوكد لكم أن عمي سلام مازال على قيد الحياه شاهدا حيا على ما يفعله أحفاد سيد قطب على أرض سيناء من قتل وتدمير في محاولة لمسح تاريخ هؤلاء الأبطال الذين سطروه بتاريخ من ذهب مع قواتهم المسلحة...

الآراء الواردة في المقال تعبر عن الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن "مصراوي".

 

للتواصل مع الكاتب:

Ateq16@yahoo.com

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان