لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

يوم تحطمت أحلام إسرائيل على أبواب السويس

يوم تحطمت أحلام إسرائيل على أبواب السويس

05:28 ص الأحد 06 أكتوبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - صلاح منتصر:

أؤجل إلى الأسبوع القادم بقية أطول يوم فى تاريخ الأستاذ هيكل، وهو يوم 28 سبتمبر 1970، لأفسح المكان للحديث عن ملحمة من أعظم حرب فى تاريخ مصر، وهى حرب أكتوبر المجيدة، التى أصبحت مجرد ذكريات يحكيها الأحياء الذين عاشوا هذه الحرب منذ 40 سنة، وهم اليوم أقلية بالنسبة للغالبية الكبرى التى لم تحضرها، وهم جميع الشباب بصورة إجمالية وكل من تقل سنه عن 47 سنة.

إن جميع الحروب تبدأ بالدم وتنتهى، مهما طالت، إما بالاستسلام فى حالة الهزيمة الكاملة، كما حدث مع ألمانيا وإيطاليا واليابان، وهى الدول الثلاث الكبرى التى هزمت فى الحرب العالمية الثانية، أو بالسلام بين الدول المتحاربة بعد التفاوض على إجراءات هذا السلام.

وعندما فاجأ مقاتلونا إسرائيل والعالم بعبور قناة السويس يوم السادس من أكتوبر 1973 اختل توازن إسرائيل بصورة غير مسبوقة، فى الوقت الذى حققت فيه قواتنا تقدما سريعا مكنها من التقدم إلى 12 كيلومترا داخل سيناء، وهى المساحة التى تحمى قواتنا فيها مظلة الصواريخ. عند هذا الحد كانت هناك وقفة لقواتنا تعيد خلالها تحديد خطواتها القادمة وما تحتاجه من إجراءات تقتضيها الخطوة القادمة، لكن تحت ضغط السوريين الذين ناشدوا السادات تخفيف ضغط إسرائيل على جبهتهم، اضطر السادات إلى تحريك قواتنا فى اليوم الحادى عشر خارج مظلة الصواريخ، ما أدى إلى خسائر لم يسبق أن تكبدناها طوال الأيام العشرة السابقة. فى نفس الوقت كانت أمريكا، بقيادة رئيسها نيكسون، ووزير خارجيتها هنرى كيسنجر، قد فطنت إلى أن الموقف الذى حققته مصر على الجبهة سيعطيها مركزا تفاوضيا قويا، فكان أن أمر الرئيس نيكسون بفتح مخازن السلاح الأمريكية، وإقامة أكبر جسر جوى مع إسرائيل لتزويدها بالسلاح الذى يمنع هزيمتها هزيمة كاملة، وفى الوقت نفسه يحسن مركزها التفاوضى مع مصر عند الجلوس على مائدة المفاوضات.

كان هذا فى الواقع هدف ما اشتهر بالثغرة التى تتسلل منها قوات إسرائيل من الشرق إلى الغرب واحتلال إحدى مدن القناة، بما يخلق واقعا جديدا يعطى كسبا لإسرائيل. وفى البداية حاولت القوات الإسرائيلية الاتجاه إلى الإسماعيلية، فلما استحال عليها ذلك اتجهت إلى السويس وراحت، رغم قرار مجلس الأمن بوقف القتال، بالمراوغة وبالاتفاق مع هنرى كيسنجر لتعطيل تنفيذ القرار، تسابق الوصول إلى السويس، لدرجة أنها أذاعت أنها دخلت المدينة واحتلتها. ولو حدث ذلك لأصبحت إسرائيل فى مركز تفاوضى بالغ القوة. لكن الذى لم تتوقعه الدبابات الإسرائيلية التى قامت باقتحام المدينة، وهى واثقة من انهيار المدينة واستسلامها، المقاومة الأسطورية التى اشترك فيها الشعب مع قوات الدفاع الشعبى ووقفة الصمود العنيدة التى وقفها محافظ السويس فى ذلك الوقت، المرحوم محمد بدوى الخولى، يسانده الشيخ حافظ سلامة، الذى، بكل المقاييس، يعد رمز المقاومة الشعبية، وظل طوال أيام المعركة يدفع حماس الشباب والشيوخ لمواجهة قوات إسرائيل التى تم تدميرها بدباباتها على أبواب مدينة السويس، دون أن تجرؤ واحدة على دخول المدينة.

ولهذا كانت حرب أكتوبر سلسلة من المعارك العظيمة، من أشرفها ملحمة السويس، التى حرم محافظها وأبطالها وشعبها العدو الإسرائيلى من دخول المدينة الباسلة واحتلال مدينة مصرية غرب السويس.

 

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك ... اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان