إعلان

مقال- عام على الكارثة.. هنا قتلوا البراءة!

مقال- عام على الكارثة.. هنا قتلوا البراءة!

04:40 م الأحد 17 نوفمبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم ـ حسن الهتهوتي:

سريعا، مرّ عام على كارثة قطار أسيوط، هناك، حيث سالت دماء أطفالنا على قضبان السكة الحديد.. دهسهم القطار، ولايعلمون، أي جريمة ارتكبوها، لتُصبح تلك النهاية المؤلمة قدرهم. هل لأنهم وُلدوا في صعيد مصر؟!.

''أنا لو كنت بنت وزير كانوا بعتولي طيارة''.. كلمات سمعتها قبل 3سنوات، قالتها طفلة ناجية من حادث أتوبيس مدرسة الوليدية، الذي جرفته السيول على الطريق الصحراوي بالمنيا، أثناء عودته من رحلة مدرسية، خرجت من أسيوط رغم تحذيرات الأرصاد الجوية بسقوط أمطار غزيرة.. وعادت الرحلة رغم تحذيرات الشرطة لسائق الأتوبيس بعدم العودة في هذا الطريق.

قبل نصف ساعة من أسيوط، كانت السيول تنهمر نحو الأتوبيس.. حاول السائق تفاديها، لكنها كانت أقوى منه، وسقط على جانب الطريق، في حفرة مليئة بالمياه، وغرق الأتوبيس، إلا جزء بسيط منه، استخدمه بعض التلاميذ للنجاة، في صراع مع الموت.. غرق من غرق، وجرفت المياه آخرين إلى وسط التلال والصحاري.. ونجا عددًا منهم.

بذل رجال الاسعاف جهودًا كبيرة لإنقاذ بعض التلاميذ، حتى دفع أحد المسعفين، يُدعى ''سيد'' حياته في تلك المحاولات، وعندما حلّ الظلام، غادر الجميع مكان الحادث، وبقي أطفال تجرفهم المياه في وسط الجبال.. وسط ظلام دامس.. وبرد قارس، ولم يبحث عنهم أحد، سوى في اليوم التالي، فماتوا جميعا، ولم يتبقى سوى طفلة، تمكنت من الصعود فوق صخرة، وقضت ليلتها تنتظر الموت، حتى عثر عليها أصحاب محجر بالمنطقة، وستروها بعد أن مزقت المياه والصخور ملابسها، وذهبوا بها لأحد المستشفيات، ثم سلموها لذويها.. لن أنسى حينما التقيت تلك الطفلة، فقالت وهي ترتعش ، ودموعها تسبق كلماتها ''أنا لو كنت بنت وزير كانوا بعتولي طيارة''.

بعدها بعامين، وقع حادث قطار منفلوط بأسيوط، فمات أكثر من 50تمليذًا داخل الأتوبيس دهسًا، تحت عجلات القطار.. تُرى.. لو كانوا ''أبناء وزراء''، كم مسئولا سيقف ليُمهد لهم الطريق؟؟.. وهل سيحتاجون لمرور شريط السكة الحديد أصلًا، أم ستُبنى لهم ممرات وكباري خاصة؟؟، هذا إن لم تبنى لهم مدارس بجوار منازلهم.. إنهم أبناء الكبار، ليسوا أبناء مواطن فقير، ثمنه 5آلاف جنيه ''تعويض'' عند الحكومة!.

''عم سيد'' عامل المزلقان، دفع الثمن، وكان كبش الفداء، لتنجوا القيادات من المسئولية.. لكن، هل كان هذا العامل الفقير، وحده المسئول عن الحادث؟؟.. وهل يكفي في وطننا العثور على متهم، لننسى سبب الجريمة وأبعادها؟!.. المهم ''إنها اتسترت.. ولقينا اللي يشيلها''.. والوزير في منصبه.

غرقت العبارة، والتهمت النيران قطار الصعيد، وجرفت المياه أتوبيس الوليدية، ثم صدم قطار أتوبيس منفلوط، وسقط الطفل محمد صلاح في بالوعة الصرف بمدرسة السلام الحديثة بمدينة أسيوط.. وفي كل مرة، تُعلن الحكومة عن ''شوية فلوس'' لأسر الضحايا.. وتؤكد أنها ستتخذ اللازم!.. إلى متى ننتظر وقوع الكارثة، حتى نتحرك؟!.

المقال يعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن موقف مصراوي

للتواصل مع الكاتب:

https://www.facebook.com/hatehoti2

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك... اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان