إعلان

أحمد زيادة: السيسى فى خطابه: الزمالك قادم!!

أحمد زيادة: السيسى فى خطابه: الزمالك قادم!!

10:06 م الأربعاء 20 نوفمبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

جلست فى ساعة يملؤها الفراغ أنظر إلى السماء الملبدة بالغيوم أستعيد و أبحث فى كل ذكرياتى المؤلمة فى شكل شريط يمر أمام عينى يرافقه بعضاَ من المؤثرات الصوتية كصوت الرعد فى السماء، و صوت هبوط الأمطار الكثيفة على الأرض، فلم أجد ذكرى أكثر ألماً من ذكرياتى مع الزمالك!!

منذ عام ٢٠٠٤ و أنا أجزم أن ''الزمالك قادم''، و الحقيقة أننى من أذهب إلى منطقة الزمالك أجلس على نيلها أتجرع كوباً من الشاى من غير سكر مع بعضاً من الأغانى الحزينة التى أسمعها بعد كل هزيمة و كل بطولة يفقدها لاعبوها الذين لم يتعلموا من أخطائهم!!

و أخيراً الحمد لله يا رب بعد بطولة كأس مصر التى فازها الزمالك أخيراً منذ عدة أيام ارتاح بالى قليلاً، فذهبت إلى الكورنيش لأحتفل بنفس كوب الشاى، فوجدت بعضاً من الناس أشكالهم أقرب إلى البيض المسلوق بيقولوا ''انقلاب انقلاب، يا سيسى يا كافر'' و رافعين صور محمد مرسى.

ما هذا؟ هل هناك علاقة بين الكورنيش و الزمالك و مرسى و السيسى؟!

الكورنيش موجود من زمان عادى يعنى، و مرسى ركب الكرسى سنة و رحل و برده عادى ، لكن السيسى هو من جعله يرحل، ثم فاز الزمالك ببطولة بعد ٩ سنين لم يحصل فيها سوى على بطولة!

إذن هناك علاقة ما بين السيسى و الزمالك!! ما هى تلك العلاقة؟ ما هى تلك العلاقة التى صادفت نفس الكورنيش؟ أعتقد أنى وجدتها، فالزمالك قادم و السيسى كمان قادم.

ثم تَمعَّنت فى تلك المقارنة الغريبة، ففتحت موقع ''اليوتيوب''، و سرحت لساعات أشاهد هزائم الزمالك المتتالية و أتذكر أنه كلما عايرنى أحد قلت له: ''استنى و شوف، ده الزمالك قادم''.
و على نفس الموقع قررت أن أتوقف عن هذا النكد، وأشاهد نور عينينا الفريق أول عبدالفتاح السيسى و هو يلقى علينا خطاب عزل مرسى يوم الثالث من يوليو؛ و الذى احتفلت به مع أصدقائى أكثر من احتفالى يوم زفافى!!

آآآه، كان خطاباً حازماً رائعاً بكل المقاييس؛ أحسست لحظات مشاهدتى له إحساس انتعاش الليمون بالنعناع و أنا أتناوله لما حقق لى و لمصر رغبتنا بعد كبت سنة من الاضطهاد و الكذب و النفاق باسم الدين.

بدأ الخطاب بالحديث عن دور القوات المسلحة الوطنى و ليس السياسى فى تلبية نداء الشعب، و تأكيد إصرارها على البعد عن العمل السياسى، ثم قام بعمل سرد ملخص عن الفترة السابقة يوضح فيها محاولات القوات المسلحة لتقريب وجهات النظر بين القوى الوطنية بعد تقديرها للموقف السىء للشارع المصرى و حالة الاحتقان و الانقسام فيه، و أيضاً ما حدث من لقاءات بين المؤسسة العسكرية و الرئيس، ثم ما بينهم و القوى الوطنية بعد رفضه للحل بكل الأشكال.

و بناءاً على دور القوات المسلحة الوطنى تجاه وطنها و شعبها قررت:
١- تعطيل العمل بالدستور الحالى بشكل مؤقت.
٢- أداء رئيس المحكمة الدستورية العليا اليمين أمام الجمعية العامة للمحكمة.
٣- إجراء انتخابات رئاسية مبكرة على أن يتولى رئيس المحكمة الدستورية العليا إدارة شؤون البلاد حتى انتخاب الرئيس الجديد، و إعطاؤه سلطة إعلانات دستورية خلال تلك الفترة.
*لحد هنا تمااااام و ميت فل و ١٤ و بوسة كبيرة!!

٤- تشكيل حكومة كفاءات وطنية قوية و قادرة تتمتع بجميع الصلاحيات لإدارة المرحلة الحالية.
*معلش يا باشا الأحداث اللى شايفينها بتفرض سؤال مهم: يعنى إيه فايدة راجل العصمة فى إيده و (معاه كل صلاحيات) ، بس غير قادر؟!

٥- تشكيل لجنة تضم كافة الأطياف و الخبرات لمراجعة التعديلات الدستورية المقترحة على الدستور الذى تم تعطيله مؤقتاً.
*باشا اللجنة رئيسها محسوب على نظام مبارك، و كل واحد بيدور يبقى نجم الحفلة.
*و على فكرة ممثلا العمال و الفلاحين أهم فئات الشعب ده انسحبوا من كام ساعة؛ تروس عجلة الإنتاج المصرى حتقف، و كدة يبقى كله وقف!!

٦- مناشدة المحكمة الدستورية العليا إقرار مشروع قانون انتخابات مجلس النواب و البدء فى إجراءات الانتخابات البرلمانية.
*لجنة الخمسين عايزة تعدل دستور مفيهوش مجلس شورى!! و بالنسبة لمجلس النواب، المحكمة الدستورية شكلها مخادتش بالها من المناشدة!!

٧- وضع ميثاق شرف إعلامى يكفل حرية الإعلام و يحقق القواعد المهنية و المصداقية و الحيدة و إعلاء المصلحة العليا للوطن.
*كلمة السر: باسم يوسف..

٨- اتخاذ الإجراءات التنفيذية لتمكين و دمج الشباب فى مؤسسات الدولة ليكونوا شركاء فى القرار فى مواقع السلطة التنفيذية المختلفة.
*بداية القصيدة شاب من شباب ثورة ١٩١٩ مِسك الحكومة!! سورى لسة واخدين؛ بالنا!!

٩- تشكيل لجنة عليا للمصالحة الوطنية من شخصيات تتمتع بالمصداقية و قبول لدى معظم النخب الوطنية و تمثل جميع التوجهات.
*إذا كان أى شخص بيقول رابعة بصرف النظر عن جهله بيتعامل معاملة الإرهابى، يبقى جميع توجهات إيه؟ و لجنة إيه؟ مش فاهم!!

ثم ختم خطابه بمناشدة الشعب بقواعد التظاهر السلمى، و حذر من أى محاولات للتخريب لما سيقابلها من قوة و حزم ، ثم وجه تحيته للشعب و الشرطة و القضاء و الجيش.

ببساطة فكرت فى مقارنة بين نظام مرسى و النظام ما بعد مرسى فوجدت أن التشابه ما قبل و بعد واحد.

أفففففف أغلقت موقع اليوتيوب أخيراً ، أنا زهقت من كلمة ''قادم'' ، إيه النكد ده؟! أى !!
لأ لأ مش قصدى، أنا قصدى حبقى منافق، لأ لأ مقصدش برده!!
كل اللى فات ده كان هزار!! كان كابوس أصلاً، علشان مصر حلوة و كل اللى فات ده شيطان، ده مصر جنة و مفهاش لا قطارات متصادمة، و لا أزمة أنابيب، و لا غلاء أسعار، و لا إعلام يتهم خصمه بالفُجر، ولا محاسيب حوالين السلطة، و لا بطالة، و لا أزمات مرورية، و لا اعتداءات على المواطنين، مصر جميلة، و إحنا مستمتعين أوى!!
عارف ليه؟؟ علشان إحنا مع بعضينا ولأول مرة لوحدينا ولا حدش بيبص علينا غير فرحة قلبنا وعنينا!!
متقولهم يا عدلى!!

أخيراً قبل أن أختم كلماتى هناك كلمة شكر واجبة، و ذلك إحقاقاً للحق، فقد تم رفع التصنيف الائتمانى لمصر إلى مستوى B-/B على ديونها بالعملات الأجنبية و المحلية، بعد أن تم خفضه ١٠ مرات بعد ثورة يناير و حتى ما قبل ٣٠ يونية، مما يعنى تقدماً اقتصادياً لمصر، و لو كان طفيفاً.. شكراً لكل مسؤول ساهم فى هذا التقدم، بس خلينا احنا كشعب نحس بيه!! و يا سيادة الفريق السيسى لا تخيب أمل شعب مصر فيك و فى قراراتك، و ان لم تستطع فلتستمر فقط كقائد عسكرى، يكفيك شرفاً و تاريخك العسكرى يُغنيك عن أى عمل آخر!!

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا

إعلان