لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عندما تسبي الدولة نساءها فلا تحدثني عن الهيبة أو الكرامة

عندما تسبي الدولة نساءها فلا تحدثني عن الهيبة أو الكرامة

01:21 ص الخميس 07 نوفمبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - إيمان سلام:

إذا كان مجتمع الدولة يبيد كرامة الإنسان وعرضه وشرفه ويهدر دمه، مرة بزعم تطبيق الشريعة ومرة بزعم الاستقرار الكاذب فلنرجع إذا بالزمن إلي الوراء ولتسقط كل القوانين التي عجزت على مدار 3 سنوات أن تشفي غليل قلوب أحرقتها لوعة الفراق على زوج أو ابن راح، أو أحرقتها الحسرة على عِرض تم انتهاكه في الميادين والزنازين دون أدني ذنب سوى كلمة حق عند سلطان جائر وهذا أفضل الجهاد إنسانيًا و دينيًا نحن في أزمة حقيقية وأمام كارثة مؤكدة أن استمر الوضع على الأرض بهذه الصورة.

المشهد كله في انهيار أخلاقي تام وانفجار لبذاءات واستحسان لانتهاك الحرمات سواء كانت دم أو عرض.

لقد قبحتنا السياسة و حطت من أخلاقنا و أرواحنا. بالأمس القريب كان هناك من يبرر التعري و السحل والضرب و يقولك (إيه اللي وداها ويقولك مندسة والعباية بكباسين) وفي المقابل الرد المقابل هو الاتهام بالتجارة بالدين واليوم هناك أيضًا من يُبرر السجن لبنات سنهم لم يتجاوز 16 سنة بزعم أنهن ارهابيات مسلحات..!

لقد صارت مصر سيرك قومي؛ امتلأت الشاشات ببهلونات السلطة الذين لا هم لهم إلا التهليل لمجموعة من القتلة استباحوا عرض وكرامة مصر عندما انتهكوا حرمات مواطنيها وياليت الأمر وقف على الإعلام المنتفع القائم على حفنة صغيرة من رجال الأعمال الفاسدين ممن ساهموا في تزييف التاريخ وتشويه عقول الشعب المصري ومجموعة من الإعلاميين الذين باعوا ضمائرهم للشيطان من أجل مكسب دنيوي زائل.

ولكن المُخزي أن الانهيار الأخلاقي وصل إلى تزييف صميم الدين من خلال من نطلق عليهم رجال الدين و الدين منهم برئ فهم شيوخ السلاطين وعلماء البلاط ليس لهم من الدنيا غير إيجاد تبرير شرعي لكل جنرال قاتل ظالم يستبيح عرض أمه بأسرها عندما يعطي ضوءًا أخضر لجنوده بأن يتعدوا علي مجموعة من البنات اللاتي لم تتجاوز أعمارهم 15 ربيعًا فصار لدينا ما يسمي بالجنرال الشيخ.

لقد رأينا الجنرال الشيخ يصدر فتاوي سفك دم أي معارض للانقلاب أو للسيسي و يزعمون كذبا أن هناك إرهابًا يتم محاربته والضرورات تبيح المحذورات. أي رجل دين هذا الذي يحض جيشًا نظاميًا وظيفته الأساسية هي الانشغال بأمور أولاد العم المتربضين ومتابعة الحدود وما يحدث من خلالها من عمليات تهريب للسلاح والمخدرات بتهديدات الأعداء ليحمي الوطن على رفع سلاحه في وجهي بدلًا من أن يسلطه على عدوي و عدوه.

و لم يتم الاكتفاء بذلك و لكن وصل الامر إلى التكفير الصريح لأفراد جماعة هي أولا وأخيرًا جزءًا من كيان مصر ولا يمكن أبدًا أن يصدر قرار بإبادتها و إبادة كل من يعترض على طريقة التعامل معها حتى وإن كانت قد أخطأت كثيرًا في الماضي القريب ولم تحترم عهدًا أو مبدأ بل ووصل الأمر بهم أنهم باركوا قتلنا ولكن استمرار هذا الوضع سيؤدي حتمًا بنا جميعًا إلى الهلاك.

ليس معني هذا أن أبارك قتلهم وأشد علي يد قاتلهم؛ فالتحريض من عالم محسوب على الأزهر الشريف باسم الدين وامتهان الأعراض واستحسان كل قبيح سيوردنا جميعا مورد الهلاك. ليس لنا سبيل إلا قبول الآخر مهما كان بغضي له. ليس لنا سبيل إلا إلي الاحتكام للضمير والبعد عن ازدواجية المعايير فما نحن فيه الآن ما هو إلا نتيجة حالة اللامبدأ التي عاش فيها ولاة أمر هذا البلد بعد ثورة يناير المجيدة فأدت بنا الي فورة 30 يونيو الكذوب و أخيرا يجب أن نعي جيدا أنه إما التعايش أو الفناء. في حديث رباح بن الربيع رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة، فرأى الناس مجتمعين على شيء، فبعث رجلاً، فقال: (انظر على ما اجتمع هؤلاء؟) فجاء فقال على امرأة قتيل، فقال: (ما كانت هذه لتقاتل وعلى المقدمة خالد بن الوليد)، قال: فبعث رجلاً، فقال: قل لخالد: (لا تقتلن امرأة ولا عسيفاً). قال الرسول صلى الله عليه وسلم لجند الإسلام قبل ذهابهم للحرب قائلاً: ''لا تقتل طفلاً لا تقتل امرأة لا تقتل شيخًا لا تجهز على جريح لا تطارد موليًا (دعه يهرب) لا تقطعوا شجرة مثمرة، ستجدون أناسًا جلسوا في الصوامع يعبدون ربهم فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له''

إنما العيش عيش الآخرة وداعًا لتناقضات البشر وأفعالهم وداعًا لدنيا فانية
إن كانت الشهادة اليوم أو غدًا .... ليس هنالك فرق فسيظل العيش هو عيش الآخرة

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان