لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لهذه الأسباب طلب البرادعي إقالة باسم عودة

لهذه الأسباب طلب البرادعي إقالة باسم عودة

04:00 م الثلاثاء 23 أبريل 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – صبري سراج:
 
اندهش كثيرون، واتسعت حدقات أعينهم، حين طلب الدكتور محمد البرادعي، أمس الاثنين، في مؤتمر جبهة الإنقاذ، إقالة وزير التموين الدكتور باسم عودة. "الوزير الوحيد اللي شغال في الحكومة البرادعي عايز يشيله".. هذه الجملة لا تجري على ألسنة الإخوان وحدهم، لكنها كذلك جرت على ألسنة الكثير من عموم المصريين.. فهل يريد البرادعي وزملاؤه في جبهة الإنقاذ تشويه أي وجه جميل في الحكومة؟!

كي نجيب على السؤال بشكل منصف، علينا أن نضع أمامنا المشاكل الرئيسة التي كان ينبغي على عودة مواجهتها فور توليه الوزارة. فالرجل حين تولى منصبه الوزاري الحالي كانت مصر تئن من آلام سببها الوقوف في طوابير ناتجة عن نقص الخبز والبوتاجاز والسولار والبنزين. فماذا فعل باسم عودة؟

الوزير الشاب المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، رجل نشيط، يتحرك كثيرا هنا وهناك، تصاحبه الكاميرات وتسانده الأقلام أينما ذهب، تقوم بـ"بروزة" كل تحركاته، حملات التفتيش التموينية، تركز على الجوانب الإنسانية في شخصه الكريم، "رغيف العيش أبو شلن بقى قددددد كدددده".. كلام كبير من عينة "تحرير الدقيق".. "منظومة الخبز الجديدة". وكلام مكرر من عينة "وصول الدعم لمستحقيه".

العيش

منظومة الخبز الجديدة ستجعل المخبز الذي يعمل وفقا للقانون، وبشكل شرعي "بما يرضي الله" يحقق أرباحا تتخطى المائة جنيه يوميا بقليل؟!.. فتخيل عزيزي القارئ أنك تملك مخبزا يعمل به عمال وتدفع عنه ضرائب، وتواجه أعباء ومشاكل يومية لا حصر لها، عشان 100 جنيه!.. رفض أصحاب المخابز وتظاهروا واعتصموا، ثم دخل معظمهم في المنظومة.. غير مضطرين أو مغصوبين لا سمح الله.. فلم تمنع عنهم حصص الدقيق كوسيلة للضغط ولم تحرر ضدهم محاضر مخالفات أبدا. المهم أن الخبز توافر وأصبح لكل أسرة عشرة أرغفة لوجباتهم الثلاث.. وتقوم جماعة الإخوان المسلمين وحزبها بتوزيع خبز معالي الوزير والتبشير به كذلك.

البوتاجاز والسولار والبنزين

طوابير البوتاجاز وأزماته لا تنتهي إلا حين يتدخل الإخوان الحلوين – عفوا المسلمين - ، صور مستودعات أنابيب الحرية والعدالة تملأ المواقع الإخبارية والتواصل الاجتماعي من آن لآخر.. كانت بالطبع هذه هي الصورة قبل أن يتبوأ الدكتور باسم عودة مقعده من الوزارة، وبالطبع أيضا لازالت هي الصورة ذاتها بعد أشهر من توليه المنصب الرفيع.

أزمات البنزين والسولار والطوابير طويلة المدى أمام محطات الوقود الخاوية قبل باسم عودة وبعده، فماذا فعل لها الوزير النشيط؟.. هل اختفت الأزمة؟.. هل تغير الوضع ولو قليلا؟.

الحقيقة –كما أراها-  أن الدكتور باسم عودة وزير التموين في حكومة الدكتور هشام قنديل رئيس وزراء الدكتور محمد مرسي، سخرت له جماعة الإخوان المسلمين التي يترأسها الدكتور محمد بديع، آلة إعلامية تجعله نجما يدخل قلوب المصريين بمعادلة بسيطة ورائعة، فهو وزير شاب يداعب أحلام شباب قاموا بثورة ليتم تمكينهم من إدارة بلادهم وخدمتها، ووجه بشوش يدخل القلب من أول طلة تليفزيونية، ووزارة هي الأكثر ارتباطا بالشارع.. وهو الإنسان إيه غير أكل وشرب وشوية بنزين؟!.

اختار الإخوان أن يصنعوا درعا يحمي مرسي لحين انتهاء ولايته الرئاسية، فأطلقوا العنان لآلة إعلامية ضخمة لأن تصور كل ما يفعله الوزير إنجازا، وكل تحركاته مصورة تليفزيونيا ومتابعة صحفيا، جهاز إعلام الوزارة يعمل لدعم وزيره وتنجيمه على قدم وساق، فأصبح باسم عودة الوزير الذي يتمناه عامة الناس، ويتمنون أن يكون لديهم منه نسخ أخرى يقومون بتوزيعها على باقي الوزارات.

اختار الإخوان كذلك شراء أصوات البسطاء في الانتخابات المقبلة بطريقتهم المعتادة "الزيت والسكر وخلافه"، ولكن هذه المرة في سيارات الوزارة وعلى نفقة الحكومة، فقام الوزير عضو الجماعة والحزب بتوفير سيارات الوزارة وتوجيه إمكاناتها لخدمة الإخوان، فالسيارات تجوب المحافظات بشعار الجماعة والحزب لتبيع السلع الأساسية غير المتوافرة والمرتفع سعرها بأسعار أقل من السوق، وهنا يرى المواطن الغلبان إن الجماعة حلوة مفيش كلام، والحكومة شغالة، والوزير رائع ومفيش منه اتنين!.. والباقي أنتم عارفينه.

إعلان

إعلان

إعلان