لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الخروج الآمن للرئيس!

الخروج الآمن للرئيس!

12:07 م الخميس 25 أبريل 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم:محمد أمين

متى يقفز الرئيس من المركب؟.. متى يستقل طائرته، على طريقة زين العابدين، ويرحل؟.. الدنيا تقع حول الرئيس.. لم يبق غير حصار القصر.. المستشارون يقفزون من المركب.. لم يعد معه غير باكينام والطهطاوى.. لم تصدمنى باكينام.. صدمنى الطهطاوى.. تجربتنا مع مبارك ستجعل أى رئيس يهرب.. فكرة الخروج الآمن تطرح نفسها.. هل يفعلها الرئيس، أم يبقى حتى آخر إخوانى؟!
 
أتفق مع من يقول إن أمن البلاد يتعرض للخطر.. السؤال: من الذى يهدد الاستقرار؟.. من الذى يدفعنا نحو المواجهة؟.. من الذى يستعجل الثورة؟.. بالأمس تلقى النائب العام بلاغاً ضد المستشار أحمد الزند يتهمه بارتكاب جرائم من شأنها المساس بالأمن القومى، وتقويض سلطات الدولة واستقلالها.. هذه الاتهامات ينبغى أن تُوجَّه للرئيس نفسه.. هو الذى ترك المركب تلاطمه الأمواج العاتية!
 
يتصور البعض خطأ أن الرئيس لابد أن يبقى فى الحكم إلى نهاية مدته بحجة شرعية الصندوق.. فهم خطأ.. الرئيس حصل على رخصة قيادة.. لكنه سار فى الاتجاه المعاكس.. هل يتركه عسكرى المرور؟.. هل تعطيه الرخصة حق المرور فى المخالف؟.. هذه هى الحكاية بالضبط.. الرخصة تأشيرة قيادة لا غير.. بعد ذلك يتوقف الأمر على انضباط قائد المركب.. مرسى اصطدم بالجميع!
 
هل نعاقب عسكرى المرور لأنه ضبط قائد سيارة يقودها بجنون أو فى حالة سكر؟.. هل نعاقب عسكرى المرور لأنه ضبط الرئيس يكسر الإشارة؟.. هذه هى المشكلة حقاً.. فى بلادنا نرى رد الفعل، ولا نرى الفعل.. يا سيدى مافيهاش حاجة.. كل بنى آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.. نُلبس الحق ثوب الباطل.. نبحث عن مبررات.. نسير مغمضى العينين.. نمضى بلا عقل مثل الخرفان!
 
الرئيس لا يدرك أن جميع من اختارهم تركوه.. ما معنى هذا؟.. معناه أن الاستقالات لم تكن رفاهية.. الاستقالات لم تكن بطولات وهمية مزيفة.. هناك فى الأمر شىء.. كيف أدركه المستشارون، ولم يدركه الرئيس؟.. ما معنى أن يقولوا للرئيس: العب لوحدك؟.. إلى متى يلعب لوحده؟.. متى يتوقف عن اللعب؟.. متى يقدم استقالته؟.. كلهم استقالوا إلا باكينام.. هل يكفى الرئيس المنتخب؟!
 
مصر بتغرق يا قبطان.. أصدقاؤك يقفزون قبل الغرق.. رجالك يتركونك وحيداً.. مستشاروك يهربون مبكراً.. ماذا رأوا حتى يهربوا؟.. لابد أن مصر معك فى خطر.. ليس سهلاً على طاقم المركب أن يقفز.. ليس سهلاً أن يرتدى «اللايف جاكت».. أمن السفينة فى خطر.. الأمواج تصفع أركانها يميناً ويساراً.. استقرارها غير مضمون.. هل تنتظرها حتى تغرق؟.. هل بقاؤك قرار انتحارى؟!
 
من حق الشعب الذى ولّاك أن يسحب الرخص.. من حق الجمعية العمومية أن تعلن إقالتك.. بقاؤك يعنى استمرار العدوان على الوطن.. يعنى تعريض مصر للخطر.. يعنى تعريض البلاد لثورة أخرى.. يعنى الإضرار بمصالح العباد.. هل هذا ما تريده بنا؟.. هل تنتظر نزول الجيش؟.. ألا تتعلم الدرس؟.. لماذا لا تدعو لانتخابات مبكرة؟.. اعتبرها طريقة للخروج الآمن، سواء لك أو لمصر! لا تنتظر حتى تحرق الوطن.. لا تنتظر حتى تُغرق المركب.. اركن يمين وهات الرخص.. اصطدمت بالجميع.. قضاة وإعلاميين.. أزهر وكنيسة.. اصطدمت بالنساء ورجال الأعمال.. أحياناً أتساءل: لو قررت الخروج، فإلى أى مكان تذهب؟.. حرقت الأرض داخل البلاد.. وحرقتها أيضاً على مستوى بلاد العرب!

إعلان

إعلان

إعلان