إلى سيادة الرئيس.. في خطابك قل ولا تقل

بقلم – هاني ضوَّه:

ما بين آمل ومتحفز ينتظر المصريون جميعًا خطاب الرئيس محمد مرسي الذي يلقيه اليوم قبيل مظاهرات 30 يونيو التي تربك نظام الإخوان بشكل كبير منذ الإعلان عنها، وشكلت ''صداع'' في رأس الرئيس وأنصار من تيارات الإسلام السياسي لدرجة تهديدهم المعارضين بأنه ''إذا سقط مرسي ستكون محرقة'' – على حد قول عاصم عبد الماجد- القيادي بالجماعة الإسلامية.

وتنوعت توقعات المصريين لخطاب مرسي فمنهم من توقع ألا يأتي خطابه بجديد سوى كلمات إنشائية وإنجازات وهمية أو لا ترقى لما يحتاجه المواطن البسيط، ومنهم من توقع أن يتحدث الرئيس عن الفلول والأيدي الخفية والصوابع اللولبية التي تلعب في مصر لتقضي على الاستقرار الذي تنعم به البلاد لذا فهو مضطر لفرض حالة الطوارئ في البلاد، في حين يحلم البعض في أن يحمل خطاب مرسي اليوم للمصرين مفاجئات لم يتوقعوها وهي اجراء استفتاء على استمراره في الرئاسة، واجراء تعديلات دستورية وتطهره من جماعة الإخوان التي جرت مصر إلى الحالة التي نحن فيها الآن.

وقبل أن تقع الفأس في الرأس .. اقدم للرئيس مرسي بعض النصائح استجابة لمقولته الشهيرة في أول أيام حكمه ''وليتُ عليكم ولستُ بخيركم فأعينوني وقوموني''.

في خطابك قل ولا تقل:

قل: إني أخطأت وسأسعى لتصحيح المسار وإن لم أفعل تلحظوا هذا خلال الأشهر القادمة فإني أتنحى، ولا تقل: إن ما تشعرون به من أزمات إنما هي أزمات مفتعلة من أصابع خفية تسعى للقضاء على الاستقرار الذي تنعمون به.

قل: إني تطهرت من جماعة الإخوان وسأعمل على تقنين أوضاعها ومنعها من التدخل في مصير البلاد، ولا تقل كما قلت: أعتز بانتمائى لجماعة الإخوان ولا تداخل بين الانتماء والرئاسة.

قل: إني سأجري حوارًا حقيقيًا ومنظمًا وفق جدول أعمل متفق عليه مسبقًا مع القوى السياسية المختلفة دون اقصاء، وسأعمل على تحقيق مطالبهم المشروعة من أجل مصلحة مصر، ولا تقل: أدعو المعارضة غدًا في تمام الساعة 12 والنص ظهرًا والعقبى عندكم في المسَّرات.

قل: لكم حرية التظاهر السلمي والاعتراض دون تخريب أو اعتداءات .. ولا تقل: ''إن اضررت سأفعل .. وها أنا أفعل وأفرض حالة الطوارئ وأذكرك بحالة الطوارئ التي فرضتها في محافظات القناة وتحولت إلى ''ماتش'' كرة قدم مع الجيش.

قل: سأجري التعديلات الدستورية التي وعدتكم فور انتخاب البرلمان التي ستتم بحيادية تامة .. ولا تقل: عليكم أن تلتزموا بالدستور الذي وافقتم عليه لأنك ''عارف البير وغطاه''.

قل: أعلن فشل حكومة قنديل وأني كنت مخطئ في التعديلات الوزارية والتعيينات الأخيرة للمحافظين، ولا تقل: الحكومة بريئة من الأزمات وأنها الأنسب لإدارة البلاد.

قل: أبناء وطني من كافة الديانات والمذاهب والتيارات والقوى السياسية، ولا تقل: أهلي وعشيرتي.

القائمة طويلة وعليكم أيها القراء الأعزاء أن تضيفوا أنتم ما تروه مناسبًا، لذا أخيرًا وليس آخر ..

أرجو منك سيادة الرئيس أن تلتزم بما كتب لك في ورقة الخطاب، وألا ترتجل فمرارة المصريين قد ''فقعت'' .. كما أرجو ألا يتأخر الخطاب عن منتصف الليل لأن ''ورانا مظاهرات'' واللي مش وراه مظاهرات وراه طابور ''البنزين''.

للتواصل مع الكاتب:

hani_dawah@hotmail.com

المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالْضرورة عن رأي الموقع.