لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إذن.. فلنركب ''تمرد''

إذن.. فلنركب ''تمرد''

11:07 ص الخميس 27 يونيو 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - تامر أبو عرب:

نفس الوجوه. نفس القاعات. نفس الكاميرات. نفس الميكروفونات. نفس الكلمات الذين ركبوا ثورة الشباب على مبارك فتحرروا، وركبوا ثورتهم على العسكر فترشحوا، يريدون أن يركبوا ثورة المتمردين على الإخوان ليعودوا إلى صدارة المشهد بعدما ابعتدوا عنها بإضاعتهم الفرصة تلو الأخرى.

عندما انطلقت حملة ''تمرد'' كانت الثورة قد انحصرت في خيام خاوية في التحرير واشتباكات يومية أمام سميراميس واجتماعات بلا هدف لجبهة الإنقاذ، فأعادت الحملة الثورة إلى الشوارع والميادين بورقة سحرية نزعت فتيل العنف ومنحت الغاضبين من حكم محمد مرسي أملًا في تغيير بلا دم.

لم تدرك المعارضة الحزبية التقليدية أن غضبة ''تمرد'' موجهة ضدها في الأساس، حيث أعلن الشباب تمردهم على الأساليب القديمة التي تتبعها أحزاب المعارضة والتي لا تتجاوز اجتماعات في غرف مغلقة وخطابات حنجورية في مؤتمرات صحفية وإقامة شبه دائمة في الاستديوهات.

التف المصريون حول الحملة لأنهم لم يجدوا بين أعضائها باحثين عن منصب أو متطلعين لمكاسب. فقط شباب شاركوا في الثورة من أول يوم ساءهم سير ثورتهم في المسار الخطأ وتراجع أهدافها الاجتماعية لصالح أهداف سياسية ضيقة تبحث عن ''كوتة'' في أجهزة الدولة أكثر من بحثها عن إصلاح حقيقي لهذه الأجهزة.

طبعوا أوراق سحب الثقة على نفقتهم ووقفوا تحت الشمس بحثا عن راغب في التوقيع وأنفقوا من أموالهم وأوقاتهم لتوصيل الاستمارات إلى الحملة المركزية، ودافعوا عنها ضد هجمات الجماعة وأخواتها.

أعضاء حملة تمرد هم ''المتجردون'' حقًا، لم يمثلوا تيارًا سياسيًا ولم يحاربوا بالوكالة عن جماعة ودافعوا عن مبادئ وأفكار لا عن كيانات وأشخاص.

إن أردت أن تتجنب الفشل تجنب الفاشلين.

وأنت تتحدث عن فئة فشلت في كل شيء، عارضت مبارك لعقود ولم يتعتعه سوى الشباب، وحتى عندما حاولت ركوب الثورة أنزلتهم ''الإخوان'' من عليها بعد عدة أمتار.

الآن تحاول المعارضة الكلاسيكية أن تحيد بالحملة عن مسارها وينقض على مكاسبها، فبينما حرصت الحملة من اليوم الأول على عدم ربطها بأشخاص أو أحزاب أو كيانات سياسية، يحاول البعض أن يربطها بقيادات جبهة الإنقاذ، وبينما حددت مسارها من اليوم الأول بالدعوة لانتخابات رئاسية بدأ البعض يتحدث عن تشكيل مجلس رئاسي مدني في حالة رحيل مرسي.

نحن أمام شعب كفر بالنظام والمعارضة معًا، وربما كان سبب عدم تحمس البعض لإسقاط مرسي تأكدهم أن البديل الذين يجلسون الآن على مقاعد المعارضة لن يختلفون كثيرًا عن مرسي، وأن التيارات التي ينتمون إليها ليست أفضل حالًا من الإخوان.

وعليه فإن ربط حملة تمرد بأشخاص أو أحزاب أو تيارات لن يستفيد منه سوى النظام، لأن ربطها بالدكتور محمد البرادعي مثلًا، سيجعل الكثيرين يفكرون ألف مرة قبل الانضمام للحملة، بل ويجعل بعض من انضموا إليها بالفعل يراجعون موقفهم، ذلك لأن أستاذية الإخوان تجلت في قدرتهم على تشويه الرجل، وعجزه عن تولي القيادة تجلى في عجزه عن مواجهة حملات التشويه.

أما الحديث عن الانتخابات الرئاسية المبكرة فهو متكرر ومتجددة وفاشلة مسبقًا، وليست أكثر مجرد نموذج ممسوخ من المجلس الاستشاري الذي شكله المجلس العسكري، لأن أعضائه لن يكون له أي سند دستوري، وعليه سيكونون مجرد فاترينة لعرض منتجات الجيش!.

فلتوفروا أفكاركم النيرة لثورة تشعلوها أنتم، ولتتركوا الشباب يديرون ثورتهم على النحو الذي يريدونه ويفهمونه.

خدمات كثيرة يمكن أن تقدموها لحملة تمرد، لكن الخدمة الأفضل على الإطلاق هي أن تتركوها وشأنها

إعلان

إعلان

إعلان