لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

خطاب مرسي .. إنجازات ومغازلات و''فرش ملاية''

خطاب مرسي .. إنجازات ومغازلات و''فرش ملاية''

11:41 ص الخميس 27 يونيو 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – هاني ضوَّه :

ساعتان ونصف قضاها غالبية الشعب المصري متربعين أمام شاشات التلفزيون، والبعض الآخر داخل سياراتهم في طابور البنزين لمتابعة خطاب الرئيس محمد مرسي، الذي قدم فيه ما أسماه بكشف حساب عن عام مضى من حكمه لمصر.

خطاب مرسي خالف الكثير من التوقعات التي وضعها الشعب المصري لمحتوى خطابه، ولنكون منصفين - بعيدًا عن اللت والعجن وفرش الملاية - من وجهة نظري الخطاب لم يخل من بعض الأمور الإيجابية مثل اعترافه بالتقصير والخطأ في الكثير من الأمور، متعهدا بتصحيح الأخطاء وفي مقدمتها أن الشباب لم يحصل على فرصته في العملية السياسية، وكذلك تعده بأن دم الشهداء لا يزال في رقبته وهي الكلمة التي قالها في أول خطاب له بعد توليه الحكم.

وكان جديدًا أن يعتذر مرسي عن بعض الأزمات التي يعاني منها المصريون وفي مقدمتها أزمة نقص الوقود، إلا أنه أضاع زهو هذه المفاجأة بعدما ألقى باللائمة على عناصر فاسدة تتآمر لإشعال الأزمة، وهي ''حجة البليد'' التي مل الناس من سماعها.

قرارات مرسي التي اتخذها جيدة بشكل عام، إذا تم تنفيذها وتفعيلها بشكل سريع وجاد، وأعتقد أنها قد تضعنا على المسار الصحيح، خاصة المتعلقة بتعديل مواد الدستور وفقًا لاقتراحات المعارضة، وتشكيل لجنة للمصالحة الوطنية والحوار مع قوى المعارضة، ولكن أنا شخصيًا وغالبية الشعب المصري من المعارضين لدينا عدم ثقة في وعود مرسي ونظامه والإخوان بشكل عام نتيجة لخبرات سابقة معهم؛ هذا فضلا عن أن تطبيق مثل هذه القرارات عادة ما يكون بوجهة نظرهم هم كـ ''إخوان'' وبناءً على قناعاتهم ورؤيتهم اللي تصب أولًا وأخيرًا في مصلحة الجماعة؛ لكن أقول الكرة الآن ملعب قوى المعارضة - وللأسف أغلبها قوى فاشلة - في أن تضغط على مؤسسة الرئاسة لتطبيق هذه القرارات بصورة سليمة لتصب في مصلحة المصريين جميعًا.

بشكل عام .. أرى أن الخطاب كان موجهًا بالأساس إلى أنصار مرسي أو من لا يزال في قلوبهم ميلًا إليه لكي يردهم إلى جبهته مرة أخرى مع تثبيت مع من يزالون في جبهته، هذا فضلًا عن مغازلته لضباط الشرطة الذين يشهدون حاله من الاحتقان ضده، ومغازلته للجيش المصري خاصة بعد خطاب الفريق السيسي الذي أكد فيه وقوف الجيش إلى جانب إرادة الشعب، وأيضًا مغازلته للشباب بقراره للمحافظين باختيار مساعدين لهم من فئة الشباب مما لا يزيد أعمارهم عن الأربعين !!! وحقيقة لا أدري هل سن الـ 40 هو سن الشباب أم لا؟!

ما قبل نطق مرسي للقرارات أعتقد أنه زاد من الاحتقان لدى المعارضين بسبب تبريراته العجيبة وأسلوب ''خدوهم بالصوت قبل ما يغلبوكم''، وفرش الملاية، وهو ما استفز المعارضين لمرسي وللإخوان، خاصة انه اتهمهم بالعمالة والفلولية والصوابع الخفية، وصور أزمته مع الشعب على أنها مجرد صراع مع الفلول الذبين يجب مواجهتهم.

خطاب الرئيس لم يتضمن أي إجراء أو قرار يمكن أن يكون له دور في انفراجة الأزمة الحالية، على الرغم من احتواءه على قدر من العاطفة والتعاطف والتصالح، لكنني كنت أتوقع أن يكون للخطاب دور في تهدئة الاحتقان الحالي بالشارع المصري ووضع حلول لأزمات البنزين والكهرباء وغيرها بدلًا من تعليقها على ''شماعة'' المظاهرات ومؤامرات الفلول.

بعض إنجازات الرئيس خلال عام التي ذكرها في خطابه شابها الكثير من المغالطات، فقد تحدث عن أن ''ما زاد في رواتب الموظفين في عام واحد يتجاوز ما تم خلال الـ60 عاما الماضية''، ونسى سيادة الرئيس أن ما زاد في سعر الدولار يتجاوز ما زاد خلال الـ 30 عامًا الماضية بفسادها، وبالتالي تعتبر هذه الزيادة غير حقيقية لانه ببساطه قيمة الجنيه قلت كثيرا جدا أمام الدولار، وبالتالي القوة الشرائية قلت جدًا.

حديثه عن عودة الأمن وأن الداخلية تبذل ما في وسعها لتحقيق هذا الأمر، وكأن سيادة الرئيس لم يسمع عن اختطاف اثنين من أمناء الشرطة في سانت كاترين بالأمس، ومقتل ضباط شرطة وجيش خلال الأيام الماضية فضلا عن الاشتباكات التي شهدتها مدينة نصر أول أمس وقبلها اختطاف الجنود المصريين وغيرها.

ومن المفارقات العجيبة أن الرئيس يعلم أسماء البلطجية الذين يتم تأجيرها في المنصورة والشرقية والمعادي، والسؤال هنا، ما دمت تعلم من هم لماذا لم تأمر وزير داخليتك أن يلقي القبض عليهم؟!!!

أما أزمة البنزين فاعتبر الرئيس - مثلما اعتبر وزير البترول - أن المشلكة تنحصر في ''توتر'' المصريين وخوفهم من الأزمة، وكأن هذه الأزمة وليدة اليوم، وكأن كل هذه الطوابير التي شهدتها مصر خلال الأيام الماضية سببها ''نفسي''.

وعن الكهرباء فجاء تبرير مرسي أن ''الواد بياخد عشرين جنيه وبيقفل الكبس بتاع الكهرباء'' .. فلا تعليق .. غير الواد يا سيدي !!!

ومن الأمور الخطيرة في خطاب مرسي بالأمس تهديده باللجوء للقضاء العسكري ضد معارضيه بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو الأمر الذي لا يختلف عما فعله الرئيس السابق مبارك لمحاكمة أعضاء جماعة الإخوان، حيث لجأ للقضاء العسكرى بعد أحكام البراءات المستمرة التى حصلوا عليها من القضاء العالي.

أما عن طريقة حديث مرسي عن معارضية فكانت أشبه بـ ''فرش الملاية'' وإلقاء اتهامات - قد تكون صحيحة - دون أدلة مما أوقعه في حوالي 10 جنح سب وقذف خاصة وأن من اتهمهم لم يصدر ضدهم أحكام إدانة، ولكن بعضهم على ذمة قضايا لم يفصل فيها بعد.. وربما نسى سيادة الرئيس أن يذكر في خطابه أن كثير من كبار رجال الإخوان هم أيضًا كانوا - وربما لازالوا - متهمين بغسيل الأموال.

كانت هذه بعض الملاحظات السريعة من وجهة نظري لخطاب الرئيس مرسي، ولولا تشتت الذهن بسبب طول الخطاب وضيق الوقت وكثرة ما في الخطاب من كلمات لكان التحليل له أفضل من ذلك.

وأختتم بملحوظة قد لا يعتبرها البعض مهمة ولكن الشئ بالشئ يذكر.. فإن خطاب الرئيس السادات الأخير الذي ألقاه عام 1981، لتعرض فيه لمعارضيه بالانتقاد وكيل الاتهامات شتم، واستمر أكثر من ساعتين، والأعجب أنه أنهاه بنفس الأيات التي أنهي بها مرسي خطابه.

للتواصل مع الكاتب:

hani_dawah@hotmail.com

المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالْضرورة عن رأي الموقع.

إعلان

إعلان

إعلان