لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الكائن الإخواني ما بين الإنكار والتبرير و''العسكرفوبيا''

الكائن الإخواني ما بين الإنكار والتبرير و''العسكرفوبيا''

11:51 ص الثلاثاء 20 أغسطس 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – هاني ضوَّه:

عجيبة هي نفسية الكائن الإخواني .. فما بين الإنكار والتبرير اللاإرادي يعيش .. يتميز بقدرة فائقة –وفي لحظات- أن يسرح بخيالاته إلى عالم اللامنطقية ليبحث فيها عن تبرير جديد، لجريمة جديدة ضد مصر وشعبها وجيشها.

قبل 30 يونيو وبعدها، أمطرتنا قيادات الكائنات الإخوانية وأنصارهم من ''الإرهابيين'' الذين يسمون أنفسهم بـ''الجهاديين''، بتهديدات من قبيل: حرق مصر، وإعلان الحرب المسلحة على الجيش المصري. واشتعلت منصات رابعة العدوية بالتهديدات الصريحة ضد شعب مصر وجيشها، لدرجة اعتراف البلتاجي بأن العمليات الإرهابية التي تتم في سيناء الآن هي رد على عزل مرسي، وأنها ستتوقف في اللحظة التي يعود فيها مرة أخرى لكرسي الحكم، بل والأدهى والأمر أن طلع علينا القرضاوي أحد علماء الفتنة الخرفين الذي عاد من قطر ليبث سمومه ويدعو الشعوب الإسلامية للجهاد في مصر.

وبعد كل هذا الشحن والحشد ضد مصر وشعبها وجيشها، وبعد فض الاعتصام السلمي المسلح في رابعة العدوية بدأت الكائنات الإخوانية في تنفيذ مخطط ''الأرض المحروقة''، وعاثوا في ربوع مصر قتلًا وحرقًا وفسادًا، وكان مبررهم كالعادة سقوط ضحايا خلال فض الاعتصام –ولا أنكر هذا وهو أمر محزن-، ولو كانوا استجابوا لدعوات الأمن التي استمرت لأكثر من شهر، ولو استجابوا لتحذيرات الأمن قبيل فض الاعتصام لحقنوا دماء أنصارهم، ولكنه الكبر والاستعلاء والرغبة في المتاجرة بدماء الأبرياء من أجل ''الشو'' الخارجي للضغط على مصر باسم ''عنف الشرطة والجيش''.

عندما أصبح جليًا للجميع أن اعتصام رابعة والنهضة قد حاد عن سلميته بظهور أسلحة وحالات تعذيب مثبته ثم فض الاعتصام وما وقع فيه من إطلاق نار على قوات الأمن أثناء عملية الفض مما أسفر عن ووقوع ضحايا من الجانبين، بدأت الكائنات الإخوانية في مرحلة الإنكار .. إنكار وجود أسلحة .. إنكار تعذيبهم لمن يخالفهم .. إنكار خروجهم عن السلمية، ثم انتقلوا إلى مرحلة التبرير بعدما أصبح الأمر لا يمكن إنكاره، ليبرروا حملهم للسلاح بأن الجيش والشرطة يرفعون عليهم السلاح، وأن هذا السلاح للدفاع عن النفس !!!، حتى وصلوا لمرحلة إلقاء التهم على الجيش والشرطة في كل شئ.

حالات التبرير اللاإرادي وكيل الاتهامات للجيش والشرطة من قبل الكائنات الإخوانية كثيرة، ولكن أكثرها وضاعة ما شاهدناه أمس عقب استشهاد 25 مجندًا من جنود الأمن المركزي في رفح بطريقة وحشية على أيدي إرهابيين غاشمين غدروا بهم.

في البداية بدأت الكائنات الإخوانية خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي بإنكار الجريمة، وصوروها على أنها تمثيلية جديدة للسيسي لكسب التعاطف وأنه لم يُقتَّل أحد، وعندما لم يُجدِ الإنكار انتقلوا للمرحلة الثانية وهي التبرير، واعتبروا أن ما حدث للجنود ''الغلابة'' هو بسبب السيسي الذي جر البلاد إلى ما هي فيه –على حد زعمهم- ليحاولوا بذلك أن يجدوا مسوغًا لتبرير قتل قوات الأمن من الجيش والشرطة أينما وجدوا بسبب انتمائهم لمؤسسة يقودها السيسي ووزير الداخلية.

وعندما لم تجد الكائنات الإخوانية تعاطفًا معها من قبل الشعب المصري بعد تبريرهم لعمليات القتل، انتقلت للمرحلة الثالثة، وهي البحث عن خيالات لا منطقية لتفسير ما حدث. فتمخضت العقلية الإخوانية عن سيناريو يصلح لفيلم خيال لامنطقي قالوا فيه: إن السيسي أمر بقتل الجنود ليكسب تعاطف الشعب، وللفت الأنظار الدولية إليه وإقناعهم بأن الإرهاب يستهدف الجنود، في حين جاء السيناريو الثاني وكان بطله أيضا السيسي وقالوا فيه: إن السيسي قتل الجنود ليغطي على قتل الداخلية لمعتقلي الإخوان الذين حاولوا الهرب من سجن أبو زعبل.

ومن هذه السيناريوهات نستطيع أن نتعرف على بعض الأمراض التي تصيب الكائن الإخواني، ألا وهو مرض ''العسكر فوبيا''، ومرض ''المنطق اللامنطقي''، وهي أمراض تصيبك بالغثيان والاشتمئزاز، حتى أصبحت كل تبريراتهم واتهاماتهم موجهة للجيش والشرطة، فمنطقهم الذي ينبع من ''العسكر فوبيا'' يقول أن:

- السيسي يقتل جنود وضباط الجيش في سيناء لكي يغطي على قتله للإخوان.

- السيسي والداخلية تقتل ضباطها وجنودها لكي تغطي على قتلها للإخوان.

- الداخلية أبادت 300 معتقلًا إخواني في أبو زعبل أثناء ترحيلهم وضعتهم في 3 سيارات ترحيلات –لا أدري كيف – ثم خنقتهم بالغاز لمدة 45 دقيقة – رغم أن الاختناق يكون في ظرف 7 دقايق على الأكثر ده لو حد جبار -، ثم دفنوهم في مقابر جماعية بعد ما عذبوهم وحرقوهم، لتعلن الشرطة بعد ذلك أن هناك 43 ماتوا أثناء ترحيلهم.

ورغم أن الموضوع أسهل من هذا ''الفيلم'' بكثير لو أن الداخلية أرادت تصفيتهم لفعلت ذلك وأخفتهم، لا مين شاف ولا مين دري، لكن هذا السيناريو لاقى قبولا لدى الكائنات الإخوانية.

- من مات من المواطنين في مواجهات مع الكائنات الإخوانية هم بلطجية والداخلية أخرجتهم لكي يقتلوا الإخوان، ثم قتلتهم لكي يغطوا على قتلهم للإخوان.

- المسيحيين هم من حرقوا عشرات الكنائس ودمروها وخطفوا راهبات لكي يتهموا الإخوان.

- المسلحين الذين خرجوا في مسيرات الإخوان الجمعة الماضية، وعلى كوبري 15 مايو وأطلوا النار بشكل عشوائي هم بلطجية مدسوسين من الأمن وسط الإخوان لكي يشوهوا صورتهم، وسبحان الله ولا واحد من السلميين في المسيرة يعترض عليهم أو يحاول حتى القبض عليهم، وسلمية سلمية.

- السيسي عزل مرسي بالتعاون مع أمريكا والغرب الكافر، وسبحان الله .. أمريكا عارضت عزل مرسي وهددت بقطع المعونة عن مصر.. آه والله زمبقولك كده.

كم أنت مظلوم أيها الكائن الإخواني فالمؤامرة الكونية عليك كبيرة، والوقائع التي تحاول تبريرها ومنطقتها أرهقت ذهنك، لذا أقدم لك بعض النصائح لترتاح وتريح:

- التبرير الذي تستخدمه أيها الكائن الإخواني لتسكت ضميرك عن جرائمك سيصل بك إلى طريق مسدود، خاصة وأن جمهور الشعب المصري فقد تعاطفه مع كل ما هو إخواني.

- تزويرك للحقائق ونشر صور ملفقة لقتلى من الإخوان، ثم نكتشف بعد ذلك أنها من العراق أو سوريا سيزيد من احتقار المصريين لك.

- لا تبحث عن حل للأزمة التي أنت فيها عن طريق اختلاق المئاسي، بل مارس نقد الذات واعترف بأخطائك وجرائمك وابتعد عن التبرير، لأن الانحراف عن الإعتذار إلى التبرير مشاركة فى الجريمة.

- استنجادك بالغرب لن يفيدك ومحاولاتك لحثهم على التدخل في مصر لن تجدي.. فالغرب يبحث عن مصالحه أولاً، ومصلحته ليست مع الإخوان، ولكن مع مصر.

وأخيرًا أيها الكائن الأخواني.. عندما تستطيع أن تستخرج الحقائق من داخلك، وتجد صعوبة في التبرير لما تقوم به، إعلم أنك قد بدأت في حوار جاد مع نفسك، فكسر تابوهاتك، وصحح مسارك، واندمج في الوطن، وإلا لفظتك مصر وشعبها.

المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع.

للتواصل مع الكاتب:

hani_dawah@hotmail.com

إعلان

إعلان

إعلان