إعلان

اجتماع بروكسل

اجتماع بروكسل

10:32 م الخميس 22 أغسطس 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - محمد سلماوي:

أكتب من العاصمة البلجيكية بروكسل، مقر الاتحاد الأوروبى، حيث وصلت، ليلة أمس، ضمن وفد غير رسمى، مكون من أربع شخصيات عامة لكل منهم علاقاته فى الخارج، لكى نضع الاتحاد أمام الصورة الحقيقية لما يجرى فى مصر من مواجهة الشعب بكامل طوائفه حرباً إرهابية تستهدف المواطنين والقوات المسلحة والمنشآت العامة والتراث التاريخى للبلاد.

والتقينا مع المسؤولين عن العلاقات الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، وعلى رأسهم كاثرين أشتون، وذلك عشية الاجتماع الطارئ الذى يعقده 28 وزير خارجية أوروبياً، هنا فى بروكسل، وعلى جدول أعمالهم بند واحد لا ثانى له هو ''الوضع فى مصر''.

وكانت الأنباء قد تناقلت احتمالات مقلقة تشير إلى رغبة البعض فى الإعلان عن إدانة محتملة للاستخدام المفرط للقوة من قوات الأمن فى فضها للاعتصام وما تلاه من مواجهات، خلال الأيام الأخيرة، ورغبة البعض الآخر فى طرح فكرة إعادة النظر فى المساعدات الأوروبية لمصر، ومنها العسكرى ومنها المدنى.

والحقيقة أننا أولاً نقلنا إلى من قابلناهم حقيقة الوضع فى مصر، حيث لا مجال للحديث عن العنف، وأن ما تواجهه مصر وشعبها ومؤسساتها هو حرب إرهابية تستهدف الجميع، وتستوجب الإدانة الصريحة من المجتمع الدولى، وأن ''الوضع فى مصر'' لا يمكن توصيفه على أنه نزاع بين طرفين، مهما زاد فيه العنف، وإنما هجمة إرهابية يتوحد فى مواجهتها الشعب مع الجيش وقوات الأمن.

النقطة الثانية التى حرصنا على توصيلها هى أن موقف أوروبا حتى الآن غير مرض للشعب المصرى، ويمثل لدى قطاعات عريضة من المواطنين خيبة أمل ستتحول إلى ما هو أكثر من ذلك، لو أن اجتماع وزراء الخارجية تحدث عن أى إجراءات ''عقابية'' ضد مصر أو إعادة النظر فى موضوع المعونات.

وقد أكدت بنفسى للسيدة أشتون أن العلاقات المصرية - الأوروبية الآن على المحك، وأن اجتماع وزراء الخارجية فى يده الآن تحديد مصير هذه العلاقات لسنوات مقبلة، واستدعيت موقف الولايات المتحدة فى الستينيات، وقلت إنه ليس من مصلحة أوروبا أن تفقد مصر.

والحقيقة أنهم استمعوا إلى رسالتنا بكل اهتمام، وكانت ''أشتون''، التى كانت تستعد لاجتماع وزراء الخارجية بعد ذلك بساعات قليلة، قد حددت لنا ساعة واحدة امتدت إلى ساعتين، لرغبتها هى ومعاونيها فى الاطلاع على كل تفاصيل الصورة التى نقلناها لهم بكل صدق، ودون مراعاة للتعامل البروتوكولى والدبلوماسى، ولم نجد منهم إلا الاهتمام الواضح بتلقى الرسالة التى جاءتهم من وفد شعبى ليس مكلفاً بنقل أى رسالة رسمية.

إعلان