إعلان

هب أنه تم فض اعتصام رابعة.. هل سترتاح؟

هب أنه تم فض اعتصام رابعة.. هل سترتاح؟

03:33 م السبت 03 أغسطس 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كتب- خالد البرماوي:

هب انه تم فض اعتصام رابعة العداوية والنهضة بالقوة، وتخيل بأن أنصار المعزول رحلوا في هدوء وسكينة بعد وقوع ''شوية'' ضحايا، بل وزيادة في جرعة النور والأمل، قل انه لم يقع ضحايا.. هل تتصور ذلك حقاً؟! طالما انك حالم لهذه الدرجة، لما لا تتصور أيضاً بانهم ذهبوا لمنازلهم في سلام ولم يعودا للاعتصام في ميدان آخر من ميادين مصر الكثيرة.

هل ترى أن المشكلة حلت؟ وأن انصار مرسي والاخوان سينسون ما حدث، وكأن شيئا لم يكن، وسينشغلون فوراً في متابعة أحداث مسلسيكوا المثيرة؟!

إذا كنت تفكر بهذه الطريقة.. فهذا يعني انك متفائل بطبعك وبطبع عشرة معاك، وذاكرتك ملساء وأبيض من جيوب الموظفين أول الشهر(اخره ما بيكونش في جيوب أصلا)، أو ربما أنك تعرف يقيناً انهم لن يصمتوا وسيعودن فى أماكن اكثر، لإيصال أصواتهم الاحتجاجية بضجيج أكبر وبدماء أكثر وأكثر.. وأكثر، نعم.. انك تعرف هذا، ولكنك تكابر وتعيش اللحظة، وفي كلا الحالتين، لا يمكن أن نتجاهل أن مصر ستعيش لفترة -لا يعلم مداه الا الله- حالة من الاضطراب وربما.......................

المساحة البيضاء السابقة لتكتب أي سيناريو تتوقعه.. وللعلم، أقل وأحن سيناريو ممكن تتخيله، هو إعادة رتيبة لأحداث عامين ونصف من الفشل عشناهم في المرحلة الانتقالية منذ ثورة 25 يناير.. ولن اقول لك سيناريو فيه اغتيالات سياسية رغم قربنا منه- الاجابة تونس- ولن اقل لك حرب أهلية، رغم اننا نعيش ارهاصاتها الاول، ولن اذكر احتمال حدوث بعض الانشقاقات في الجيش -لا قدر الله- وتذكر أن الوقت وارتفاع وتيرة العنف والدماء يمكنهما أن يغيرا الكثير من الثوابت التي لم تكن تتخيل زحزحتها.. وهل كنت تتوقع انتفاضة اخري لثورة 25 يناير، بعد أن كادت تشيع لمثواها الاخير؟!.

هل كلامي هذا يعني انني لا اريد ان ينفض اعتصام رابعة والنهضة؟ هل فهمت ذلك؟ دعني اوضح مرة اخري ما أريد قوله، باختصار اريد أن ينفض هذا المشهد الدموي كله بلا رجعة، أريد أن اعالج المرض لا العرض، أريد أن نتحرك للامام، ولا نبقي محصورين في الحديث عن ما ولي وفات، وليس ما هو قادم وآت.

ما اريده، أن نحافظ على اهم مكتسبات 30 يونيو، وهي رحيل مرسي، وتعديل الدستور، وإن امكن ضبط ممارسات الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية وفق للقانون ومراعاة للظرف الوطني الراهن، يعني نتعامل مرحليا مع المشكلة.

غير هذه المكاسب الاساسية -والتى كانت اقصي طموحاتنا يوم خرجنا ضد مرسي- يمكن التفاوض بشأنها، تقولي خروج آمن، تقولي أموال الجماعة، وحظر الجماعة، تقولي شكل خروج مرسي.. كلها تفاصيل هامة، ولكن يمكن التعامل معها بالتفاوض والتنازل، وغير هذا قد يفقدنا كل مكاسبنا لو تشددنا اكثر.

تماماً، كما حدث في 25 يناير، عندما تمسكنا بالماضي أكثر من الحاضر والمستقبل، فخدعنا الماضي واستغرق كل لحظتنا، وللاسف نجا بفعلته أو يكاد، وحرقنا الحاضر بخلافات بعيدة عن اهداف الثورة، واهملنا المستقبل، وتركناه بيدي عمر لا بايدينا.. الان، هل تعلمنا درس عامين ونصف من التجربة والفشل.. أم علينا أن نعيد عقارب الساعة للوراء....؟، اتمنى لا!.

*هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالضرورة عن موقع مصراوي
KhaledPress@gmail.com

إعلان

إعلان

إعلان