لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بأفراح وبيوت للعزاء في وضح النهار.. يتغلب المصريون على حظر التجول

بأفراح وبيوت للعزاء في وضح النهار.. يتغلب المصريون على حظر التجول

01:50 م الخميس 05 سبتمبر 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

القاهرة – (الأناضول):

قرار السلطات المصرية، فرض حظر التجول خلال الفترة المسائية في 14 محافظة من إجمالي 27، لم يمنع المصريين من التعبير عن أفراحهم وأحزانهم، وذلك في محاولة منهم للتكيف مع ظرف استثنائي أحاط بالبلاد منذ الثالث من يوليو الماضي.

صفاء غنيم، التي تزوجت قبل أيام، لم تستسلم لنصائح الأهل والأصدقاء بتأجيل حفل زفافها إلى حين انتهاء الحظر، وأصرت على إقامة الحفل في موعده، ولكن في وضح النهار، وذلك في تحدٍ منها لـ''السياسة''، بقولها ''السياسة لن تسرق مني فرحة حياتي المقبلة''.

عائلة صفاء، المقيمة بالقاهرة، كانت ترى أن ''إقامة حفل الزفاف في الوقت الراهن الذي تمر به مصر، سيحرم العائلة من أن تفرح بالابنة ''الوحيدة'' التي كان زفافها بمثابة حدث منتظر لدى الأقارب والأصدقاء، والذين كانوا سيعتذرون عن الحضور، نظراً لضيق ساعات النهار''.

وللتحايل على هذا ''الظرف السياسي الاستثنائي'' اتفقت صفاء مع خطيبها، أحمد عبيد، على اللجوء إلى ''الحفلات النهارية'' ذات الطابع ''الأمريكي'' في إقامة حفل الزفاف، خاصة وأنهما اكتشفا أن تكلفة إقامة الحفل النهاري في مكان مفتوح في إحدى الفيلات أقل بكثير من تأجير قاعة في فندق شهير، أو قاعة من القاعات التابعة للجيش والشرطة، والتي عادة ما يلجأ إليها مصريون من أبناء الطبقة الوسطى والعليا، وتتميز بفخامتها.

وفي حديثها مع مراسلة الأناضول، تقول صفاء: ''لم أكن أتخيل أن يتم حفل زفافي الذي كنت أستعد له منذ ما يقرب من 6 أشهر بهذه الطريقة، التي كنت أراها في الأفلام الأمريكية، وكانت تعجبني، إلا أنها كانت تفتقد لكثير من التفاصيل المميزة لحفلات الزفاف المصرية؛ والمعروفة بسلاسل الإضاءة المتعددة، والبي لايت(مؤثرات اضاءة)، وأضواء الليزر، و''الزفة'' التي يصاحبها ''الشموع'' و''الدخان''.

وتمضي قائلة ''لم يكن لدي استعداد أن أقوم بتأجيل حفل زفافي، خاصة أنه سبق لها أن قامت بتأجيله خلال عيد الفطر الماضي، لعدم وجود قاعة في ذلك الوقت الذي يفضله كثير من المصريين لإقامة أفراحهم''.

وحول البديل المبتكر الذي لجأت إليه صفاء، تقول بابتسامة عريضة: ''علمنا أن أفضل الأماكن لإقامة حفلات الزفاف النهارية هو الفيلات الموجودة في ضواحي القاهرة الكبرى مثل :مناطق المنصورية والمريوطية و6 أكتوبر''.

وفي إحدى الفيلات في ضاحية 6 أكتوبر اختارت صفاء أن تقيم حفل زفافها من الساعة الرابعة بعد صلاة العصر وحتى مغرب الشمس حوالي الساعة السابعة مساءً حتى يتمكن ''المعازيم'' من العودة إلى منازلهم قبل ساعة الحظر.

حفل الزفاف أحاطته الديكورات المكونة من البالونات وباقات الزهور المنتشرة في أرجاء المكان، وخاصة الكوشة (المكان الذي يجلس فيه العروسين) والتي تم تصميمها بشكل مبهر من أنواع مختلفة من الزهور ذات الألوان الصيفية الزاهية. تضيف صفاء.

ويحرص المصريون على مختلف طبقاتهم الاجتماعية، وحالاتهم الإقتصادية، على إقامة حفلات الزفاف بما تتضمنه من تفاصيل مكلفة مادياً، تبدأ بديكورات الإضاءة، وإقامة الولائم للضيوف، والابتكارات المختلفة في تصميم الكوشة.

وعادة ما يستمر الحفل حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، يقضيها ''المعازيم''(ضيوف الحفل) في الغناء مع العروسين، وتنتهي الليلة بتوصيل بعض الضيوف للعروسين إلى منزلهم الجديد، عبر سيارات يطلقون عنان أبواقها للتعبير عن فرحتهم بالعروسين.

ويبتكر المصريون أماكن مختلفة لإقامة حفلات الزفاف كل حسب قدرته المادية، فهناك قاعات الفنادق الفاخرة والتي عادة ما يستخدمها طبقة رجال الأعمال والفنانين والشخصيات العامة والسياسية، وهناك قاعات أفراح تابعة للجيش والشرطة، وعادة ما يحجز فيها أبناء الطبقة الوسطى بشريحتها العليا، وهناك مراكز الشباب والأندية والشوارع..

فيما يقيم فيها أبناء الطبقة الوسطى الدنيا، وساكني الأحياء الشعبية أفراحهم بين أزقة وشوارع الحي، ويشترك الجميع في المبالغة في أشكال الاحتفال سواء فيما يتعلق بالولائم والأطعمة والمشروبات المقدمة، أو في الإضاءة والزينة المستخدمة.

وكما المناسبات السعيدة، كانت بيوت عزاء الأموات حاضرة في المشهد، فالمخرج السينمائي ''عبد العزيز حشاد'' أقام عزاء والده، الأسبوع الماضي، في مكان الدفن الكائن في مقابر العائلة في محافظة الشرقية.

حشاد يقول لمراسلة الأناضول، ''اضطررنا إلى عدم إقامة سرادق عزاء لوالدي في مكان بوسط القاهرة، كما هي عادة العائلة، نظراً للظرف السياسي التي تعيشه مصر حالياً، فقمنا بتلقي العزاء بعد دفنه مباشرة بعد صلاة الجمعة، وذلك تيسيراً على المعزيين (الذين يقدمون واجب العزاء) الذين يأتون من أماكن بعيدة''.

واتسم عزاء والد ''حشاد'' حسب قوله، بـ''البساطة'' حيث ''لم تكن هناك فرصة لإقامة طقوس العزاء التي تشتهر بها الأماكن المجهزة لذلك، كـ''الميكرفونات والسماعات لإيصال صوت قارئ القرآن الكريم، فيما اختفت الكراسي والطاولات وكذلك المشروبات مثل الشاي والقهوة من المكان''.

 

إعلان

إعلان

إعلان