لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أشياء قد تدفع أو تمنع "زينب مهدي ".. من الانتحار

أشياء قد تدفع أو تمنع "زينب مهدي ".. من الانتحار

أشياء قد تدفع أو تمنع "زينب مهدي ".. من الانتحار

09:00 م السبت 15 نوفمبر 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – أحمد سعيد:

قد لا نعرف مهما تكهنا ما السبب وراء موت زينب، فلن تخبرنا عنه تغريدة لها أو خاطرة دونتها في أخر لحظاتها قبل أن تختنق، فكل التكهنات صحيحة، وكلها خاطئة في ذات الوقت والمنطق. فعفويتها ستدفع عقولنا للتخبط ربما بالحائط، لندرك ما وراء وضع القيد على رقبتها لتموت.

قد يكون تدينها العميق أو ربما السطحي أو ربما الوسطي؛ فلقد قالوا عنها أنها كانت تنتمي للجماعة، وجل ما يعرف عنها أنها كانت لا تؤيد خطاهم أبدًا، وأحبت أن تقف في الصورة الوسطية بين الدين والدنيا، فاختارت الحملة التي كانت ناشطة فيها كما أطلقوا عليها بعد موتها. وبين رحى دين الجماعة ودين الله والتحرر، كانت روحها تُفرم دون أن يشعر من حولها، قليلًا ممن قالت لهم هذا صراحةً ، لكن زينب كانت ومازالت ضحية دين سماه أصحابه بدينها فسمموه في قرارها، فكرهت النقاب والخمار الذي وضعوه عليها ليخفوا عنها الحقيقة ويسلبوها عقلها، الذي ما كان يبدوا عليه أنه سينتهي بين حبل متدلٍ.

أسرتها التي خرجت من رحمها، ربما لم توفر لها الإجابة، وهذا نذير لكل الأسر، فيجب أن تحمل كل الأسر لأبنائها إجابة مقنعة وليست مقنعة، يجب أن يحمل الجميع إجابات مقنعة، فالخادعة تنذر بعواقب حزينة، فربما نجد من يقتل نفسه أو يقتل وسط الجموع السائرة وراء أهواء ومصالح آخرين، أو يقتل نفسه في الآخرين.

والجميع ليس برئ من دمهم.

حملتها، التي كانت جوهر حلمها، فمجتمع الحملة كان لا يختلف كثيرًا عن مجتمع الجماعة، من حيث الأفراد والصداقات، إلا أنهم كانوا ممن تحرروا من قيودها واشتركوا في روح الحرية والحلم الذي يسعى صانعوه بهدف سياسي شرعي للتغيير من فوق الكرسي الأعلى، أو من القواعد. ويبدوا أنها لم توفر لها إجابة أيضَا.

لا أحد ممن عرفها ولو ليوم واحد، لم يلحظ إيمانها بقضية التغيير، ليس في النظام فحسب بل في عقول الأخرين، سبقت سنها كثيرًا بطرحها القضايا التي تمس المرأة أو الفتاة بمعنى أدق، واستغلت حب الناس لها وإنصاتهم لحواراتها في توعيتهم وفي إقناعهم بوجهها الطفولي بإمضاء استمارة أو مجرد طرح فكرة، أو عرض مشروع، فلماذا تلجأ للخلاص من هذا الحب الذي يحوطها ممن يعرفها أو من لا يعرفها؟؟!، إلا لو توقف الناس عن الإنصات لها.

الحب كان محور حياتها؛ فقد كانت محبوبة لدرجة تجعلها إنسانة سعيدة يحسدها الجميع، بقصة حبها، بنظرات قرائنها لها، بطريقة غزوها للقلوب دون سابق إنذار، لشخصيتها القوية، التي لا تجعل منها ابدًا فتاة ضعيفة تنجرف للحظة الخلاص من النفس، إلا لو انكسرت فيها تلك الأشياء.

مبادئها التي عاشت بها بين الناس واستمرت، حب الحياة، وحب الناس، وحب الله، وإيمانها القوي بأن الله أختارها لرسالة يجب أن تنهيها، وإيمانها بأن الله وهبها كل هذا لأنه يحبها، ويبدوا أنها افتقدت الله فذهبت له، يبدو أن هناك من دفعها لأن تفقد أشيائها كلها، تفقد زينب نفسها، فمن دفعها لذلك إرهابي، بكل معنى تحمله الكلمة خفي أو ظاهري، أو إطنابي.. فلم يعد للموت عمر في مصر.

ربما من يراها خسرت أخرتها لا يعرف أن هناك من كرها في دنيتها، فلم ترى الدنيا ولم ترى الأخرة، ماتت كافرة!!، ربما لم يقنعها أحد بالإيمان بأي دين، لأن أصحاب الدين بعيدون أو مدعون، فكرهت الدين والدنيا وخسرت الآخرة، فكم أتمنى أن تصدروا أحكامًا على الله لعل الله يرحمها بأحكامكم.

ويجب أن نسأل أنفسنا لماذا الآن يا زينب؟! لماذا ماتت زينب في هذا التوقيت؟! ومن سيتحمل ذنب زينب؟! لقد جرأت زينب على هذا القرار أو لم تجرأ وأجبرت عليه، لكن كم شابا بعدها سيفكر - إن لم يفكر - في الانتحار، ودون إجابة حقيقية لن يلد رحم مصر سوى ميت إما في المدرسة، وإما في الجامعة، وإما في الجيش، وإما في الحياة، يقتل نفسه أو يقتل بالصدفة بحادثة أو قنبلة.

فالدين لله والوطن للجميع، والرحمة لزينب.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك .. اضغط هنا

 

إعلان

إعلان

إعلان