إعلان

حقيقة علاقة الاخوان بثورة يناير

إسماعيل جمعة

حقيقة علاقة الاخوان بثورة يناير

01:41 م الخميس 17 أبريل 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - إسماعيل جمعة:

يخطئ من يظن أن باستطاعته تزييف التاريخ أو تبديل الحقائق، خاصة إذا كان واقعا شهد عليه شعبا بأكمله وليست أسرارا في غرف مغلقة أو سراديب سحيقة.. ورغم ذلك، فقد سعت جماعة الإخوان إلى تصدير صورة مزيفة ومشوهة عن حقيقة علاقتها بثورة 25 يناير، حتى أنها وصلت في بعض الأحيان إلى حد الادعاء زورا وبهتانا بأنها صاحبة الدعوة والمبادرة، بالرغم من التصريحات المسجلة بالصوت والصورة لقيادتهم قبيل الثورة بأنهم ليسوا دعاة ثورة، والإعلان صراحة دون مواربة بعدم الاشتراك فيها.
ففي الوقت الذى كان الشباب منشغلا في الحشد للتظاهر في 25 يناير 2011، كانت قيادات التنظيم "الإرهابي" يبحث عن أكبر قدر من المكاسب، ورقص على كل الحبال وأكل على جميع الموائد، وتعامل مع نظام مبارك باعتبار أن الجماعة هي التنظيم الوحيد القادر على زلزلة الأرض وسحب البساط من تحت أقدام النظام، إلا مجموعة قليلة من شباب الجماعة كانت قد طلبت من مكتب الإرشاد السماح بالمشاركة في هذه المظاهرات وقوبل هذا الطلب بالرفض بإجماع أعضاء مكتب الإرشاد الإخواني في التاسع عشر من يناير.

في اليوم التالي تكرر رفض طلب الشباب بالمشاركة وأصيب شباب الحركات الثورة بخيبة أمل على خلفيه تصريح الدكتور محمد مرسي والذي كان حينها عضوا بمكتب الارشاد في 22 يناير بأن "الجماعة لن تشارك في مظاهرات "25 يناير"، لأنها لا تعلم من الجهة التي دعت إليها وأن المظاهرات فرصة لاندساس بعض المخربين في وسط المعارضة لوصم المعارضة بأنها مخربة وتلقي القصاص سيلا من الاتهامات من شباب تيار التجديد الاشتراكي بأنه يتلاعب بهم".

ووفقا لروايات عدد من شباب الإخوان الذين شاركوا في الثورة من اللحظة الأولى، فإنه رغم خيبه أمل شباب التنظيم إلا أنهم نسقوا مع الحركات الأخرى للخروج في مظاهرات "25 يناير"، ونجحوا في مساعيهم بشكل جزئي وكان خلال هذه الأثناء تتم اتصالات بين قيادات الإخوان مع جهاز مباحث أمن الدولة للحيلولة دون مشاركه الجماعة في المظاهرات.

اندلعت "مظاهرات 25 يناير"، ولم يكن أحد يتوقع أنها ستتحول إلى ثورة، وكانت مشاركة شباب الإخوان محدودة واقتصرت على المئات، حيث كان عددهم يقدر بـ4 آلاف شاب، وفقًا لتقرير رفعته المكاتب الإدارية في اليوم التالي للمظاهرات، وبالرغم من إعلان التنظيم عن عدم مشاركته في هذه المظاهرات إلا أن مشاركة الشباب دفعت وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي لإصدار بيان حمل فيه جماعه الإخوان المسئولية عن سقوط ثلاثة شهداء في السويس، واستغل الإخوان هذا البيان في الترويج بعد ذلك إلى أنهم أصحاب المبادرة في الثورة.

وفي مساء 27 يناير ألقى الأمن القبض على عصام العريان وسعد الكتاتني بعد اجتماعهم بالدكتور محمد البرادعي بمنزل الأخير، كما ألقى القبض على عدد كبير من قيادات الجماعة بينهم الدكتور محمد مرسي، وجاءت مشاركه الإخوان في جمعه الغضب مقتصرة على المجموعات الشبابية التي تحمست بعد مظاهرات 25 يناير، واندلعت المظاهرات مع الالتزام بتعليمات مكتب الإرشاد بتنظيم الوقفات حتي العصر.

انهارت الشرطة تحت ضغوط المظاهرات الشعبية التي شكل الإخوان فيها عددًا محدودًا ونجح المتظاهرون في السيطرة على ميدان التحرير والاعتصام فيه، وأصدرت الإخوان بيانا للتأكيد على مشاركتهم في مظاهرات جمعه الغضب، ودعوة أعضائها للاعتصام بالميادين مع باقي الشعب المصري.

المعلومات والتحريات الأمنية أكدت بعد ذلك أن المجموعات الإخوانية التي انسحبت بعد انهيار الشرطة والتي لم تشارك في الثورة من اللحظة الأولى والتي نزلت لميدان التحرير عقب بيان الجماعة هي من هاجمت أقسام الشرطة وحرقتها بعد تعبئه المواطنين معنويا ضد المقرات الأمنية لما كان يمارس فيها من أعمال تعذيب ضد المواطنين.

الاتفاق الذي توافق عليه المجموعات الشبابية بميدان التحرير يتمثل في عدم قيام أي فصيل بإصدار بيان منفصل باسمه وان تكون البيانات الصادرة عن المجموعات الشبابية المتواجدة بميدان التحرير باسم "ثوار 25 يناير"، وهو ما خالفته الجماعة.

إلا انه بحسب رواية شباب الإخوان، فإن كارثة بيان الجماعة لم تكن فقط في كونه صادر باسم الجماعة ويخالف الاتفاق بين المجموعات الثورية بميدان التحرير، ولكن الكارثة الأكبر في أن البيان نزل كثيرا بمطالب الثوار الذين كانوا يهتفون: "الشعب يريد إسقاط النظام"، في حين كان يطالب البيان بإلغاء حاله الطوارئ.

المفاوضات بين الإخوان من جهة ونظام مبارك من جهة أخرى كانت بإشراف اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية بنفسه وتم لقاءان بين الجانبين أحدهما تم الإعلان عنه والثاني لم يعلن عنه؛ ففي الوقت الذى كانت دماء الشباب تخضب شوارع المحروسة من أجل رفعة الكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية, كان التنظيم الإرهابي مشغولا في عقد الصفقات وكان اللقاء الأول في الأول من فبراير 2011 "قبل موقعه الجمل" بيوم واحد داخل مبنى وزارة الداخلية بحضور عمر سليمان ممثلا عن النظام ومحمد مرسي وسعد الكتاتني عن الإخوان واتفق فيه سليمان مع مرسي والكتاتني على تمكين الجماعة من إشهار جمعيه أهلية وتكوين حزب سياسي والإفراج عن خيرت الشاطر وحسن مالك وباقي أعضاء الجماعة المقبوض عليهم، وإلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية.

حركة الثورة بميدان التحرير كانت أسرع من أنانية وطموح الإخوان الذين سعوا في سبيل الإبقاء على مبارك مقابل تحقيق مطامعهم، حيث دعا المتظاهرون لتنظيم مليونية يوم الثلاثاء 1 فبراير بميدان التحرير وبالفعل احتشد المواطنون وعقب احتشادهم وجه الرئيس الأسبق حسني مبارك خطابه العاطفي الشهير، وبدأ الميدان ينقسم على نفسه، إلا أن موقعة الجمل، أعادت اللحمة للميدان مجددا.

صبيحة يوم الأربعاء 2 فبراير يوم موقعه الجمل قررت جماعه الإخوان الانسحاب من ميدان التحرير، وبالفعل انسحبت بعض المجموعات الشبابية للإخوان، وفى المقابل استمرت مجموعات أخرى وبعد صمود المتظاهرين في الموقعة بدأت مجموعات نظاميه من شباب الجماعة تتوافد على الميدان بأوامر من مكتب الإرشاد وتشكيل لجان شعبية لتبدأ من هذه اللحظة صفقة جديدة مع رجال مبارك لكنها في هذه المرة كانت الصفقة أكبر.. كانت صفقة بطعم الدم لبيع مصر وخيانة الشعب وثورته.

الآراء الواردة في المقال تعبر عن الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن مصراوي.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان