- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بقلم- محمد منصور:
سنوات طويلة مرت على الحادثة التي وقعت بين الملكة ''فيكتوريا''، ملكة بريطانيا العظمي وإيرلندا، والعالم الفذ ''مايكل فاراداى''، تلك الملكة قررت فى يوم من الأيام أن تدعم العلوم بزيارة العلماء فى معاملهم، وأثناء زيارتها لـ''فاراداى'' في معمله للاطلاع على تجاربه العلمية، لم تستطع ''فيكتوريا'' هضم ولا فهم ما كان يُخطط له العالم الفذ، فقررت إحراجه بسؤاله عن جدوى تلك التجارب، ليجيب فاراداى عليها بقوله ''سيدتي.. وما فائدة الطفل الرضيع''.
وقتها؛ أراد العالم النابغة أن يُعلم قمة الهرم السلطوي فى المملكة المتحدة، درسًا قاسيًا لتدرك أن الأمور فى البدء لا تكون واضحٌ أهدافها، وأن ''الثورات العلمية'' تحتاج إلى كثير من الوقت لإدراكها وفهمها، وبعد 100 عام تقريبًا على رحيل كليهما، عرفت البشرية جدوي تجارب ''فاراداى'' ومدى أهميتها، فـ''المغناطيسية'' وعلاقتها بالشحنات الكهربية؛ والتي كانت قواعدهما والعلاقة بينهما هي الموضوع الرئيسي لتجارب الرجل، وضعت أساسًا لمعظم الاختراعات التي حظت بها البشرية في القرن الماضي؛ من صناعة التليفون وحتي الثورة التكنولوجية المرتبطة بوسائل الاتصال الحديثة من هواتف محمولة ومركبات الفضاء والأقمار الصناعية والحواسب الإليكترونية؛ التي قادت في النهاية إلى الثورة المصرية.
فى 25 يناير 2011، اندلعت الشرارة الأولي للثورة المصرية التي قامت ضد الاستبداد والنظام العسكري –المتخفي فى الزي المدني- والذي استمر طيلة ما يقرب من 60 عامً جاثمًا على صدور المصريين، كالمنتفض من الكابوس؛ هب الشعب المصري باحثًا عن الحرية والعدالة الاجتماعية، وبعد ثلاث سنوات؛ بدأت الأصوات تتعالى متسائلة عن جدوى قيام تلك ''الانتفاضة'' خصوصًا في ظل تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد، الأمر الذي تسبب فى ارتفاع مستويات الجريمة ومعدلات الفقر وانخفاض مؤشرات التنمية.
طرح العديد من أفراد الشعب المصري مجموعة من الاسئلة عن حقيقة الثورة، واتهم البعض الثوار بالعمالة فيما فضل أخرون الانسياق وراء نظريات المؤامرة التي تزعم أن العديد من الدول قادت الحركة الثورية لتخريب مصر، وطرح غيرهم تساؤلات بخصوص ما انجزته الثورة حتي الآن.
لا يوجد تعريف واضح للثورات بشكل عام، إلا أن الاجتهادات قادت إلى كونها وسيلة من وسائل التغيير، سواء للأفضل أو للأسوأ، يتم بواسطتها الخروج عن الوضع الراهن وعزل الحاكم وتعيين أخر من الثوار أو مِن مَن يرونه، والحقيقة أن الثورة المصرية نجحت بالفعل فى تنفيذ الشق الأول من التعريف إلا أن هناك اختلافات حول مدى تمكنها من إدراك الجزء الثاني منه.
هنا يأتي التساؤل هل نجحت الثورة المصرية.. الحقيقة أن الأمر معتمد على تعريف النجاح في الثورات، فإذا كان النجاح يُقصد به قدرة الثورة على تغيير الوعي الجمعي المصري فلا شك أن ما حدث فى يناير نسف العديد من المفاهيم المرتبطة بأزلية النظام الحاكم وعدم قدرة المصريين على الاختيار، وبدون شك نجحت الثورة في كسر رهبة المصريين من سطوة الأنظمة القائمة على الاستبداد، وبالتأكيد نجحت الثورة فى تأصيل الحق فى المطالبة في العيش بكرامة وحرية.. فماذا عن العائد المرتبط بالنجاح؟.
الحركات الثورية تتطلب الكثير من الوقت للحصول على عوائدها، فالشعوب التي رزخت تحت نير الاستغلال والجهل والمرض طيلة عقود لن تتمكن من الحصول على المكاسب الثورية قبل مرور عقود أخري، توازي أو تزيد على عدد سنوات القمع، لن تتحقق المكاسب في الوقت الحالي، فقد اضطر ''فاراداى'' إلي التضحية بسنوات عمره لدراسة أثار المغناطيسية ولم يتمكن من حصد ما غرسه، ما حدث فى مصر طيلة السنوات الماضية، وما سيحدث طيلة السنوات القادمة ستحصده بكل تأكيد الأجيال القادمة، في الوقت الراهن وفي المستقبل القريب، يلعب الشعب المصري دور ''فاراداى'' الفدائي الذي ضحى بحاضره من أجل مستقبل البشرية كلها.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
إعلان