إعلان

منتخبنا.. اللي ''كان'' و ''راح''

الكاتب سامي عبد الراضي

منتخبنا.. اللي ''كان'' و ''راح''

02:19 م الخميس 11 سبتمبر 2014

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - سامي عبد الراضي:

هذه عادتنا ولن نشتريها.. يدخل منتخبنا وندخل معه طوال تاريخه في ''حسبة برما''، ويحرق دمك ودم اللي جنبك دون أدنى مسئولية.

هذه المرة وفي التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا بالمغرب. تحتاج أن تفوز على تونس في تونس - ليس هناك مستحيل ولكن فيه كلام عيب أنه يتقال - وتحتاج أن تفوز على السنغال في القاهرة - ممكن وبشروط - ولابد أن تهزم بتسوانا في بتسوانا، وبتسوانا في القاهرة وهكذا وهكذا لتجمع 12 نقطة. رقميا ممكن، عملياً لن تجد منتخباً أو '' لعيبة ''تشيلك ..وتقول لك: ''هنوديك المغرب''.

-هل الأزمة في شوقي غريب؟ الحسابات والمتابعون يقولون أنه جزء صغير منها، على الأقل في ''الاختيارات والتشكيل''، وخصوصاً في مباراة السنغال التي خسرناها صفر _2 .

- ونموذجاً على الإختيارات ومع احترامنا لإجتهاد لاعب هو علي غزال وأنه كان في السكة الحديد وبعدها راح وادي دجلة، وبعدين اشترى تذكرتين سفر على حسابه وراح البرتغال واحترف هناك. ليس هذا مبرراً أن يكون ''الأخ علي'' مدافعاً في منتخب بلاده - الان على الأقل-. من تابع مباراة الأمس، علي عمل كل حاجة في الكورة، كل حاجة غلط.. ترقيص وأترقص، تجلية وجلى، زحلقة واتزحلق، ضربة جزاء وتسبب فيها والحكم كان جدع و ''حنين'' وكبر دماغه.. طار في الهوا وراح من غير .

- نموذج ثاني: المدافع أوكا، كان هذا ال ''أوكا '' جيدا عندما كان بجوار الصخرة وائل جمعة في 2009 و2010، ومعهم محمود فتح الله، ولكن عندما وجد نفسه مكان الصخرة، ومسئولاً عن دفاع، تاهت منه وصار دفاعنا شوارع زي مصر إسكندرية الصحراوي بالضبط يوم الجمعة الصبح.

- نماذج كمان، المحمدي لاعبنا في هال سيتي، جاد حار متألق هناك، مستهر بارد هنا، حسام غالي الرجل الذي تااااه في السنغال وتاااه بالأمس. وبمناسبة حسام غالي نروح ''نص الملعب'' ..هتلاقي النني، أيضا ليس في ''فورمته''. ومحمد صلاح الذي كان يحتاج إلى طبيب نفسي يجلس معه بعد ''مأزق'' تشيلسي، خاصة وأن صلاح هو الحصان الرابح في منتخبنا. الأخ خالد قمر ..الذي ينفرد من بعد نص الملعب، وتلاقي رجله اليمين خبطت في الشمال أو الشمال خبطت في اللي ورا، أو كله خبط في كله. تستثني من منتخبنا محمد عبد الشافي وحازم إمام وعمرو جمال، وربما شريف إكرامي اللي عمل ضربة جزاء تغاضى عنها الحكم أيضا.

- تسأل نفسك: هل لدينا لاعبون محترفون، الإجابة لأ. فـ''التجربة البرتغالية''، وبمعنى أخر، الدوري البرتغالي الذي يضم من 5 الى 8 لاعبين مصريين بين صفوفه، لم ينجح منهم أحد. التجربة الإنجليزية أيضا لغز كبير.. هذا ''المحمدي'' ناجح هناك في هال ستي، فاشلاً معنا. وهذا صلاح الذي كان ''صاروخا'' حتى وقت قريب، وهبط مستواه ''اضطراريا'' إلى ''توك توك'' مع حبي وإحترامي وتقديري لـ ''صلاح'' الذي يمكنه أن يشيل منتخبنا 10 سنوات كاملة.

- قارن محترفينا بـ''محترفي الأشقاء التوانسة''.. لياقة، شياكة، حلاوة.. المساكني، فخر الدين، صابر خليفة، الشرميطي، بدري، إلى أخر القائمة. لاعبون يعلمون كيفية التحرك، ومتى يضغطون، وكيف يحرزون هدفا ويحققون الفوز في ''الداخل والخارج''.

- تنظر الى منتخبنا وتقول أين أبو تريكة وبركات وجمعة وفتحي وزيدان وحسني وغالي وفتح الله وأحمد حسن والحضري وهاني سعيد وحمص وعمرو زكي. تقولها وتتذكر 2006 و2008 و2010 وبطولات أفريقيا التي جاءت تباعاً بـ''معلمة وحرفنة وتألق''.. تقولها وعيناك تدمع على ''المنتخب اللي كان''.

- مع منتخب بلادك، يمكنك أن تقف ساعة أو اثنين على جانب مقهى في أي شارع تتلصص المتباعة. لأنك لا تملك خمسة جنيهات قيمة ''مشروب ساخن'' يمكنك من كرسي امام فضائية مشفرة.. مع منتخب بلادك تجد نفسك طائراً، محلقاً في السماء، فرحاً بما أتاك من بطولات، وتراك مكنباً على وجهك غاضبا.. صامتا.

- طبيعة الحياة ''التغيير''، ونحن في مصر ''نتعثر'' عند التغيير . لدينا أزمة في ''الصف الثاني''.. ثقافتنا مختلفة.. غريبة.. عجيبة. من الصعب تغيير جلد المنتخب إلا بـ''هفوات'' وسقطات وحرق دم. وعلينا أن ننتظر مزيداً من حرق الدم والهزائم..

- ولكن على ''اللعيبة ''.. المحترفين والمحليين يعلمون أن الكرة، صانعة البهجة.. تاجرة السعادة.. مصدر الابتسامة.

- وعلى مسئولي الجبلاية أن يدركوا ''المر والمرارة'' التي نشعر بها مع كل إخفاق و هزيمة.

- وعلينا أن ندرك نحن معشر المشجعين والمحبين لبلادنا ومنتخبنا وكرتنا الحلوة ..أن مصر زي المنتخب ..والمنتخب زي مصر ..عايز شغل وإخلاص وجهد وعرق ..لنا الله مع مصر ..والمنتخب.. أي والله.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان