لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

إلى الامان: مهرجان الانتخابات البرلمانية

لواء دكتور محسن الفحام

إلى الامان: مهرجان الانتخابات البرلمانية

08:32 ص الأحد 11 أكتوبر 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - لواء دكتور محسن الفحام:

لابد ان اعترف في البداية انها التجربة الأولى التي احضر فيها أي عملية انتخابية ولكن بصفتي متابعا فقط ولست مشاركا أو مرشحا بحكم انتمائي لحزب حماة الوطن.

وللحقيقة فأني لم أكن أتوقع ما رأيته من صراعات ومناوشات واهتمامات شملت جميع مؤسسات وهيئات الدولة وكذلك جميع أفراد الشعب المصري بكافة فئاته وطوائفه وديانته وعقيدته بتلك الانتخابات.

بدأت الحكاية بقصة القوائم وهذا الصراع الرهيب والمنافسة على الانضمام إليها أيا ما كانت.. وكان السبب الحقيقي لهذا ليس لتقديم أفضل الخدمات للأهالي والمناطق التي سوف يمثلها المرشح، بل لآن النفقات التي سوف تصرف على دعايته الانتخابية عند دخوله اي قائمة اقل بكثير من تلك التي سوف يضخها لو كان نزوله الانتخابات فردياً مستقلا، فالهدف اذن هو تقليص المصروفات في المقام الأول و ليس مصلحة من سوف يمثلهم.

بل والأغرب من ذلك انه لا يهم المنطقة التي سوف يتم ترشيحه فيها لدرجة أنني وجدت في إحدى القوائم شخصية لا تعرف حتي موقع بعض المراكز في المحافظة التي سوف يمثلها في البرلمان اذا نجح، ورأيت أحدهم ينسحب من قائمة لينضم إلى أخرى لآن المبالغ التي سوف يتقاضها هنا أكثر من تلك.

ثم جاء المرشحون الفرديون من خلال الأحزاب المختلفة فهذا الحزب يدفع مئات الالاف والآخر يمثل تياراً معيناً يقوم بصرف أدوية لعلاج فيروس (سي) مجاناً والثالث يعد المرشحين بمرتب شهري ثابت لضمان استمرار ولائه لشخص رئيس الحزب، وتتغير الولاءات وتتبدل على حسب شخصية هذا الرئيس... من يدفع أكثر فأنا معه حتى لو قمت بالتوقيع على مليون استمارة لضمان الولاء، ورأيت بنفسي ربع هذه المبالغ تصرف على الدعاية الانتخابية والباقي يودع في الحسابات الخاصة.

و يأتي بعد هذا المستقلين و هنا حدث ولاحرج... اللافتات الخاصة بهذا المرشح تغطي على لافتات الأخر... بل ولا مانع أن يتم تمزيقها ليلاً وأحياناً نهاراً... واللقاءات الانتخابية في بعض المناطق تتم بعد منتصف الليل حيث يسود الهدوء ويحضر سماسرة الانتخابات ولا مانع أيضاً ان تشمل الطلبات على المقاهي بعض المشروبات التي تساعد على التركيز والتخطيط بمزاج... والوعود البراقة التي لو تحقق 10 في المئة منها في كل محافظة أو مركز أو حي لكانت بلدنا جنة الله في أرضه... فهذا يعد بإصلاح الصرف الصحي والثاني بمياه الشرب النقية والثالث بالقضاء على البطالة والرابع بزيادة المعاشات وتحسين منظومة التعليم والعلاج والقضاء على العشوائيات... بل ولقد وصل الأمر إلى وعود المرشحين بزيادة الحدائق والمتنزهات وإنشاء مراكز للشباب... ولا مانع كما قال عبد الحليم حافظ في أغنية المسؤولية عام 1963 '' تماثيل رخام على الترعة وأوبرا في كل قرية عربية''.

لقد شاركت في بعض تلك اللقاءات التي تجمع بين الناخب والمرشح ولم تكن مطالب الناخب من المرشح إلا بالقدر الذي يراه قادراً على تحقيقه أو على الأقل محاولة تحقيقه.

لقد تغيرت ياسادة ثقافة هذا الشعب بشكل كبير... إنه يعلم كل ما يدور حوله، ويعرف من القادر على تحقيق مطالبه ومن يتلاعب به و بطموحاته... لابد أن يعي السادة المرشحون ذلك لآن العتاب والعقاب سيكون مختلفاً هذه المرة خاصةً وأن هناك مادة في الدستور تسمح لأبناء المحافظة أو الدائرة بسحب الثقة من مرشحها لو لم يفي بما وعد بتحقيقه لهم.

إنني على يقين أن هناك العديد، بل الغالبية من المرشحين الشرفاء لديهم الوعي والرغبة والاستعداد لكي يبذلوا جهودهم ولايبخلوا بأي نقطة عرق لتحقيق طموحات وأحلام ناخبيهم... وأن مشاركتهم في المعركة الانتخابية بكل ما فيها من صراعات وخسائر مادية ومعنوية إنما يأتي لتحقيق طموحات أبناء دوائرهم الانتخابية... ولهؤلاء أقول على قدر ثقتي في نواياكم فإنني أطالبكم أن يكون الوفاء والعطاء بقدر الوعود، وألا نبالغ فيما لن نتمكن من تحقيقه فالوطن يحتاج للإخلاص والعطاء لا الوعود والآمال التي يصعب تحقيقها... ولنا حديث متصل في هذا الشأن..

وتحيا مصر.

إعلان

إعلان

إعلان