لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

داليا وحيد تكتب: عزيزتي... نحِّ الشبشب جانباً

داليا وحيد تكتب: عزيزتي... نحِّ الشبشب جانباً

02:08 م الإثنين 12 أكتوبر 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم- داليا وحيد عبد الرحمن:
"الشبشب"... علامة الجودة التي يُخْتَم بها أغلب الأطفال بالأخص عندنا في أم الدنيا، هو السلاح الأساسي للأم، يبدأ ذلك بأن تكون جالساً في أمان الله وفجأة دون سابق إنذار إذا بمعركة ديناصورات تأتيك من حيث لا تحتسب، من فوقك أو من تحتك أو من شقة بجوارك حسب الموقع الذي ابتليت به يسكنه أم -طلعان عينها- وأطفال-هايخلصوا عليها- تنتهي بقذائف من الشباشب في كل مكان إلى أن تصيب الهدف "الصحيح"...

يبدو المشهد كوميدياً من الخارج لكن تتابعاً له هناك العديد من الأمثلة الأكثر عنفاً، كلها تنتهي ويعم السلام ولكن تُرى هل عّم سلام داخلي في نفس أياً من الأهل أو الأطفال..!
بالطبع جميعنا يذكر العديد من المواقف التي مر بها ظناً من الأهل أن هذه الطريقة الأصلح للتربية، لكنها أثرت بشكل سلبي سواء نفسياً أو معنويا وفي بعض الأحيان جسدياً، وامتدت آثارها النفسية إلى هذه اللحظة ربما يستعجب البعض حين يكتشف موقفاً آلمه في صغره يمر الآن على ذهنه وربما يُشعره بعدم الراحه أو الاختناق ولا يعلم سبب ذلك فقد مر عُمر من العمر...
على جانب آخر كم منا عنّفه أحد والديه بشدة ثم انعزل وانخرط في بكاء عنيف لا يجف أثره..!

في الحقيقة لا شيء من ذاكرة الطفل يمحى كل ما يمر به هو لبنة في بناءه، وسبب في جوهره، وعامل في تكوين شخصيته، لذا.. ألا نتمنى لأبناءنا حالٍ أفضل منا بكثير حتى وإن كنّا حظينا بطفولة ناعمة، شابها القليل من القلق..!

أعزائي المقبلين على الزواج، الذين سيُرزقون قريباً بمولود، من لديهم أطفال حديثين الولادة أو في عمر الزهور،
لا أظن أن منا من يريد لأطفاله أن يتأثروا سلبياً بأخطائنا ولا الحياة تتحمل أن نجلب لأنفسنا المزيد من -وجع القلب- إذاً هي مشكلة وتحتاج لبعض المجهود حتى ينشأ أبناءنا في مناخ أفضل منا...
نحتاج فقط إلى قلم وورقة ندوِّن فيها كل ممارسة من الأهل -صغيرة أو كبيرة- أثرها سيء على نفوسنا، كل ما آلمنا، أخجلنا، أبكينا، مشاعرنا السلبية في فترة طفولتنا منذ لحظة ادراكنا، وكل شيء لا نتمنى أن يمر به أبنائنا، أي مشاعر معينة في الطفولة لا ندرك سببها إلى الآن ولكننا نتذكرها، وكلما تذكرنا شيئاً نعود سريعاً لكتابته حتى وان أصبحت الورقة مئة ورقة واصبحنا كل يوم نضيف شيئاً جديداً...

بعد أن ننتهي سيصبح لدينا مادة يمكن أن نسميها بتشبيه مكروه لدينا، مثلاً "لن أقتل أطفالي وهُم أحياء"، نعيد قرآئتها كأننا نقرأ أنفسنا، ونبدأ تجنب ذلك مع أبنائنا، كيف..؟  قد نحتاج القرآة في كتب خاصة بالتربية، لدينا من التكنولوجيا كل شيء يسعفنا، يمكننا البحث على الانترنت، نحاول أن نستبدل كل النقاط التي أزعجتنا بطرق أخرى بنَّاءة نربيهم بها، نبحث عن أساليب اقناع مختلفة، يمكننا زيارة طبيب نفسي اذا لزم الأمر -وليس عيباً- أو زيارة أخصائي أطفال للاستفهام عن بعض النقاط الخاصة بنا ونخشى على أطفالنا أن يمروا بها..

اذا كان الأمر يتطلب دراسة جدوى لعمل مشروع وان كان صغيراً ألا يستدعي بناء أجيال من فلذات أكبادنا أن نجتهد لدراستهم قليلاً..!
عزيزتي الأم... نحِّ الشبشب جانباً واتخذي محله كتابا، نعم.. كتابا يدلك كيف تكسبين طاعتهم دون الحاجة لتعنيفهم.

للتواصل مع كاتب المقال: Facebook.com/dalya.abdelrahman

إعلان

إعلان

إعلان