- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بقلم – مؤمن الشناوي:
حضرت البارحة أحد حفلات الأوركسترا بمسرح السيد درويش بالإسكندرية وكانت عن مسرحية "الجندي" الفرنسية؛ وهي من أشهر أعمال سترافينسكي المجددة والتي تعرض ولأول مرة – في الدنيا – باللغة العربية وهي تسرد قصة الجندي "جوزيف" الذي قد غادر مدينته مترجلاً فتوقف للاستراحة وأخرج من حقيبته آلة الفيولينة وأخذ يعزف عليها ألحان الحياة بربيعها وجمالها، حتي ظهر له الشيطان متهيأً له في شخص كهل أعرج فاستوقف عزفه وعرض عليه مقايضة تلك الآلة ذات الألحان الرقيقة بكتاب أسود سحري يضمن له الثراء.
أخذ جوزيف الكتاب وتصفحه لترتسم علي وجهة علامات الانبهار والفرحة فوافق علي عجلة، ليصحبه "الشيطان" إلي منزله لثلاث ليالٍ ليعلمه فيها أسرار استخدام هذا الكتاب.
وعند عودة جوزيف لبلدته يلاحظ فرار أهلها منه ونظراتهم الغريبة إليه ليتفاجأ بأن المدة التي ابتعد فيها عنهم هي ثلاثة أعوام وليس ثلاث ليال.
تركهم وافترش الأرض وشرع بالبكاء حسرة علي حاله ؛ فما قيمة الثراء دون حياة؟ ، ما قيمة المال دون صحبة ورفيق وحبيب ؟ ، ما قيمة الغني والوحدة ترافقني في كل خطواتي ؟؟... ثم أخذ يردد : عايش ميت وسط الأحياء .... عايش ميت وسط الأحياء، إلي أن قطع بكاءه صوت منادٍ : يا أهل البلدة لقد مرضت ابنة الملك ومن يستطيع شفائها سيحظى بالزواج منها .
وهنا يظهر له الشيطان مرة أخري في صورة بائع ويعرض عليه مقايضة كل ثروته التي جناها من وراء الكتاب السحري بآلة الفيولينة والذي أقنعه بأن شفاء الأميرة لن يكون سوي بسماعها لبعض ألحان تلك الآلة، التقطها جوزيف محاولاً العزف عليها لكنه لم يستطع ذلك !!! فتركها واتجه صوب قصر الملك ليصادف الأخير مرة أخري ولكنه متهيئ علي شكل عازف ،فيقرر المقايضة ويعقد الصفقة معه متنازلاً عن كل ثروته غير المباركة مقابل الحياة ويحظى بها أخيراً ويعزف للأميرة فتشفي من مرضها ويتزوجها ويعيش حياته علي أكمل وجه.
كان حقاً أداءً متميز فريد من نوعه وخاصة دور الراوي فيها والذي قام به د.محمد عبد المعطي بأدائه الصوتي المتميز وكذلك الموسيقيين والممثلين.
استوقفتني الجملة التي خرجت من فاه الجندي حيث قال : أعيش ميتاً وسط الأحياء !! فالحكمة من العرض تكمن في لحاق الكثير منا وراء تكوين ثرواتهم واكتناز الأموال علي حساب الاستمتاع بحياتهم ، معتقدين أن جمع المال هو متعة في حد ذاتها تغنيهم عن باقي المتع ، فمثلاً في أمريكا نلاحظ أن معظم شعبها يقومون بالعمل طوال سنين عمرهم حتي التفرغ – المعاش – ويبدأ بعد ذلك بالاستمتاع بحياتهم عند بلوغ الستين أو أكثر سواء بالسفر حول العالم أو الاسترخاء في المنتجعات العلاجية !!!، وقد تقابلت هنا كذلك مع الكثير من الناس الذين ليس لهم حياة سوي جمع المال دون أن يلاحظوا أن ذلك يسرق من عمرهم الكثير، قد يكونوا علي حق من وجهة نظرهم إلا أنني أتفق مع كاتب العرض في وجوب الموازنة بين العمل الجاد وكسب الرزق و الاستمتاع بالحياة.
احسبها صح فالاستمتاع بالحياة سيجلب لك الأميرة الغنية البيضاء ذات الأعين الزرقاء والشعر المخملي الطويل الذي تحسده عليها نصف إناث الأرض اللي هتتجوزها بلوشي من غير ما تكلفك مليم أحمر زي أخينا جوزيف....
وربنا يسهلنا ويسهلكم الحال جميعاً.
إعلان