لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وائل منتصر يكتب: آخر الكلام.. أنا نازل أتقتل

وائل منتصر

وائل منتصر يكتب: آخر الكلام.. أنا نازل أتقتل

11:31 ص الأربعاء 11 فبراير 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – وائل منتصر:
الحادث الذي وقع في محيط ملعب الدفاع الجوي علي خلفية مباراة الزمالك وإنبي لن يكون الأخير، بل في اعتقادي الشخصي إنها بداية لمرحلة أكثر دموية يرعاها الإعلام الهابط ورئيس نادٍ واتحاد كرة لم تعد المسميات توفيه حقه وتعبر عن مدي الفشل، ويكفي أن الكرة المصرية من إخفاق إلي إخفاق ومازال هذا الاتحاد باق كما هو، وهذا جزء من المنظومة التي انعدمت فيها المسئولية.

في بلد تغيب عنها العدالة ويختفي الحق وراء ستار الأذهان الخاوية التي تبحث دوماً عن ملذات الدنيا والتبريرات الخائبة حتي ولو كان الثمن جثثاً وأرواحاً بريئة، كان ذنبها الوحيد أنها تشجع فريق كرة، في هذا البلد لن تجد إلا رائحة الدماء التي أصبحت مثل أي أكلة شعبية يتغذى عليها شعب بأكمله.

في مصر لا يعرف مسؤول أو لم يتعلم أو قل ما شئت، كيف يحترم نفسه والآخرين حينما تقع كارثة ويتقدم باستقالته على الأقل للابتعاد عن القيل والقال وسيل الاتهامات التي ستوجه له، فأي مسؤول في مصر يعرف تماماً أن هذا البلد حبا الله تعالى شعبها بنعمة فقدان الذاكرة بعد يومين او ثلاثة على الأكثر!

كيف يكون مشجع الكرة بلطجي؟ وكيف يصنف على إنه فئة غير مرغوب فيها من جانب ناديه؟ هذه معادلة غريبة ولم أشاهدها في أي مكان؛ أن مشجعاً محباً لناديه يتحول بقدرة قادر إلى عنصر يتسبب في الإضرار بناديه فيكون جزاؤه القتل!

للأسف لم أكن يوماً من أنصار خلط السياسة بكرة القدم، لكن أن يخرج علينا بعض المحسوبين علي الإعلام والرياضة ويوجهون سهام اتهاماتهم لجمهور الكرة بأنه ينتمي لتيارات سياسية لذا يجب منعهم، فهذه وبكل صراحة مصيبة وأمر لا ينم إلا عن عدم وعي وجهل وحب الخوض في النوايا التي لا يعلمها إلا الله، ولكن لا تستغرب عزيزي القارئ فكما قلت لك هي فترة اللاوجود.

لم يعد للحق مكان في بلد تنام وتستيقظ يومياً على مشاهد القتل والدماء، فجنود سيناء يقتلون جهارا نهاراً، وجماهير الكرة أيضاً تقتل في عز الظهر وعلى مرأى ومسمع من الجميع، وفي نهاية اليوم تتحول المنازل إلى مراسم عزاء وصراخ وعويل على من قتلوا، وهيهات أن ترى أي مسئول يحاسب عن إراقة تلك الدماء سواء هنا أو هناك.

ما نراه يومياً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وفي القنوات الخاصة من تبلد للإحساس وانعدام للإنسانية لا يمكن وصفه وشرحه وتفسيره إلا إنها معادلات كيميائية وفيزيائية وجيولوجية وكل المسميات المعقدة، ومن هنا تأتي صعوبة استيعاب كل هذا الكم من الانحدار الخلقي والعقلي والإنساني الذي نعيشه في وقتنا الحالي.

ما يحدث هذه الأيام أن الكل يرفع الأيدي بالدعاء لرفع الظلم، ولكن الكل ظالم مستبد كل في دائرته .. فلا يستجاب دعاء.. وتغرق الدنيا في المظالم أكثر وأكثر..

منذ يومين كنت أشاهد الفيلم العربي "الأستاذة فاطمة" الذي أنتجته السينما المصرية عام 1952، في أحد المشاهد أراد الفنان الراحل عبدالفتاح القصري أن يدخل إلى قاعة المحكمة وقت النظر في قضية سجن الفنان الراحل كمال الشناوي ولكن قام الشاويش المكلف بالحراسة بمنعه من الدخول لمجرد أنه لا يرتدي الطربوش على رأسه، وقتها عرفت كيف نعيش بالفعل في أكثر فترات التاريخ انعداماً للاحترام والأخلاق بما أن التباهي بالتعري والرقص في الساحات والميادين هي السمة العادية الآن في مجتمعنا.

هناك من يتهمنا بأننا دائماً نوجه النقد دون أن نذكر حلول للأزمة، لكن إذا كنت تري عزيزي القارئ أي حل فأرجو منك أن توفرها لنفسك، فقد عشنا عمرنا جميعاً نري الحلول والإجابات في مجتمع أصيب بالصمم والعمي وكأننا الوحيدون الذين نري ونفكر، فلا ترهق عقلك بالتفكير وانسى أن يسمعك أحد.

الآراء الواردة في المقال تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعبر بالضرورة عن موقع مصراوي.

للتواصل مع الكاتب عبر حسابه على فيسبوك:
https://www.facebook.com/wmontasser

إعلان

إعلان

إعلان