إعلان

صبري سراج يكتب: عن ضرب ''داعش'' وما يتبع...

صبري سراج يكتب: عن ضرب ''داعش'' وما يتبع...

04:43 م الإثنين 16 فبراير 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - صبري سراج:

النهاردة صحينا الصبح على خبر هللنا له جميعًا، أول طلعة جوية مصرية لضرب أهداف لـ ''داعش'' في ليبيا ردًا على ذبح 21 مصريًا في مقطع مصور تم بثه أمس.. تهليلنا جاء لفرحتنا بأنه أخيرًا أصبح لنا كرامة ولدمنا ''الرخيص'' ثمنًا لدى النظام الحاكم... تهليلنا أيضًا صاحبه الدعاء لجنودنا الباسلين بالتوفيق والسداد والنصر بإذن الله... الحقيقة أنها كانت بداية رائعة ومبهجة لليوم بعد أن نام من استطاع منّا النوم في غم ونكد شديدين.

ردود فعل عالمية واسعة انطلقت فور الإعلان عن الغارة الجوية المصرية، وجاءت الإشادة العربية ومن بينها قطر - سبحان الله - في طليعة ردود الفعل، وأكدت الكويت والإمارات دعمها الكامل لمصر، ودعت ''فتح'' إلى وقفة تضامنية مع مصر، فيما اتفق الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الفرنسي فرانسوا أولاند على الدعوة إلى جلسة لمجلس الأمن الدولي - وحُط تحت الجملة الأخيرة دي خط - كما دعت مصر التحالف الذي يحارب ''داعش'' في العراق والشام إلى مواجهة المتشددين في ليبيا - وحط تحت الدعوة دي خطين تلاتة.

شاءت مصر أم أبت فقد اتسعت دائرة المواجهة مع ''داعش'' ودخلنا إلى المستوى الأعلى من المواجهة فهل نحن مستعدون؟... دعونا من الأحكام المسبّقة وتعالوا نتابع سويًا ما حدث في الساعات التالية للضربة المصرية.

ردود الفعل الليبية الرسمية أكدت التعاون والتنسيق مع مصر، فـ عبد الله الثني، رئيس الحكومة الموقتة (المعترف بها دوليًا) قال إن ''ليبيا ومصر معًا ضد الإرهاب'' معلنًا الحداد الرسمي ثلاثة أيام، في حين قال رئيس أركان الجيش الليبي اللواء عبد الرازق الناظوري إن التنسيق مع القوات المسلحة المصرية مستمر لشن غارات جوية على معاقل تنظيم ''داعش'' في شرق ووسط ليبيا حتى يحقق أهدافه.

قائد عملية الكرامة اللواء خليفة حفتر أعلن هو الآخر تأييده لرد فعل مصر على ذبح 21 من رعاياها في ليبيا على أيدي تنظيم ''داعش''، ''ولو كان هذا الرد عسكريًا''، مؤكدًا استعداده للتعاون مع الجيش المصري في ضرب ''داعش'' والقضاء على الإرهابيين.

في الناحية التانية بقى كان فيه ردود فعل مضادة طبعًا، أولاً إعلان داعش بإنه هيرد في سيناء - وده يؤكد إن الضربة الجوية حققت نتائج وجعت التنظيم - والثانية هي إطلاق فجر ليبيا سراح 114 مصريًا كانوا محتجزين في مصراتة - وده معناه إنهم بـ يدوروا على سكّة للتفاهم مع مصر.

طيب.. إيه هي حقيقة الوضع في ليبيا؟... هل القوى الليبرالية أو المدنية عمومًا لها تواجد حقيقي؟... هل ''داعش'' وحلفاءه هم المسيطرين؟... الحقيقة أن الوضع في ليبيا متشابك ومعقد إلى حد بعيد... القوى المدنية ليس لها تأثير يذكر وهي ضعيفة بشكل يثير الشفقة... أما ''داعش'' والجماعات المتشددة عمومًا فهم ليسوا بالقوة التي تتخيلها في ليبيا... مممم طيب بالنسبة لحفتر والجيش؟... حفتر والجيش هم كمان ليسوا بالقوة الكافية لمواجهة الإسلاميين... الأقوياء حقًا في ليبيا هم القبائل... القبائل وحدها في ليبيا هي من تستطيع ترجيح كفّة على الأخرى... لكن لازم تبقى عارف إن القبائل لحد دلوقتي ''مش مع حد''.

مممم... هل ندك معاقل ومخابئ المتشددين كلها؟... طيب هل تعرفها كلها - كلها بمعنى كلها - قطعًا لا... يبقى إيه الحل؟.

في اعتقادي الشخصي - اللي جايز جدًا يكون غلط - نحن بحاجة لشيئين: أولهما التنسيق مع القبائل الليبية واستمالتها لتسهيل التحرك على الأرض... وثانيهما تكوين قوات دولية برّية (زي اللي حصل أيام الكويت كده) لضرب موقع المتشددين على الأرض، وعشان كده قلت لسعادتك حُط خط تحت دعوة السيسي وأولاند لعقد جلسة لمجلس الأمن، وخطين تلاتة تحت دعوة مصر للتحالف اللي بـ يضرب ''داعش'' في الشام لمواجهة الإرهاب في ليبيا.

ملحوظة: المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط ولا يعبر بالضرورة عن سياسة الموقع

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان