- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بقلم - أشرف أبو الخير:
لماذا المحبة؟؟
يقول.. هو الحب.. سر النجاة
تعشق تـفُز.. وتفنى بذات حبيبك
هكذا قال شاعر مصر الأعظم.. (صلاح عبد الصبور) على لسان بطله في مسرحيته الأشهر (مأساة الحلاج).
و''تَعَشَق'' كما أفهمها، هي فعل أمر يأمرنا بادعاء العشق، يأمرنا هنا أن نُمثل أننا نعشق، ندعي ذلك.. استجداءً واستجلابً وشوقًا.. فنربح أولاً.. وفي مرحلة تالية، نفنى بذات الحبيب!!
وطبقاً لسياق النص المسرحي فإن (عبد الصبور) رأى في العلاقة بين العبد وربه أن التَعَشُق، أول خطوات العشق، والذوبان الحقيقي، والتماهي مع المحبوب.. فيصبح مع الوقت العاشق والمعشوق، كتلة نورانية واحدة.. تسير في الحياة، غير عابئة بالآخر ولا بالضغوط التي يمثلها.
والعشق حالة متكررة في تاريخ البشرية، كم عشق الرجالُ نساءً، كم عشقت النساءُ رجالاً؟.
كم عشق من البشر.. رب البشر، تحت ألوية دينية مختلفة.
كم عشق من البشر.. العلم، الفن، الحيوانات، الطعام، الزهور، الطبيعة، بدر السماء، ونار الأرض.
ونتيجةً لأشكال العشق المختلفة يُولَد العلماء والمفكرون والكهنة ومروضو الحيوانات.. الفلاسفة والفنانون والمتصوفون والزناة واللصوص!!.. نتيجة لأشكال العشق المختلفة تولدت.. وستستمر الحياة.
يؤمن الكثير من البشر بأن المحبة مفتاح لنا كي نتواصل.. نتلاقى.. نرتقي.. نتفاهم.
المحبة هي أصل كل شئ.. وهي - في رأيي - الثروة الوحيدة التي يأخذها الإنسان معه إلى القبر.. كلما كنت (مُحبًا / محبوبًا).. كلما دعى لك الناس بالخير، حيًا كنت.. أو فارقت الحياة.. هكذا تربح.. هكذا أعتقد، وهكذا أدعوك معي لأن نمشي سويًا بشكل دوري، من هنا عبر بوابة '' مصراوي'' ، من باب المحبة.
هذه السلسلة، تهتم بالحب.. سنحكي عن حب الناس للآخر، حب الناس لأنفسهم، سنرتحل مع دراويش العالم الذائبين عشقًا في الله لنسمع منهم وعنهم.. سنحكي في حب الحيوانات والنباتات والشجر.. نتلمس الصفاء الذي نستشعره جميعًا حين نكون في حالة الحب تجاه أي شئ وأي شخص.. فانطلاقًا من هذه النقطة، تخرج طاقة الحب داخلنا لتغطي الكون من حولنا، فيتسع تدريجيًا، ويتجمل.. ويبقى.
في كل مرة من مرات لقاؤنا سنجلس سويًا في معية محب من المحبين، عاشقًا من العشاق، نسمع منه لماذا اتخذ من الحب سبيلاً؟؟ .. وإلى أين أخذه هذا السبيل.
بطلنا قد يكون مجنون ليلى، قيس.. وقد يكون جارك الأستاذ أحمد صلاح مؤذن المسجد القريب والذي لا طعم لأذان الفجر إلا عبر صوته.. قد يكون شمس التبريزي درويش الدراويش، وقد نستضيف تلك السيدة المدهشة التي أحبت العلم والعطاء حتى وهي تفتقد لثلاثة من حواسها الرئيسية ''هيلين كيلر''.
واليوم نبدأ من عند هذا الرجل ''محمد فرج'' الذي لا يكف عن إزعاجنا بصوته النحاسي الجهوري منذ كنت طفلاً.. حاملاً طبقًا بلاستيكيًا كبيرًا، هائمًا على وجهه في الطرقات، هاتفًا.. ''البحري يا سمك''.
بائع سمك جوال قد تقابل منه العشرات في كل شوارع الجمهورية، لكنك قلما ستواجه مثل ''محمد فرج'' العجوز الذي يحمل بين يديه الكثير من ''الفرج'' لقطط منطقتنا الجوالة.. يبيع ''فرج'' السمك للناس.. سائرًا على قدميه، مُفاصلاً الجميع في الأسعار.. وطبقاً لخطة حياته الرائعة.. يُقدم ''فرج'' للجميع خدمة التنظيف المجانية عن طيب خاطر.. فتتلهف عليه ربات البيوت، فهو يريحهن من عناء التنظيف.. وبعد جولة تطول أو تقصر حسب رزقه.. يتخلص من العبء الذي يحمله فوق رأسه، ويستبدله بكيس بلاستيكي متوسط الحجم، يضع فيه بقايا أسماكه.. وفي ركن محدد من الشارع يجلس الرجل، مستبدلا نداؤه الشهير.. البحري يا سمك.. بنداء آخر هو.. سمك.
تتجمع حوله عشرات القطط في دائرة واسعة، في تكوين عجيب طالما أدهشني.. يُلقي عن يمينه بعض بقايا السمك فتتجمع بعض القطط عليه لتأكله.. بلا عراك ولا ضجيج أو طمع.
لحظات ويلقي بقطعة أخرى لمجموعة أخرى.. فتصطف القطط لتأكل بهدوء.. وإذا حاولت واحدة من المجموعة الأولى الاقتراب، زجرها الرجل بصوت جهوري.. ''بلاش طمع.. انتي خدتي قبل كده''.. فتخضع لصوته وأوامره.. وتبتعد عن طاولة الطعام وعن خطيئة الطمع.
كيف يفعلها الرجل؟.. لا أعلم.. لكنه عرف كيف يصطاد من داخله طاقة حب دفينة.. أخرجها بودٍ وصفاء ليتحول ببطء وثبات إلى سبب رئيسي في تفريج كرب الجوع عن آلاف القطط الضالة بالشوارع.
''محمد فرج'' ليس قائدًا حربيًا مرموقًا.. وبكل تأكيد لن ينجب أحد مُمثلي الدول بمجلس الأمن.. لكنه ترك في نفسي أثرًا غائرًا.. جعلني أفكر أن الجيوش، ومجلس الأمن لو امتلكوا مثل طاقة ''محمد فرج'' لتغير وجه الكوكب للأنقى.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
إعلان