لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

من باب المحبة - لنتزجزج

أشرف أبو الخير

من باب المحبة - لنتزجزج

11:01 م الأحد 01 مارس 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - أشرف أبو الخير :

'' إن السعي وراء الحب يغيّرنا. فما من أحد يسعى وراء الحب إلا وينضج أثناء رحلته. فما إن تبدأ رحلة البحث عن الحب، حتى تبدأ تتغير من الداخل ومن الخارج * ''

مع تسارع وتيرة حياتنا والضغط الذي نعانيه جميعًا لا يلقِ معظمنا بالاً للاعتناء بوعيه وصقل جوانب روحه إلا في اقل القليل، عبر السفر، عبر الحب، عبر الاستمتاع بالموسيقى والأشعار، عبر العمل على الذات، مُصغياً للآخر، مهتماً بالكائنات من حوله، مستمتعاً بحياته، ولهذا - في رأيي - سبيل واحد هو سبيل الحب... والحب كالعلم لا يمكنك البدء في التعرف إليه منفردًا، بل يجب أن تجد أحدهم ممسكًا بيديك، مُنيرًا لك الطريق، ورأيي إنك حين تجد مثل هذا (المرشد - الدليل - المعلم).. عليك أن تسلم له نفسك تماماً، لينفتح قلبك على طريق المحبة.

في شهر رمضان الماضي، ولأسباب تتعلق بميولي المزاجية، وضعت على رأس قائمة أولوياتي مشاهدة برنامج تلفزيوني اسمه ''قواعد العشق للمُحبين'' قدمه الشيخ الجليل ''محمد عوض المنقوش''، وغنى فيه المطرب ''المُهيب'' زجزاج، مجموعة من أروع أشعار التصوف والعشق الإلهي، ونجح فريق عمل البرنامج في لفت انتباهي باختيارهم مجموعة متميزة من أشعار ''الشيخ علي وفا الشاذلي'' و''ابن الفارض'' و''السهروردي'' وغيرهم.

ونبدأ حكاياتنا حول هذا البرنامج، بحكاية بسيطة عن مهيب الصوت، زجزاج.

أخذني صوت ''زجزاج'' إلى عالم رحب لم أكن أعلم عنه الكثير وقتها، وأعتقد أن له من الاسم الذي اختاره نصيبًا كبيرًا، كالزجزاج انتقل بنا من مرحلة إلى أخرى، أسمعنا أشعارًا غاية في البلاغة والرقي، مغلفة بموسيقى تكاد لا تشعر بوجودها، واضعًا كلمات الشيوخ والشعراء في دور البطولة، وحين تتواصل فقط مع الكلمات، تنضم تدريجيًا وبثبات إلى زُمرة المحبين، وتتأكد أن حب الله ليس حكرًا على أصحاب ديانة ما، ولا فئة معينة من البشر، وتتدفق إلى داخلك طاقة حب جبارة، سببها الرئيسي في رأيي أداء زجزاج لهذه الكلمات.

غاية في السهولة واليسر، أن آتي إليك بمعلومات تاريخية مليئة بالأرقام والتواريخ حول قصة حياة هذا المطرب المولود بحي الحسين بالقاهرة، والذي حصل على جائزة أفضل مطرب ''أندرجراوند'' بمصر عام 2014 ... كما أنه من اليسير أن أحدثك عن خامة الصوت، وقدرته على الإلقاء، وأداؤه الغنائي، وأن أبحث كذلك عن رقم هاتفه وأسأله عن نشأته الفنية وسبب اختياره لإسم زجزاج... الخ.

لكنني حقًا لا أهتم.. أنا فقط من عشاق هذا الصوت، ذلك الأداء، تلك المشاعر الصادقة الآتية من حنجرة الرجل، كما أن هذه المقالات ليست مخصصة للنقد الفني، إنما هي عن المحبة.. والمحبة فقط.

ما يعنيني حقًا هو أنني سمعت من هذا الشاب مجموعة رائعة من الأغنيات، بصوت منمق، وكلمات رصينة تذوب عشقًا في الله، كان يصدقها بشده، فوصلت إلى قلبي مباشرةً.. كما أتمنى أن تصل إلى قلوبكم حين تبحثون عنها عبر الانترنت، وأعتقد أن صوت زجزاج قد مهد لي ولغيري طريقاً حريريًا لمقابلة مجموعة مختارة بعناية من المُحبين.

شكلاً، قد يحكم الانطباعيون على زجزاج بالخفة والسطحية، فشعره المجعد الطويل، وملابسه العصرية، لا يوحيان إطلاقاً بهذا القدر من الطاقة النورانية الصافية، فأرجو ألا تحكم بالشكل فقط وأن تترك نفسك ولو لدقائق للاستمتاع .... وأنا اليوم إذ أحدثكم عن زجزاج واغانيه، أُمهد لحديث قد يطول حول فاتحوا أبواب المحبة، وليس أفضل من الفن الأكثر انتشاراً (الغناء) وسيلةً لفتح تلك الأبواب.

أدعوك كذلك لأن (تتزجزج) وتنتقل من عالم الواقع صعب التفاصيل، لتجلس بركنك الخاص مع كلمات قلما ستسمعها مغناة، تحتفي بالله ورسوله، مع ملاحظة أن معظم ما ستجدونه من أغنيات لزجزاج على الانترنت ستكون مصحوبة بكلمات القصائد مكتوبة، فاقرأ واستمع، واستمتع، و ضع قدمًا لك على عتبات المحبة.

عميق مودتي.

* من رواية '' قواعد العشق الأربعون'' للكاتبة التركية إليف شفاق .. صفحة 129 .

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

إعلان

إعلان

إعلان