لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صبري سراج يكتب: حرب اليمن (2)

صبري سراج يكتب: حرب اليمن (2)

11:04 ص الأحد 29 مارس 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - صبري سراج:

"الحوثيون" جماعة سميت نسبة إلى مؤسسها حسين الحوثي الذي قتل على يد القوات اليمنية عام 2004، بعد 12 سنة من تأسيس الحركة، وانشئت الحركة نتيجة ما يشعرون به من تهميش وتمييز ضدهم من الحكومة اليمنية.

قياديو الحركة وأعضاؤها ينتمون إلى المذهب الزيدي من الإسلام، والصراع بين الحوثيين وعلي عبد الله صالح وأركان نظامه لم يكن صراع قبائل مختلفة فهي ليست تحدياً طائفياً للحكومة اليمنية، لكنه صراع يأخذ صبغة عدم الرضا المحلي عن سياسات النظام الداخلية والخارجية، واللي زاد الشعور ده هو الاستهداف المتعمد للمذهب الزيدي ورموزه وتاريخه في اليمن.

الحوثيون بدأوا الاصطدام بعلي عبد الله صالح من 2004 وتأجج الصراع ده في 2009 ، لما الحوثيين اشتبكوا مع قوات سعودية فيما عرف بنزاع "صعدة"، القتال انتقل من صعدة لمناطق أخرى في محافظات عمران والجوف وصنعاء. وفشلت حكومة علي عبد الله صالح في قمعهم عسكريًا لأسباب عديدة منها أسلوب إدارة الصراع نفسه وطبيعة النظم الديكتاتورية عمومًا، واللي بتفضل دايمًا الحل الأمني ولا تعالج الأسباب الرئيسة اللي أدت لظهور الظاهرة دي.

الحكومة اليمنية اتهمت الحوثيين بتلقي الدعم من إيران، طبعًا الحوثيين بينفوا ارتباطهم بإيران وبيقولوا  إن الاتهامات دي محاولة للتغطية على الدور السعودي في اليمن، وطبعًا رفض إيران للعملية العسكرية المشتركة حاليًا في اليمن هو دليل واضح على ارتباط الحوثيين بإيران.

الصراع في السنتين الأخيرتين بين الحوثيين والنظام اليمني أخذ شكل أكبر كثيرًا خصوصًا بعد ما شارك الحوثيين في الاحتجاجات اللي أطاحت علي عبد الله صالح من الرئاسة، ومات آلاف الجنود والمدنيين في الصراع ده، اللي حصل فيه تحول استراتيجي بتحالف علي عبد الله صالح مع الحوثيين في وجه نظام عبد ربه منصور هادي أو على الأقل تعاونوا بشكل ما ضد عدوهم المشترك.

العملية العسكرية "عاصفة الحزم" تهدف كما أعلن إلى دعم الشرعية التي يمثلها نظام عبد ربه منصور هادي في اليمن، وهي نقطة الشبه بين حرب اليمن الأولى والثانية، وفي كلتا الحربين كان الهدف تمكين أحد طرفي الصراع على السلطة.

الحوثيين استطاعوا السيطرة على أجزاء كبيرة من اليمن ووصل الأمر لإعلان الرئيس هادي استقالته - تراجع فيها بعد ذلك -  ومطاردته حتى مسقط رأسه عدن، بل وصل الأمر إلى تهريب الرئيس اليمني كي يتمكن من المشاركة في القمة العربية السادسة والعشرين في شرم الشيخ، بعد أيام قليلة من بدء العملية العسكرية.

اشتراك الدول العربية في ضرب الحوثيين له بعد واضح يظهر في التفاف الأنظمة العربية الحالية على دحر الجماعات الدينية، التي تهدف لزعزعة تلك الأنظمة، لا يهم هنا إن كانت الجماعات سنية أو شيعية، لكن الأمر هنا هو صراع بين أنظمة تحكم وأخرى ترتدي عباءة الدين وتسعى لإسقاطها، فضلاً عن عدم تمكين إيران من زيادة نفوذها في الوطن العربي.

هل ده كل الموضوع؟.. لا... لسه شوية.

المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط ولا يعبر بالضرورة عن سياسة مصراوي

للتواصل مع الكاتب اضغط هنا https://www.facebook.com/sabrysirag.22

إعلان

إعلان

إعلان