لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ليست لوغاريتمات ..الحل السريع الناجز في البحث العلمي

ليست لوغاريتمات ..الحل السريع الناجز في البحث العلمي

03:33 م الإثنين 30 مارس 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - حامد المحلاوي:

جربنا البحث العلمي مرات كثيرة، ولم يخب ظننا أبدا في علمائنا.. لكن من أسف أننا ما زلنا نتعامل معه كترف زائد يمكن الاستغناء عنه، يحدث هذا مع أننا نعلم جيدا أنه لا حلول لأي من مشاكلنا إلا باللجوء إلى البحث العلمي!.

أرى أن هذا الارتباك جاء نتيجة الخلط بين قضية التعليم كقضية جوهرية لأي إصلاح منشود وبين البحث العلمي كموضوع شديد الصلة بالتعليم، إصلاح التعليم أو بالأحرى تغييره بشكل جذري يحتاج إلى إمكانات ضخمة وأيضا إلى مدة طويلة كي نرى تغيرا حقيقيا على أرض الواقع . البحث العلمي إذا فصلناه عن التعليم  ( إداريا ) يمكن أن يؤتي ثماره بشكل سريع لماذا؟، لأن البنية الأساسية متوفرة بالفعل من مراكز بحثية منتشرة في الجمهورية و مجهزة جيدا ويعمل بها عدد هائل من العلماء والباحثين على أعلى مستوى ..هؤلاء  يمكنهم مباشرة أبحاثهم بشكل فوري إذا ما وجدوا الدعم المادي الكافي وتشجيع جاد من الدولة.

الذي يحدث أننا نرتكب جريمة عظمي في حق الوطن  – ولا زلنا من أسف -  بإهمال هذه المراكز البحثية من تقليل (غبي) لميزانية البحث العلمي ذاته، وأيضا من تدني فاضح لمرتبات العلماء والباحثين مما جعلهم ينشغلون بمتطلباتهم الحياتية اليومية وحاجات أسرهم أكثر من عملهم  . معلوم أن الباحث يحتاج إلى ذهن صافي وتركيز كبير لأن طبيعة عمله تختلف عن غيرها في أمور كثيرة.

لي صديق يعمل أستاذا لمادة " التربة" في محطة بحوث سخا الزراعية "كفر الشيخ" وجدته جالسا على قهوة حزينا مهموما..سألته وقلت له : مالك ؟ ..قال: إن كل الميزانية المخصصة للبحوث لم يتم إدراجها واكتفت الدولة بصرف مرتباتنا فقط، وأصبحنا كموظفي الحكومة نأتي للتوقيع في دفتر الحضور والانصراف ولا نعمل شيئا، قلت له والله عندك حق، أصبت بخيبة أمل قوية وإحباط شديد بل و يأس من أي بادرة نحو الإصلاح.. للأمانة كان ذلك من 6 سنوات تقريبا.

قال لي صديقي الباحث، إن محطة بحوث سخا "المتقدمة جدا في مجال البحث العلمي" استطاعت مضاعفة إنتاج القمح لأكثر من ثلاثة أضعاف على نفس المساحة المنزرعة من خلال تطوير سلالات ممتازة مقاومة للأمراض والآفات وتعطي محصولا أفضل من حيث النوعية، حدث ذلك مع محصول استراتيجي كدنا نفقد إرادتنا السياسية بسببه وهو القمح، الفدان كان يعطي ما بين 6 و 9 أردبا منذ سنوات قليلة ..تمكنت هذه المحطة الرائدة من زيادة إنتاجه إلى 25 أردبا حاليا ..وأضاف أن العمل قائم للوصول بالإنتاج إلى 35 أدربا خلال سنوات فقط  بجهود حثيثة لا تتوقف.

من غير المعقول أن يكون لدينا مراكز بحثية محترمة، وعلماء وأساتذة كبار مشهود لهم بالكفاءة والقدرة على الإنجاز ونظل هكذا منشغلين بقضايا ثانوية ونقاشات تافهة وجدل عقيم لا ينتهي !.
 
أرجو أن يبادر الرئيس فورا إلى ترجمة مقولته الرائعة إلى واقع عملي : آن الأوان كي تخرج الأبحاث من الأدراج وترى النور..نحن في الحقيقة نصارع الزمن !!.

إعلان

إعلان

إعلان