لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نهاجر طيب ؟

سلمى النشار

نهاجر طيب ؟

09:57 م الأحد 08 مارس 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - سلمى النشار:

كنت أنزعج عندما تقول لي يومًا إحدى صديقاتي بعد مرور الأشهر الأولى من حملها٬ سأسافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأُنجب أبنى هناك حتى يحمل الجنسية الأمريكية.. فكثيراً ما كنت أهاجمهم وأشكك في وطنيتهم.. "مش عايزاه يكون مصري! بتستعرى من بلدك!" ولكن الحقيقة المؤلمة هي أن الشعارات وحدها لا تبنى أوطاناً ولا تكفى للنهوض بدولة أنهكها الفساد وسرقها اللصوص - الله ينتقم منهم - فقط بإتقان العمل والإخلاص فيه والإصرار على النجاح تُبنى الأوطان ولكل مجتهدً نصيب.

العمل!! الإصرار! عن مصر أتحدث ؟ لا أعرف .. أعتقد أنى عدت للشعارات مجدداً! فيبدو أنى فقدت عقلي وإدراكي ويبدو ايضاً أنى لا أدقق النظر حولي لكى أتابع مجريات الأمور.. أى عمل وأى إصرار ؟ فهناك فى مصر أشياء أهم بكثير تثير الانتباه والجدل وتشغل الرأي العام لساعات طويلة وربما لأسابيع - وتبتعد للأسف عن كل ما هو بنّاء ومفيد - وكأننا لسنا في وقت نحتاج فيه إلى إعلاء مبادئ كثيراً ما افتقدناها .. لسنا فى وقت نعانى فيه من أزمات سياسية واقتصادية٬ من انحطاط أخلاقي٬ من فساد مستشرى في جميع مؤسسات الدولة بلا استثناء .. وكأننا لسنا في وقت نحتاج فيه إلى العمل فقط العمل .. أظن أنى أبالغ بعض الشيء!.

فماذا سيحدث مثلاً إذا تحدثنا أيام وليالي عن راقصة استيقظت يوماً وقررت أن تترشح للبرلمان؟ أو مثلاً راقصة أتُهمت بإهانة العلم بعد ان ارتدت بدلة رقص بألوان علم مصر لترقص بها على بشرة خير؟ أو مثلاً مثلاً – وبعيداً عن قصص الراقصات المشوقة – عن محافظ الإسكندرية ووسامته وحضور زوجته معه في الاجتماعات الرسمية – مع رفضي التام لذلك- ونشاطها ودورها البارز فى الحفاظ على البيئة؟ أو مثلاً مثلاً مثلاً الفستان الذى أحتار العالم في لونه! هل هو أبيض وذهبي أم أزرق وأسود؟! .. موضوعات كلها أثارت جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الأعلام للأسف٬ وكأننا نريد دائماً أن ندور في حلقة مفرغة برعاية منظومة فساد لا تريد أن تنصلح او ربما لا تعرف كيف تنصلح وصحبة شعب أصابه التبلد!.

ثم نصحو يومًا من غفلتنا لنتفاجأ بوقوع الحادث الأليم.. عذرًا أقصد بوقوع حادث اعتدنا عليه شعبًا ودولة.. وهو موت العشرات أو المئات من الأبرياء – ولا يهم أين وكيف فتستوى فى النهاية المعطيات والنتائج - فمنهم من دهسه القطار فمات٬ ومنهم من وقع عليه زجاج نافذه الفصل فمات٬ ومنهم من سقط باب المدرسة عليه أثناء حصة التربية الرياضية فمات٬ ومنهم من دهسه سيارة التغذية المدرسية أمام المدرسة أثناء دخول تلاميذ الفترة المسائية فمات٬ ومنهم من سقطت نافورة مياه المدرسة عليه فمات ومنهم ومنهم ومنهم! وبدون وجود أى ملابسات تثير الدهشة او التعجب لأنها وببساطة لم تكن الأولى من نوعها فقد سبقتها الكثير من الحوادث التي توفى فيها المئات نتيجة نفس السبب.. الإهمال!.

عزيزي المتفائل لن يغلق المزلقان ولن ترمم المدارس ولن يتغير في الأمر شيئاً لأننا في واقع الأمر لا نريد تغيير ولم نغير من أنفسنا شيء ولازال كل ما يشغلنا "تافه"! فلا أظن أن هذه الحوادث قد لقت ذات الاهتمام التي تمتعت به "تفاهات" أخرى لا قيمة لها أو ربما نكون نحن من أعتدنا البكاء ففقدنا الإحساس ولم نعد نشعر بوجع الدمع.. ولكن الشيء الوحيد الذى أصبح مؤكد فى هذا الوطن هو خطورة العيش فيه! فبين حب الوطن ومعاناة العيش فيه أزمة! أزمة وطن لا يكفل للمواطن أبسط معايير الحياة الكريمة.. لم يخطئ الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل حين قالها واضحة " لابد أن يثور السيسي على نظامه" نعم لابد أن يثور على نظامه ولابد أن نثور نحن على أنفسنا فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم!.

المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط ولا يعبر بالضرورة عن سياسة مصراوي

للتواصل مع الكاتب

salmaelnashar00@gmail.com

 

إعلان

إعلان

إعلان