- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
بقلم - أشرف أبو الخير:
صورتي المصحوب بها المقال، أخذت لي قبل أسابيع طويلة أمام مزرعة عامرة، بإحدى المدن الشمالية بهولندا، تقع على مسافة نصف ساعة تقريبًا من العاصمة الصاخبة، أمستردام واسم هذه المدينة (فولندام).
مللت وقتها من صخب أمستردام، الذي لا يتلاءم مع طبيعتي، وقررت أن أتخذ لنفسي مكانًا في حافلة تتحرك في مواعيد ثابته، من المحطة المركزية، وتشق طريقها إلى الشمال، صوب تلك البقعة الساحرة المطلة على بحر الشمال.
وقد يساعدك جوجل كثيرًا إن بحثت في صور هذه المدينة، علك تستطيع تخمين حالتي النفسية والذهنية وقتها.. بيوت على الطراز الريفي الأوروبي، قنوات مائية صغيرة تشق طريقها بين جنبات المدينة، و يمكنك التجول و المشي بلا هدف حتى تصل إلى شاطئ بحر الشمال، وهناك ستشاهد ميناء المدينة الصغير، الذي يحتضن بعض رحلات الصيد.. كما يمكنك التجول داخل محلات الهدايا المنتشرة لشراء ما تريد كتذكارات بأسعار أرخص من أمستردام... وأنصحك ألا يفوتك الجلوس على أحد المقاهي أوروبية الطراز، مولياً طهرك للمقهى، مسترخياً أمام هدوء البحر و سكون الطبيعة.
أجمل ما حدث لي في تلك الرحلة بل في هذا الشهر كاملاً، هو لقائي بالعجوز "يورجن".. كنت قد نزلت من الحافلة عند رؤيتي لكلمة فولندام.. منيت نفسي أثناء سيري بأكلة أسماك شهية، محتضناً كتابي، ممسكًا بكاميرا أسجل بها اللحظات الجميلة.
في الدقائق الخمسة الأولى من رحلة بحثي عن البحر، قابلت "يورجن" بسيارة أصغر كثيرا من الربع نقل، تلاقت عيوننا وابتسم لي بود وصفاء.. بادلته الابتسام وسرت مصحاباً جهلي بجغرافيا المكان، أتشمم الهواء علي أُميز رائحة اليود.
"الغريب أعمى، وإن كان بصيراً"
رددت هذه الجملة مراراً و تكراراً لنفسي في الدقائق الأربعين التالية.. تأملت غلاف روابة "قمر على سمرقند" للمبدع د.محمد المنسسي قنديل، لتي كنت أحملها بيدي، واشفقت على بطلها الذي هام على وجهه ببلاد ما وراء النهرين في الرواية، وشعرت بوطأة مشاعره حين بدأ معدل توتري يرتفع، كلما أحسست بمرور الوقت دون أن أحقق هدفي بتناول وجبة الأسماك وشرب فنجان الإسبرسو أمام البحر.
الجمعة.. قبل الظهيرة بقليل، كان سكان المدينة في اعمالهم.. أخشى سؤال الأطفال اللاهين بالشوارع، فأنا لا أعلم كيف سيقرأ المجتمع اقترابي من طفل لسؤاله، أصدقائي اللذين شاركونني الرحلة، نائمين بالفندق ولا أحد معي، إلى أن رآني يورجن العجوز مرة أخرى
- إلى أين تريد الذهاب ؟؟ ... سألني بهولندية لا تخطئها الأذن!!
- البحر.. جاوبته بإنجليزية سليمة
أخذني الرجل في سيارته الصغيرة، وتجاذب معي أطراف الحديث، مستأذنا إياي أن يصطحبني في جولة داخل فولندام ليريني بعضاً من معالم المدينة أثناء ممارسة عمله كجامع للقمامة.
كان عرضًا مغريًا، سأجلس أخيرًا بعد ما يقرب من ساعة أمارس المشي الإجباري، يجاورني عجوز لطيف، وأنا أهوى الاستماع للعجائز، كما أنني سأصل للبحر في النهاية.. فلا ضير في الأمر.
استقبل معلومة أنني عربي مصري بلا مبالاة.. واستقبل كوني مسلماً بشعور مماثل.. تعجبت من هدوءه، وسألته إن كان يخشى وجود المسلمين بجواره، فقال لي واحدة من أروع الجمل التي سمعتها في حياتي على الإطلاق رغم بساطتها.
- فولندام، مدينة غارقة في الحب.. والحب يلفظ الإرهاب.
وضع يده على قلبه، واتبع جملته بابتسامة عريضة في منتهى الصفاء.. وفكرت أن معه كل الحق، فطاقة المدينة ممتلئة بالحب والنقاء، الشوارع والناس يمتلئون حبًا صادقًا لا زيف فيه، يمكنك الإحساس به فوراً و من اللحظة الأولى، فلن يستطيع الإرهاب الاقتراب منها.
وقررت من لحظتها أن أنحي "قمر على سمرقند" جانبًا لبعض الوقت، مانحًا لنفسي بعض الوقت لتأمل فكرة الرجل.. وعرفت من لحظتها أن الحب حين يملأ نفسك، فهو في ذلك مثل الإيمان، سيطرد الأفكار السوداء، ويُقصي الشياطين والمردة.. وكلما ازدادت بقعة النور داخلك، كلما استطعت أن تكون أكثر صفاءًا واستيعابًا للآخر، وكلما كنت أكثر إيجابية وصدقًا، فتجد مسلكك بسهولة، وتتحول طاقتك الداخلية إلى حائط منيع ضد المردة والشياطين.
فشكرا يورجن
عميق مودتي
إعلان