لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

صبري سراج يكتب: بشار الأسد والخطأ الذي أنهى حياة السادات

صبري سراج يكتب: بشار الأسد والخطأ الذي أنهى حياة السادات

01:22 م الإثنين 25 مايو 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - صبري سراج

لا شك أن ظهور «داعش» أعطى الفرصة لبشار الأسد ونظامه للظهور في ثوب المدافع عن الدولة السورية، ولو رجعنا بعجلة الزمن عامًا واحدًا ونظرنا إلى المشهد لربما أشارت لنا نظرية المؤامرة إلى ثمة تعاون غير معلن بين نظام الأسد وهذا التنظيم الذي يعيث في أرض الشام فسادًا حاليًا.

مجرد نشاط وعمل مجرمي «داعش» يعزز شرعية النظام وأنه يحارب جماعة إرهابية مجرمة تقتل على الهوية. والضحية هو الشعب السوري الذي انسحق بين سندان الأسد ومطرقة «داعش»، فبيئة التطرف والعنف باسم الدين موجودة، ويستثمرها البعض ويوجهونها طبقًا للمصلحة.

وكان قطع «داعش» رأس الصحفي الأمريكي المأسور جيمس فولي دليلاً على كون التنظيم حليف لنظام بشار الأسد. فقد كان فولي في حوزة النظام في مايو 2013 وبعد ذلك تم تسليمه لـ «داعش».

في فبراير الماضي نشرت «تايم» الأميركية قول رجل أعمال سوري مقرب من نظام بشار، إن الأسد اتبع منذ فترة طويلة نهجًا عمليًا (براجماتيًا) في التعامل مع «داعش». وأكد أن النظام منذ البداية كان يشتري الوقود من المنشآت النفطية التي يسيطر عليها التنظيم، وأنه قد حافظ على تلك العلاقة طوال فترة الصراع.

واستشهد رجل الأعمال بخدمة الهاتف المحمول في الرقة كمثال على أن هناك تجارة بين النظام والشركات السورية، وبين داعش. فلا تزال شبكتا الهاتف المحمول الرئيستان في البلاد تعملان في الرقة، كما يتم إرسال المهندسين إلى المناطق التي يسيطر عليها «داعش» لإصلاح الأضرار في أبراج الهواتف المحمولة. وبالإضافة إلى ذلك، هناك شحنات منتظمة من المواد الغذائية تصل إلى الرقة.

وأكد رجل الأعمال «أن النظام يخشى الجيش السوري الحر وجبهة النصرة، وليس داعش. هدفهم (أي الجيش السوري الحر وجبهة النصرة) هو إسقاط الرئيس. ولكن داعش لا تطالب بذلك، كما أنها لم تهدد دمشق مباشرة أبدًا». كما أشر الرجل إلى أن الضربات على أهداف داعش تكاد تكون معدومة، فقال: «إذا كان النظام جادًا في التخلص من داعش، لكان قصف الرقة الآن، ولكنه بدلًا من ذلك قام بقصف المدن الأخرى، حيث معاقل الجيش الحر القوية».

أصوات ذات تأثير في الغرب اقترحت العام الماضي أنه على الولايات المتحدة أن تسعى إلى التعاون مع الأسد لهزيمة «داعش».. رئيس لجنة الاستخبارات والأمن في البرلمان البريطاني، السير مالكولم ريفكند، اقترح التحدث إلى إيران والعمل مع الأسد. وهناك عدد من الصحفيين والشخصيات العامة من اللورد دانات إلى السير كريستوفر ماير اقترحوا تحالفات مماثلة، والسؤال كيف يمكن التحالف مع زعيم مجرم باعتراف العالم قتل مئات الآلاف من شعبه واستخدم الغازات السامة ثماني مرات على الأقل منذ أبريل 2014؟

في صحيفة الديلي تلغراف البريطانية بتاريخ 25 أغسطس 2014، كتب ديفيد بلير: «بشار الأسد، الرئيس السوري حارق سوريا، لماذا يُعتبر مؤهلاً لمنصب رجل إطفاء؟»

أراد الأسد أن يجبر العالم على أن يكون جزءًا من الحل فحضّر عفريت «داعش» أو تحالف مع العفريت الموجود بالفعل... ولم يستطع أن يصرفه.

في لعبة سياسية سابقة أخرج الرئيس الراحل أنور السادات الجماعات المتشددة من السجون، وعقد معهم اتفاقًا كي يصبحوا ضمن المشهد الديمقراطي الذي أراد تصديره إبان حكمه، لكن السحر انقلب على الساحر، وغادر المتشددون السجون ليقتلوا من منحهم الحرية أثناء احتفاله بالنصر الأكبر.

درس من الماضي القريب لم يلتفت إليه بشار أو لم يفهمه، فسيطر «داعش» بشكل كامل على مدينة تدمر الأثرية في الصحراء السورية بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس، وبات التنظيم يسيطر على نصف مساحة سوريا الجغرافية تقريبا، كذلك بات يسيطر على «الغالبية الساحقة من حقول النفط والغاز في سورية»، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

هذه السيطرة تفتح الطريق للتنظيم المسلح وتجعله ممهدًا نحو البادية السورية الممتدة من محافظة حمص (وسط) حيث تدمر حتى الحدود العراقية شرقًا.

براجماتية بشار أو تحالفه في السابق مع داعش كان السحر الذي أراد به أن يكتسب القوة فانقلب عليه وحاصره بأخذ نصف مساحة الأرض التي يحكمها... فأصبح بشار فعليًا رئيس نصف سورية فقط.

المقال يعبر عن رأي كاتبه فقط ولا يعبر بالضرورة عن رأي مصراوي

للتواصل مع الكاتب اضغط هنا https://www.facebook.com/sabrysirag.22

إعلان

إعلان

إعلان