لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هم إرهابيون ناجحون لأنكم فاسدون!

اسلام الزيني

هم إرهابيون ناجحون لأنكم فاسدون!

11:51 ص الإثنين 29 يونيو 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم- إسلام الزيني:
إذا بحثت عن أكثر الأزمات عمقًا التي يمر بها الكوكب العربي، ستجد أنها تستند إلى جذور من الفساد، كل مكان في العالم يحتوي على أشرار أو مهاويس بفكرة العنف والإرهاب ولكن هناك انظمة محترمة ليست فاسدة، هم إرهابيون ناجحون لأنكم فاسدون، هم يفعلون ما يشاؤون لأنكم توظفون أشخاص كالقطعان، بلا حقوق أو واجبات، يذهبون إلى عملهم مكدسين مثل الأغنام فيلجأون إلى الرشوة.

بحسب صحيفة الجارديان، سقطت مدينة الرمادي بيد "تنظيم الدولة الإسلامية" بعد انسحاب قائد القوات هناك بدون مبرر، فيما يبدو بعد تلقيه رشوة مالية مثلما حدث عند احتلال القوات الأمريكية للعراق وكشف حينها عن تلقي قادة الجيش رشاوي مالية ضخمة.

في اليمن: مع بداية الحرب هناك، وجدت الكتائب المعارضة للحكومة، نفسها وحيدة على الأرض بلا منافس، حيث ان الجيش في اليمن "وهمي"، هناك ما يسمى بالتجنيد الوهمي، حيث عقيد جيش، يوظف عشرات الشباب على انهم جنود ويحصل على معظم راتبهم ويعيطهم القليل وهم في الأساس ليسوا جنودا، فأصبح هناك عشرات الآلاف من الجنود الوهميين، مجرد اسماء على الكشوف.

وعندما تسافر الى مصر، اذا كنت ترتدي ملابس انيقة وصففت شعرك بصورة مناسبة وتبدو من ملامحك انك "ابن ناس" فإنك ستكون قادرا ان تدخل اي مكان بدون تفتيش مثل المجمعات التجارية حيث سيقول لك رجل الأمن ( معقولة افتشك يا باشا!! يبقى عيب عليا والله ) رغم ان صوت الاجهزة واضحا بأن لديك اشياء معدنية وربما تكون إرهابيا وتفجر المجمع بمن فيه، موقف شخصي حدث معي وقلت له نصا ( طبعا تفتشني انا مصري يعني مش هدفعلك ) فكان رده: ( حتى لو مصري .. وبعدين انا مطلبتش منك حاجة ؟).
هناك علامات استفهام أيضا كانت مطروحة حول السيارة التي وقفت ساعات أمام مديرية أمن القاهرة دون أي تحرك قبل أن تنفجر، حيث هناك اعتقادات بأن المهاجم دفع رشوة ليبقى في هذا الموقع، وكذلك وقائع أخرى حول تعامل عناصر أمنية مع أنصار بيت المقدس في سيناء وتسريب أسماء بعضهم.

وأنت في مطار القاهرة لن يرحموك حتى وأنت تغادرها، قد يقول لك الشرطي المسؤول عن التفتيش في المدخل العبارة الرسمية للرشوة ( كل سنة وانت طيب ) فإذا لم تتجاوب سيستخدم الخطة ( ب ) ويقول ( متعرفش ؟ فرح اختي بكرا ) وعندما تمر سالما، ستجد شرطي آخر يقف للتأكد بأن جميع من يدخلون إلى صالة المطار لديهم رحلات بالفعل، فيطلب منك تذكرة الطيران، هذا الشرطي الذي يبدو أكبر منصبا من سابقه قد يسمح لك بالمرور الى الصالة بدون تذكرة إذا دفعت رشوة وبالطبع أنت لم تفتش جيدا في البداية فيمكن أن تفجر المطار بكل من فيه مقابل 20 جنيه!

وإذا زرت تونس، ستقف كثيرا هذه الأيام في دوريات للشرطة، تبدو إجراءات عظيمة لضبط الأمان لكن إذا أوقفتك الشرطة وليس معك جواز سفر، سوف تطلب منك مغادرة  السيارة، وتقف بعض الوقت في الخارج ثم يلمح لك رجل الأمن في بعض الأحيان، بأنك بحاجة لدفع رشوة، هناك حالة واحدة يمكن أن تمر وليس معك جواز سفر ولا تدفع رشوة، أن تكون قائدة السيارة صديقتك "مزة أو قطوسة بالتونسي" سوف يتغزل بها قليلا  - بصراحة بشكل لطيف - ثم يجعلك تمر رغم عدم امتلاكك جواز سفر، أو أنه لن يوقفك أساسا إذا شاهد سيارة تقودها فتاة أو تجلس بجوارك في المقعد الأمامي، ساعات الكبت المتواصلة في الشارع والعمل غير الآدمي يحاول رجل الأمن ان يخرجها في مغازلة قد تقود إرهابي إلى تفجير!! هذا الموقف تكرر عدة مرات معي هناك.

أما في فنادق تونس، فيكفي أن تقول للموظف بأنك نزيل ليدخلك بدون أي تفتيش أو تحقق من هويتك ويمكن أن يدخل إرهابي يصفي كل النزلاء كما حدث منذ أيام لأن مسؤول الأمن كسول ولا يقوم بدوره، فلو فتش رجل الأمن المظلة لاكتشف الكلاشينكوف وأنقذ 40 بريئا من هذه النهاية المأساوية!

رغم أن الدول المتقدمة والمحترمة لا يوجد بها تفتيش مثلنا، لأن لديهم يقين بأن من يدخل البلد هو شخص لا يحمل أي متفجرات بفضل تشديد الفيزا والعمل المثالي في المطار لكننا نتقبل الفكرة في الدول العربية لأنها تعاني الإرهاب لكن الكارثة أن من يطبقها فاسد مرتشي ثم يسألونك عن أسباب الإرهاب!

إعلان

إعلان

إعلان