لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

وداعا جارنا المتواضع هشام بركات

دينا عبد الفتاح

وداعا جارنا المتواضع هشام بركات

04:20 م الثلاثاء 30 يونيو 2015

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم – دينا عبد الفتاح:

لم أكن اتصور جارنا العزيز الشهيد المستشار هشام بركات أن أشاهدك ملقيا على الرصيف أسفل منزلي بعد الانفجار المدوي الذي وصفه بناتي بانه يوم القيامة..

كنت دوما مسؤولا رفيع المستوى يؤمن ببساطة حياة المواطن العادي فلم يزعجنا موكبك أو يقطع طريقنا يوما طوال توليك أهم منصب في الدولة .

وكان يدهشنا أن حراستك لا تتناسب مع منصبك الخطير والمستهدف والأكثر غرابة أنك لم تزيد من حراستك بعد تعرضك لحادث الاغتيال الأول والذى نجيت منه بأعجوبة مصرا على أن الأعمار بيد الله ولا حراسة تمنع قدر .

فكنا محظوظين بوجودك جارا باعثا على الأمن لمجرد وجودك في المكان الذى نعيش فيه .

اندفعت مسرعة إلى شرفة منزلي بعد هذا الانفجار الذى لا يصدقه عقل متصورة أننا بصدد اللحظات الأخيرة قبل قيام الساعة.

وتستوقفني صرخات ابنتي لتعيدني إلى الواقع قائلة "قنبلة انفجرت في الشارع".

لم أصدق نفسي وأن أرى سيارة الشهيد هشام بركات وخلفها سيارة الحراسة وكانتا لم تحترقا بعد ولم أفهم للحظات ماذا حدث .

توالت الأحداث سريعا لينتشر الحريق في أكثر من مكان وتتحطم المحلات والمنازل والسيارات ومعها تتحطم أعضاء النائب العام وكل طاقم حراسته البسيط ويندفع السكان ومعهم حراس العمارات ليخرجوا الضحايا لنرى النائب العام في بدلته الرسمية وبه إصابات طفيفة يتم وضعه على الرصيف لحين استجلاب سيارة لنقله إلى المستشفى ويتصور الجميع أن الإصابات طفيفة متناسين هول الخسائر في الحديد والاسمنت المجاور للانفجار ومتخيلين أن هذا الجسد البسيط بإمكانه أن يتحمل ما لم تتحمله الكتل الخرسانية وبعد ساعات قليلة لفظ انفاسه لينتقل إلى خالقه في أيام مباركة وبهدوء شديد فكانت الأحداث تسير بخطوات سريعة وكأنها لحظات بما نسميه نحن المصريين مسرعا للقاء ربه.

في بداية لسلسلة من الأحداث لا أجد كلمات تعبر عنها أفضل من تدوينة ابنة الشهيد مروة هشام بركات قائلة "انا بنت البطل مش عايزة جنازة عسكرية عايزة حضنه يا سيادة الرئيس"، وعلى الجانب الاخر ابن الرئيس المعزول أحمد محمد مرسى أيضا في تدوينه له على موقع تويتر " نبارك عملية اغتيال النائب العام الله تبارك وتعالى يمهل ولا يهمل ولابد للحق أن ينتصر هذا قضاء الانقلاب".

هل سيكون هذا هو مصير حالة الطوارئ القادمة في مصر؟!!

إعلان

إعلان

إعلان