لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عفوا عميد الأدب العربي: الآن الفساد كالماء والهواء وليس التعليم

رائد مقدم

عفوا عميد الأدب العربي: الآن الفساد كالماء والهواء وليس التعليم

05:25 م الثلاثاء 23 أغسطس 2016

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - رائد مقدم:

بدأ عميد الأدب العربي طه حسين نضاله منذ أن بدأ عمله العام في سنة١٩٢٣وحتي سنة ١٩٤٣حتى يحقق مقولته الشهيرة "التعليم كالماء والهواء" بنجاحه في تطبيق مجانية التعليم في عصر وزير المعارف أحمد نجيب الهلالي.

ولكن هل يدري طه حسين الآن ماهو مصير مقولته الشهيرة.

إنها للأسف تحولت إلى "الفساد كالماء والهواء"، فقد تسرب هذا الطاعون المهلك للشعوب في كل شيء في حياتنا، التعليم والصحة والإسكان والصرف الصحي والماء والهواء.

أصبحنا نستنشقه لنعيش ونشربه لتستمر الحياه اصبح الفساد في مصر إسلوب حياه.

الفرق بين الانسان الفاسد وغير الفاسد أن الأخير لم تسنح له الفرصة للفساد فقط. أصبحنا ننادي بمحاربة الفساد في حالة واحدة فقط وهي عدم الانتفاع منه. ولكن بمجرد الاستفادة من الفساد يصبح حق لا يمكن التنازل عنه. نعم نحن شعب يحب الفساد.

لا تصدقون من يقول إن الفساد في مؤسسات الدولة فقط. فالحقيقة أن الفساد في بيوتنا وشوارعنا وجهات عملنا الخاصة قبل العامة، بتنا شعب لا يرحم بعضه ولا يحنوا على بعضه، فصاحب الفرن الخاص يتعامل مع المنتفعين بمنتهى التعالي والفظاظة، ويتكلم مثلما يتكلم أي مسؤول وربما أسوأ منه، فهل هذا ليس من الشعب وأيضا يشكو من الفساد وهو بؤرة من الفساد.

وموظف المجمعات الاستهلاكية يتعامل مع المواطنين بمنتهى قلة الأدب وكأنهم يتسولون منه، لمجرد أنه أصبح في يديه سلطة يمنح بها من يشاء، والتجار زاد جشعهم، والأطباء والمهندسين والفلاحين والعمال والموظفين وأصحاب الأعمال والمحاسبين والمدرسين.

الرجال والنساء بل وصل الفساد إلى الجهات الرقابية التي من واجبها بالأساس محاربة الفساد، الشعب يشكوا الفساد وهو يعشقه.

هل أصبحنا من الشعوب المريضة بالفصام. نشكوا من التوكتوك ونركبه ونشكوا من الباعة الجائلين ونشتري منهم، نشكوا من البلطجية ونستخدمهم، نشكوا من العنف ونفتخر به.

نشكوا من الفقر ولا نعمل، نشكوا من أعباء الحياة وننجب دون حساب، نشكوا من الدروس الخصوصية وندافع عنها، نشكوا من الأسعار ونرفعها على بعضنا دون قرار من الدولة.

أفيقوا يرحمكم الله

البلد لن ينصلح حالها حتى لو قمنا بعشرات الثورات، وحتي لو غيرنا مئات الرؤساء وآلاف الحكومات، مصر ستتغير إذا بدأنا بأنفسنا، إذا تركنا كل واحد يعمل في مجاله، إذا لم نسمح بالخطأ وإذا كان هناك ثواب وعقاب، وإذا أدركت الدولة بالفعل حقيقة محاربة الفساد وليس إدارة الفساد وتقنينه.

وأخيرا يجب أن يعلم الجميع أننا جميعا سندفع الثمن وأن التاريخ لن يرحمنا أننا فرطنا في مصر، وجلسنا في مقاعد المتفرجين المنتقدين لكل الأحوال دون أن نجتهد ونعمل لننجح وتنجح عائلاتنا وأولادنا وبالتالي تنجح بلادنا بالعمل وليس بالتحايل والفساد، وأن نرجع إلى قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا، ونسنعيد قيمة العمل التي فقدناها، وليقم كل بعمله، ولتقوم المنظومة الثقافية بأكملها،ى تعليم وإعلام وثقافة بدورها في التوعية دون أن يقتصر دورها على كشف الواقع الأليم فقط ولكن ليمتد دورها لتقديم العلاج وإبراز القيم الحميدة التي نريدها أن تنتشر في مجتمعنا.

المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي مصراوي.

إعلان

إعلان

إعلان