- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
على هامش الفقد والجزع والدموع، لدينا الكثير من الدروس والخبرات. 305 أرواح فقدت حياتها، لأن هناك من رأى أن "الجهاد" يحتّم عليه ذلك. أجهزة استخبارات أجنبية؟ ربما! مصالح سياسية إقليمية ودولية؟ وارد جدًا! جماعات متأسلمة محلية تنتقم وتسفك الدماء؟ أكيد! كل ما سبق مجتمعًا؟ على الأغلب هو كذلك.
كذلك إن أردنا أن نكسر دائرة العملية الإرهابية التي يعقبها بث جنوني لأغنيات وطنية، وتحليلات محمومة، وكلمات معسولة عن "اللحمة الوطنية" و"الإرادة المصرية"، علينا أولاً أن نصلح ما أصابنا من عوار.
عوار الهسهس الذي تسلل إلى حياتنا لا سبيل لمواجهته إلا بالاعتراف بوجوده، فمصر التي كانت ثقافتها وتنويرها وانفتاحها نموذجًا يحتذى قبل عقود، غرقت حتى الثمالة في هسهس التديين. انظر إلى جمهور حفلة من حفلات أم كلثوم، وجمهور حفلة من حفلات القرن الـ21، لتعرف الفرق. هذا مجرد مثال رمزي.
والرمز في استهداف مصلين مسلمين في أثناء صلاة الجمعة نجمت عنه ردود فعل كاشفة، موضحة لما أصاب فكرنا. حالة الجزع الرهيب التي أصابت كثيرين يعود جانب منها إلى أن الشهداء كانوا يؤدون صلاة الجمعة. لكن لو كان الاستهداف لمقهى أو محطة باص أو نادٍ لكان الجزع أقل قليلاً.
فبين عناوين "مذبحة الساجدين" و"سفك دماء المصلين" و"لم يرحموا صلاة الجمعة"، وبالطبع "دين أبوكم اسمه إيه؟" و"أمال لو كانوا شيعة ولا مسيحيين؟!"، وانتهاء بما قالته المذيعة بتلقائية شديدة تعكس فكرًا متغلغلاً في عقول الملايين من أن "عقلي مش قادر يستوعب.. شفنا هجمات بين الإرهابيين والشرطة والجيش، وقلنا إنه عنف متبادل (مصيبة أن تصف إعلامية محنّكة المواجهات بين الإرهابيين والأمن بالعنف المتبادل). وهذه الجماعات المتطرفة تهاجم الكنائس، وقلنا آه معتبرين إنه دين غير الدين الإسلامي، وعدو لهم برضه!!! وقلنا ماشي!!! لكن مسلمين؟ إزاي؟!!!!".
ما قالته الإعلامية – سواء كان تحت وطأة الانفعال، أو بسبب الاندفاع- لا يعكس إلا هسهسًا مميتًا، وفيروسًا مقيتًا بات متوطنًا في عقول وقلوب كثيرين منا. فمنذ تحول المنتخب الوطني إلى "منتخب الساجدين"، ومنذ بات معيار الأخلاق الوحيد زبيبة على جبهة، و"جزاك الله خيرًا" بدلاً من شكرًا، وفلانة تغطي شعرها إذن هي درجة أعلى ممن تكشفه، ومنذ شفعت الآية القرآنية أعلى رأس الموظف المرتشي له ما يقترف، وغيرها من مظاهر التديين الذي بات هسهسًا وليس تدينًا، وأصبحت مصر في حالة من البزرميط.
هذا البزرميط يتمثل حينًا في قيام شرطي بإغلاق مقهى يقدّم مشروبات في نهار رمضان، لأن "تدينه" يحتم عليه ذلك رغم أن التدين نفسه لا يحتم عليه معاقبة من يسير عكس الاتجاه، أو دون لوحة أرقام أو رخصة قيادة، معرِّضًا حياة الآخرين للخطر. وحينًا في قيام معلم بغرس قواعد الفوقية الدينية في قلوب وعقول تلاميذه، معتبرًا نفسه ناشرًا للدين، ومثبتًا للعقيدة التي لا تحتم عليه اعتبار الدروس الخصوصية جريمة في حق التربية، وجنحة في حق التعليم، وحينًا في خناقة صاخبة في كومباوند راقٍ لم تكتمل بنيته التحتية من كهرباء وماء وغاز، لكن السكان يصرخون من أجل بناء مسجد تصدح مكبرات صوته بالأذان، رغم وجود ثلاثة مساجد على مرمى حجر، ومظاهر الهسهس عديدة.
تعدد العوامل التي دفعت الـ20 أو 30 مسلحًا إلى اقتراف جريمة مسجد الروضة بين سياسة واستخبارات وشرق أوسط جديد.. إلخ، تدفعنا إلى العمل على إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ألا وهو الجانب الفكري. المؤكد أن كثيرين ممن ينضمون لتلك المجموعات يفعلون ذلك لقناعة أنهم يجاهدون في سبيل الله. وهذا الجهاد درجات، تبدأ بمن يتصور أنه، وهو يحفر بسن القلم على جدار المصعد "سبحان الله ولا حول ولا قوة إلا بالله"، أنه يجاهد في سبيل الله، وتمر بمن يسلم نفسه لجماعة مثل الإخوان، على اعتبار أنها طريقه إلى الجهاد ونشر الدين والتدين، وتنتهي بمن يقتل الآخرين، سواء كانوا ساجدين أو واقفين أو جالسين في سينما أو مقهى أو ملهى.
هسهس التديين لن يعالجه إلا الفكر التنويري والتفكير النقدي، والأهم من ذلك الاعتراف بأن العلاج قد وجب!
إعلان