- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
فشلت تماماً في إقناع قطتي "جيزي" بأنها ليست كلباً. حاولت كثيراً طوال السنوات الثلاث التي عاشتها معي منذ طفولتها أن أغيـِّر سلوكها الكلبي، لكنها مصرة على الالتصاق بي، كما تفعل الكلاب مع أصحابها، وتلازمني كظلي. وهي تخاف من قطط الجيران العابرة لأسوار الحدائق بين البيوت، لكنها تصبح شديدة الشجاعة معهم، وتبادرهم بالهجوم عندما أكون معها في حديقة البيت، تماماً كالكلب الذي "يتحامى" بصاحبه. وتقريباً، هي الوحيدة التي يمكنها أن تتوقع سلوكي، فتسبقني إلى باب الحديقة بمجرد ارتدائي الجاكيت الشتوي لكي أدخن.
ويمكنني الادعاء بأنني خبير في تربية القطط، لكن كل هذه الخبرة لم تفلح في إقناع قطتي بأنها ليست كلباً، فاستسلمت. في طفولتي كان بيتنا، في الصعيد، مجمعاً للقطط، قططنا وقطط الجيران. كنت أعرف قطتنا طبعاً، فهي تنام بجواري دائماً، لكنني لم أكن أندهش إذا وجدت قطة غريبة في فراشي. كان في بيتنا شيء غريب يجتذب القطط إليه، لا أظن أنه الطعام الذي نمنحه لها، فكل البيوت- على الرغم من فقرها- فيها ما يُطعم قطة. وظني أن القطط كانت تلجأ إلى بيتنا لأنها لا تجد فيه مطاردة أو ضرباً أو أي نوع من أنواع المعاملة السيئة، كتلك التي تجدها من أبناء الجيران.
كان الأطفال في ذلك الزمن- زمن طفولتي- يصطادون القطط من الأسطح، ويربطونها بحبل في رقبتها، ثم يخنقونها. وأقل الأطفال عدوانية كان يكتفي بضرب القطة بحجر أو بشد ذيلها و"تطويحها" قبل أن يلقيها بعيداً. كان الأمر مختلفاً تماماً في بيتنا، وربما ورثنا ذلك عن جدي لأمي- رحمه الله- الذي كان يضع قطته في "عب الزعبوط" لتنام آمنة على صدره، ويشتري "عصاعيص" اللحم، ويضعها في كيس ليطعم منها قطط الشوارع في طريقه إلى البيت. أستطيع أن أقول إن بيتنا كان "سويسرا" بالنسبة للقطط، لأنه بيت محايد، ولأنها تجد فيها سلامها وأمنها وحريتها.
عندما انتقلت للعمل في هولندا، رئيساً للقسم العربي في إذاعة هولندا العالمية، كانت لديّ زميلة هولندية في القسم من هؤلاء الذين يمكنك أن تصفهم بأنهم مدمنو عمل. كانت زميلتي تنكفئ على شاشة الكمبيوتر منذ مجيئها إلى ذهابها، وتعمل بضمير شديد، كبقية الهولنديين. وفي أحد الأيام، فوجئت بها تأتيني مرتبكة في منتصف اليوم، وتطلب الإذن بالانصراف سريعاً. سمحت لها بالطبع، لكنني قلقت، وسألتها عما بها، وإذا ما كان بإمكاني مساعدتها. قالت: "لا شيء، لكن جارتي وجدت قطي في الشارع، وهذه هي المرة الثانية التي تجده في الشارع، لو تكرر هذا، يمكن لجمعية حقوق الحيوانات، بحكم القانون، أن تأخذ مني القط، لأنني غير أمينة عليه، ولا أقدم له الرعاية الكافية"، وعندما أصبحت لدي قطة في البيت، وجدت أن لديها جواز سفر، واعتدت أن أستقبل خطابات رسمية من وقت إلى آخر تخبرني بموعد فحص أسنان القطة، أو الكشف الدوري عليها.
وأنا أعيش في مدينة لاهاي، وهي العاصمة السياسية لهولندا، ففيها البرلمان والوزارات وكل السفارات تقريباً. وفي هذه المدينة، قبضت الشرطة ذات مرة على طباخ يعمل في سفارة عربية، وهو يصطاد بطة من إحدى القنوات المائية المنتشرة في المدينة، والمليئة بالبط، وبأنواع كثيرة من الطيور المائية. وفي محضر الشرطة، قال الطباخ إن السفير العربي طلب منه اصطياد بطة ليطبخها له على العشاء. وكانت هذه القصة فضيحة تداولتها وسائل الإعلام في لاهاي، وفي هولندا كلها.
إعلان