إعلان

التكميم لا يحجب الإرهاب سيدي الرئيس

عبد الرحمن شلبي

التكميم لا يحجب الإرهاب سيدي الرئيس

عبد الرحمن شلبي
08:51 م الأحد 04 يونيو 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

قبل أيام فوجئت كغيري من الصحفيين، وكثير من المصريين إن شئت أن تقول، بحجب 21 موقعا إلكترونيا على شبكة الإنترنت، الوسيلة الأسرع في ساحة الأخبار، بل والأكثر تأثيرا الآن برأيي بحكم ارتباطها بمواقع التواصل الاجتماعي.

تفاعل مستخدمي موقع فيسبوك جاء سريعا ورافضا للقرار مع حجب عدد من المواقع أولا، لكن سرعان ما أصبح الحجب "ترند" دون تبرير من السلطات، ودون التفات منها لعشرات وربما مئات الصحفيين الذين سيتم تشريدهم جراء هذا القرار، لكن ذلك ـ مع احترامي ـ لم يكن أهم ما استرعى انتباهي.

لم ألتفت كذلك لعشوائية القرار، الذي شمل مؤسسات ومواقع إلكترونية اتهمها بتلقي تمويلات من دول خارجية أو بالتحريض على الإرهاب، دون أدلة ولا معايير واضحة أو غير واضحة.

رد الفعل هو ما لفت نظري حقيقة، فما أن حجبت الحكومة هذه المواقع، حتى انتشر هاشتاج "لا للحجب" كالنار في الهشيم.

أغلب المواقع التي تم حجبها لم أسمع عنها قبل هذا اليوم إلا مرات معدودة وبالصدفة، لكنها أصبحت حديث الساعة وامتلأ التايم لاين الخاص بى بأخبار عنها.

بات الوصول لهذه الموضوعات نضالا، أو تحديا، أو عنادا.. تذكرت قصة خروج آدم من الجنة، وكيف أن الفاكهة المحرمة كانت هي المرغوبة.

الرابط بين الواقعتين، واقعة آدم والمواقع الإلكترونية، أن سبب الحجب لا يعلمه إلا الحاجب. لله الحق، وهو الحق، أن يخفي حكمته، لكن لماذا يعاملنا المسؤولون بهذا المنطق الإلهي؟

رسالتي للرئيس؛ سيدي الرئيس، المنع ليس حلا.

المطرب محمد منير يغني "كل المفروض مرفوض"، سيدي الرئيس استمع للأصوات البعيدة لا تنصت فقط لمقربيك، فكما يقول المثل الروسي "العدو الذي خلف الجبال خطير، الذي وراء الظهر أخطر منه".

وأنا كمواطن، للحظة عندما أتصفح الجرائد الصباحية أو المواقع لا أجد فيها ما يشبع رغبتي في معرفة الرأي والرأي الآخر.

لا تنظر سيدي الرئيس لراحة قريبة في صوت واحد يصل إليك أو إلى شعبنا، كلنا ثقة أنك ستنظر أيضا لخطر بعيد وراء ذلك، أقصد خطر تضليل قراراتك وتضليل الشعب.

سيدي الرئيس لا أمان في تكميم الأقلام الحرة، فلا اتهام "العاطل مع الباطل"، ولا التكميم - سيدي الرئيس - قد يحجب الإرهاب.

إعلان

إعلان

إعلان